9/13/2016

تثبيت الإنتاج.. تسريع طاقة الغد

الثلاثاء11 ذو الحجة 1437 هـ - 13 سبتمبر 2016م

المقــال


فهد محمد بن جمعة

على الاوبك في اجتماع الجزائر القادم، ان لا تحصد ثمار ما زرعته في 27 نوفمبر 2014م حتى يبلغ نضوجه المستمر على المدى المتوسط ثم نضوجه الكامل على المدى الطويل. فقد بدأ فيضان اسواق النفط العالمية ينضب بدون الحاجة الى بناء السدود الارضية المكلفة والمحتمل تصدعها في أي لحظة بعد تثبيتها. هل ذاكرة منتجين الاوبك الكبار قصيرة لهذا الحد، عندما وصلت الاسعار الى 99 دولار في 2013م، وشجعت الشركات على اقتحام المكامن الارضية المتحجرة والمكلفة التقليدية وغير التقليدية لتعود الاسعار بقيمتها الحقيقية لأقل بكثير عن ما كانت عليه قبل ثلاث عقود من الزمن. ولأول مره تنوي ادارة الطاقة الامريكية بيع 100 مليون برميل من احتياطيها الاستراتيجي (SPR) رغم تدني أسعار النفط بدعوى تقادم البنية التحتية لمخزونها (وول ستريت،7/9/2016).
كما ان اتفاق السعودية أكبر منتج في الاوبك وروسيا أكبر منتج من خارجها الاسبوع الماضي على تشكيل فريق عمل لمراجعة اساسيات أسواق النفط وتحليلها حاليا ومستقبليا، سوف يحافظ على استقرار الاسعار على المديين القريب والبعيد، والارتقاء بمستوى التنسيق بين المنتجين بما يخدم مصلحتهم ومصلحة المستهلكين.
ان الاسواق العالميه جاهزة لتقديم المزيد من المكاسب الاقتصادية في الفترة القادمة. لأنها لم تفشل في تحديد افضل الاسعار للمنتجين وكسب رضا المستهلكين وعلى المنتجين ان لا يفشلوا الاسواق بقصر نظرتهم ((Myopia وضيق صبرهم، فليس بالإمكان مقارنة من يستطيع انتاج 12.5 مليون برميل يوميا من احتياطي قدره 261 بليون برميل مع منتجين اقل من ذلك بكثير. هكذا تتركز قوة السعودية السوقية كقائدة للسوق وعلى القطيع ان يتبعها.
ان سلعة النفط عمرها الاقتصادي قصير، وما هي إلا مسالة وقت لترتفع تكاليف انتاجها قبل نضوب موردها، عندها تزداد حرارة شمس الطاقة المتجددة في الدول المتقدمه وبعض النامية بدون توقف إلى الابد. فقد اوضحت وكالة الطاقة الدوليه (IEA، 28 يوليو 2016) ان عملية الاسراع في زيادة واستخدام مصادر الطاقة المتجددة منذ عام 1990م مستمرة بمعدل نمو متوسط 2.2% سنويا، حيث تعتبر بلدان منظمة التعاون والتنمية والصين الاكثر انتاجا ونموا للطاقة الشمسية والرياح ولكن انخفاض اسعار النفط ساهم في تباطؤ نموها.
ألا يعلم البعض ان النرويج بلد منتج للنفط ولكنها لا تستهلك معظمه بل تستثمره خارجيا، لأنها تستخدم الطاقة الكهرومائية (Hydropower) لإنتاج الكهرباء منذ اكثر من 100 عام وتستخدم المركبات الكهربائية. ان اطالة عمر النفط لا يعني تعظيم اقتصاده ولا يعني ارتفاع الطلب عليه مستقبليا بل ان استغلاله الفاعل في تنمية الاقتصاد وتنويعه الآن افضل بكثير منه مستقبليا. وعلينا مقارنة قيمة 50 دولار الآن بـدولارات متضخمة بعد 20 عام، انه معدل الخصم الذي تبنى عليه الفوائد المالية في الحاضر مقارنة بالمستقبل المحفوف بالمخاطر.
لقد تسبب ارتفاع الاسعار في السنوات الماضية الى خلق فائض في المعروض في الوقت الحاضر. فعندما قفز سعر غرب تكساس الى 105.8 دولار عند أعلى قمة له في الربع الثالث/2013م، كان العجز في المعروض 410 الف برميل يوميا ورغم استمرار هذا العجز الى 870 الف برميل يوميا في الربع الرابع/2013م، إلا ان الاسعار استمرت في الانحدار حتى تحول العجز الى فائض ووصل الى اعلى قمة له في الربعين الثاني والرابع/2015 بمتوسط .22 مليون برميل يوميا، وعند اسعار 61.6 دولار و 43.6 دولار في الربعين الثاني والرابع/2015م (EIA ،7 سبتمبر 2016).
وتتوقع (EIA) ان يتراجع فائض المعروض الى 10 آلاف برميل يوميا في الربع الاول/2017م عند سعر 45.4 دولار، ليتحول الى عجز في الربعين الثالث والرابع/2017م الى 495 الف برميل يوميا وبمتوسط سعر 56 دولار.
فلا داعي من تثبيت الانتاج أو التراجع عن الحصص السوقية التي تحركها آلية السوق في الاتجاه الافضل للأسعار على المدى الطويل.

9/06/2016

ساعة في الاقتصاد - المملكة.. قوة اقتصادية عالمية على مستوى الطاقة

اتفاق روسي سعودي يحرك أسواق النفط ويلقى ترحيبا من المنتجين

5% من أرامكو لمواجهة عدم اليقين

الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 هـ - 06 سبتمبر 2016م

المقــال


فهد محمد بن جمعة
بدون أي شك السعودية قائدة سوق النفط بقوة مؤثرة مقارنة بالمنتجين الاخرين من الاوبك ومن خارجها، حيث انها تستطيع بمفردها إحداث تغيير حاد في اتجاه اسعار النفط صعودا او هبوطا، كما حدث تاريخيا. وبمجرد تصريح من وزير الطاقة السعودي، تتفاعل الاسعار العالمية صعودا او هبوطا وكأن بركانا اجتاح الاسواق الفورية والمستقبلية لتعيد حساباتها وتوقعاتها. انها الميزة النسبية لإنتاج البرميل الواحد (8-9 دولارات) مقارنة بأي تكلفة منتجِ آخر في العالم، بطاقة انتاجية تتجاوز 12 مليون برميل يوميا وقابلة للتوسع واحتياطي يتجاوز 261 مليار برميل بالإضافة الى الاحتياطيات المحتملة من النفط التقليدي وغير التقليدي.
لكن هناك متغيرات في اسواق النفط تزيد من مخاطره المستقبلية. فقد حدثت ذروة انتاج النفط "Peak Oil" في الولايات الأمريكية، كما توقعها “Marion King Hubbert” في 1956م بوصول انتاجها الى ذروته (9.637 ملايين برميل يوميا) في 1970م، ثم بدأ ينحدر منها (منحنى الجرس) حتى وصل الى قاعته عند 5 ملايين برميل يوميا او بانخفاض (-48%) في 2008م. لكن جاءت ثورة النفط الصخري وتطور تقنياتها في 2011م، لتساهم بزيادة انتاجها بمقدار 4.6 ملايين الى 9.6 ملايين برميل يوميا (EIA، 2016م)، والذي تراجع مع تدهور الاسعار الى 8.488 ملايين برميل يوميا حاليا. لاحظ ان النفط الامريكي التقليدي لم يتوقف بل استمر عند معدل منخفض ومكلف حتى وقتنا الحاضر.
وقد سبق وانتقد معهد كامبريدج (CERA, 2006م) تحليلات نضوب النفط بادعائها، ان احتياطيات النفط العالمية لا تتجاوز 1.2 تريليون برميل، بينما يوجد 3.74 تريليونات برميل من النفط متاحة. لذا فهم البعض كلمة "ناضب" على انها جفاف احتياطيات النفط العالمية، وهذا طبعا غير صحيح لارتباط الانتاج بارتفاع التكلفة الاقتصادية الحدية التي يتوقف عندها قبل جفافه، بعد ان اصبح تسويقه تجاريا أمرا شبه مستحيل ولا يستطيع المستخدمون بيع منتجاتهم من النفط الى المستهلكين.
أما ذروة الطلب“Peak Oil Demand” التي بدأت تتبلور مع استمرار ضعف معدل نمو الطلب بمتوسط 1% في السنوات الاخيرة، ورغم الانخفاض الحاد للأسعار العالمية 50% في 2015م، إلا ان معدل نمو الطلب لم يتجاوز 1.5% ومن المتوقع ان يتسمر هذا النمو في عامي 2016م و 2017م (وكالة الطاقة الدولية). فانه في حالة تقلص المعروض واستغلال الحقول ذات التكاليف المرتفعة فان الاسعار لا بد ان ترتفع بشكل حاد الى درجة عزوف بعض المستهلكين عن استخدامه على المدى الطويل، مستبدلين ذلك برفع كفاءة استخدامه واستغلال الطاقة البديلة من نظيفة ومتجددة بمعدلات سريعة لا رجعة عنها لنقول للنفط مكانك تحت الارض.
ان الذي يحدد انتاج النفط نوعيته (خفيف، ثقيل..) وتكلفته الاقتصادية من الحقول المتنوعة بناء على معدل الخصم (Discount Rate) الذي يقارن قيمته الحالية مع المستقبلية، على سبيل المثال من الافضل بيع النفط الخفيف او مزجه مع الثقيل (Blend) لتعظيم القيمة السوقية حاليا، وفي المستقبل سترتفع اسعار النفط الثقيل مع تقلص كميات النفط الخفيف والمتوسط وبهذا يتم تعظيم كلتا القيمتين الاقتصادية في الحاضر والمستقبل. لكن لا نفترض ان العالم سيصبح مكتوف اليدين ويستسلم للأسعار السائدة على المدى الطويل ولن يتراجع طلبه لعدم مرونته.
ان شركة ارامكو متمثلة في مجلسها الاعلى برئاسة الأمير محمد بن سلمان تواجه عدم اليقين بحزم على المدى الطويل وتدرك ما تم الحديث عنه، لذا ابدعت استراتيجيا وبكل ذكاء وفي الوقت الذي مازالت ارامكو جاذبة للاستثمارات، بطرح 5% من اسهمها للاكتتاب العام محليا وعالميا، لتجنب احتمالية الوقوع في مصيدة (ذروة التكاليف الاقتصادية) في نهاية العقدين القادمين. انها خطوه متقدمة تجسدها الحوكمة (الافصاح والشفافية) وتوسيع اسواقها بشكل مستدام بمشاركة المستهلكين انفسهم في بلدانهم، لاستمرار منافستها وتعظيم استهلاك نفطها. انها فعلا خطوة نحو تعظيم الارباح حاليا مع بدء الاكتتاب وتعظيمها فيما بعده.

9/03/2016

Kingdom exports 1.89bn barrels oil worth SR279 billion in 8 months


RIYADH: Saudi Arabia exported nearly 1.89 billion barrels of crude oil in the first eight months of the current year with proceeds amounting to SR279 billion, a drop of 27 percent compared to figures of same period last year, local media said quoting an economic expert.
Domestic consumption during the same period was expected to reach 642 million barrels, or 25 percent of the total output, Al-Riyadh daily said quoting Fahad bin Jumaa.
Jumaa said oil prices fluctuated between $40 and $43 per barrel at the beginning of August, where Brent and West Texas oil prices stood at $42.47 and $41.75, respectively, on Aug 10.
However, oil prices sharply rose following statements from Saudi Energy and Mineral Resources Minister Khalid Al-Falih on the possible freeze (stabilization) of oil production by the OPEC officials in their Algiers meeting on Sept. 26-28, he said.
Accordingly, Brent and West Texas oil prices rose by 21 percent and 18 percent to $50.88 and $49.11, respectively, on Aug 19. Later, oil prices registered a marginal drop to $50 for Brent and $47.31 for West Texas, Jumaa added.
He ruled out any stabilization of oil production in all oil producing countries with the exception of Saudi Arabia, adding that a production freeze will not lead to a price rise with the existence of the glut in oil supplies.
The oil expert expects that oil producing countries of high costs will increase their production with improvement in prices and then go back to the previous situation. Therefore, it is better to maximize the market share for the Kingdom and other OPEC members, he said.
OPEC sees the balance of supply and demand for its members in 2016 at 31.9 million barrels per day, with an increase of 1.9 million barrels compared to the previous year. It said demand on OPEC oil is expected to rise to 33 million barrels a day in 2017.
On July 18, the executive board of the International Monetary Fund (IMF) predicted a slow growth rate of fixed gross domestic product (GDP) at 1.2 percent in 2016, but poised to grow to 2 percent in 2017. Therefore, the Kingdom’s budget deficit is expected to drop by 13 percent of the GDP with the increase of non-oil revenues and cutbacks in spending, he added.

8/30/2016

رؤية المملكة.. ستضيء قمة العشرين

الثلاثاء 27 ذو القعدة 1437 هـ - 30 أغسطس 2016م

المقال


فهد محمد بن جمعة

تعيش المملكة العربية السعوديه بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله– تحولات اقتصادية لم تشهدها المملكة في تاريخها من قبل في نوعيتها وكيفيتها والحسم في تنفيذها، بمقاييس ومعايير أداء تحكمها الشفافية والإفصاح في اطار حوكمة شاملة. فقد ترأس خادم الحرمين الوفد السعودي في مجموعه العشرين نوفمبر2015 م، وخاطب مجموعة العشرين عن خطر الارهاب والاضطرابات السياسيه في المنطقة وحثهم على التعاون الاقتصادي، وجميعها قضايا في غاية الاهمية وتهدد الامن والسلم العالميين حتى هذه اللحظة.
واليوم، يترأس ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفد المملكة في هذه القمة (G-20) التي سيتم انعقادها في الصين خلال الفترة 4-5 سبتمبر 2016م، مما يؤكد ان السعودية مستمرة في تقدم اقتصادها النفطي وغير النفطي ليكملا بعضهما البعض ويسهما في استمرار نمو الاقتصاد وتنويعه واستدامته لعقود قادمة، مدعوما ببرنامج التحول الوطني في المدى المتوسط ارتباطا برؤية 2030 طويلة الأجل التي سوف تضيء اروقة قمة العشرين بأهدافها الاستراتيجية الطموحة، بتحسين اداء الاجهزة الحكومية ورفع كفاءتها وإنفاقها وزيادة مشاركة القطاع الخاص ومنشآته في قيادة الاقتصاد السعودي وبمشاركات استثمارية محلية وعالمية.
فمن المتوقع ان يستعرض الأمير محمد رؤية المملكة وبرامجها مع أعضاء مجموعة العشرين في الاجتماعات الجانبية وفي القمة، مما سوف يثير انتباههم بسعي الحكومة السعودية الى زيادة ايراداتها غير النفطية من 44 بليونا الى 267 بليون دولار سنويا، ورفع قيمة اصول صندوقها للاستثمارات العامة من 160 بليونا الى ما يزيد على 1.87 تريليون دولار، وتعظيم القيمة المضافة للمحتوى الوطني لتوطين أكثر من 72 بليون دولار في المحتوى الوطني بحلول عام 2030م.
ولكن ما سوف يثير انتباههم أكثر من غيره، آليات الوصول الى هذه الاهداف من خلال رفع مساهمة المنشآت الصغيرة والكبيرة من 20% الى 35%، والاستثمارات الاجنبية المباشرة من 3.8% الى 5.7%، والقطاع الخاص من 40% الى 65% في اجمالي الناتج المحلي، والمحتوى المحلي في قطاع الهيدروكربونات من 40% الى 75%، وطرح 5% من اصول شركة ارامكو للاكتتاب العام. لتكون المخرجات ارتفاعا في استثمارات المملكة وتسلق اقتصادها المرتبة (15) بدلا من المرتبة (19) على مستوى العالم، وانتقالها من المركز (25) الى المراكز الـ (10) الاولى في مؤشر التنافسية العالمي، ومن المركز (80) الى المركز (20) في مؤشر فعالية الحكومة، ومن المركز (36) الى مركز بين الـ (5) الاولى في مؤشر الحكومات الالكترونية.
وتحتل المملكة حاليا المركز (18) بين دول مجموعة العشرين كأكبر اقتصاد بقيمة 653 بليون دولار والمركز (13) في حجم تجارتها في عام 2014م بقيمة 522 بليون دولار (IMF،WTO). ليصبح وصول حجم اقتصادنا الى المرتبة 15 بين المجموعة قاب قوسين او أدنى من اجمالي الناتج المحلي الجاري لتركيا خلال فترة برنامج التحول الوطني ومن ثم اندونيسيا والمكسيك واستراليا بحلول 2030م لنحتل المرتبة 14 بإجمالي ناتج محلي يتجاوز 1.3 تريليون دولار.
ومما يزيد من أهمية هذه القمة انها تضم أهم دول تصدر إليها المملكة، رغم تراجع صادراتنا في 2015م مقارنة بعام 2014م، حيث تراجعت واردات الصين من 43 بليونا الى 25 بليون دولار (43%-) مع تراجع أسعار النفط؛ واليابان من 42 بليونا الى 22 بليون دولار (49%-)؛ الولايات المتحدة الامريكية من 43 بليونا الى 22 بليون دولار (50%-)؛ والهند من 30 بليونا الى 19 بليون دولار (37%-)؛ وكوريا الجنوبية من 33 بليونا الى 18 بليون دولار (47%-)؛ وفرنسا من 9 بلايين الى 4 بلايين دولار (الهيئة العامة للإحصاء).
فان تسويق رؤية المملكة وبرامجها وتسهيل الاجراءات سوف يحفز الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة من مجموعة العشرين في مجالات تتميز فيها المملكة بميز نسبية، تناغما مع الاهداف ألاستراتيجيه لرؤية 2030 نحو اقتصاد ناشئ يمهد الطريق الى المزيد من التقدم.

أسواق النفط بين التفاؤل والتشاؤم

الثلاثاء 25 صفر 1447هـ 19 أغسطس 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة شهدت أسواق النفط تباينًا واضحًا في التوقعات بين تفاؤل منظمة أوبك وتش...