خلال ندوة على هامش مهرجان الخليج الـ 11 للإذاعة والتلفزيون... أكاديميون وإعلاميون:
القضيبية - علي الموسوي
أجمع عدد من الأكاديميين والإعلاميين والكتاب الاقتصاديين، على أن الإعلام الاقتصادي العربي، يغيب عن المستهلكين، ولا يقوم بالدور المطلوب تجاههم، وخصوصا في توفير المعلومات الصحيحة والدقيقة، المتعلقة بالسلع الاستهلاكية وسبب ارتفاع أسعارها، فضلا عن غياب التحليل الموضوعي والواضح للمعلومات الاقتصادية التي تبثها الجهات الرسمية والخاصة.جاء ذلك خلال ندوة أقيمت صباح أمس (الأربعاء) تحت عنوان (الإعلام الاقتصادي العربي... ماله وما عليه)، في قاعة أوال بفندق الخليج، على هامش فعاليات مهرجان الخليج الحادي عشر للإذاعة والتلفزيون، إذ شارك في الندوة الباحث والمحلل الاقتصادي السعودي فهد بن جمعة، ومستشار وزير البترول للشئون الاقتصادية بالمملكة العربية السعودية أحمد الغامدي، والرئيس التنفيذي لشركة دار الوطن للنشر والتوزيع زكريا هجرس. وأدار الندوة كبير مستشاري قناة (سي إن بي سي) العربية، محمد كركوتي.
وأكد الإعلاميون والمشاركون في الندوة على ضرورة أن يحظى المستهلك بجزء من الإعلامي الاقتصادي، وتأدية الوظائف الرئيسية للإعلام، والمتمثلة في المادة التعبوية للجمهور، والتحليل والإرشاد، إضافة إلى نقل الخبر.
فمن جهته، بدأ مقدمة الندوة محمد كركوتي بالقول إن: «الإعلام الاقتصادي يبقى إلى حد كبير ليس معلوما في معاييره العامة، كما أن هناك أسئلة تدور حول موضوع هذا النوع من الإعلام في العالم العربي»، مبينا أنها تصب في مدى وجود «الكوادر المؤهلة لإيصال هذه المعلومات إلى المتلقي، سواء أكان متخصصا أم غير متخصص، كما توجد الكثير من القضايا التي تطرح حاليا حول حجم مسئولية المحطات التلفزيونية والإذاعية تجاه هذا المجال ومسئولية الصحافة والمطبوعات التي تشهد تراجعا من حيث الإقبال عليها».
أما مستشار وزير البترول للشئون الاقتصادية بالمملكة العربية السعودية احمد الغامدي، فاستعرض في ورقته أثر الإعلام الاقتصادي في توجهات الشعوب، وقال إن «وسائل الإعلام الغربية ونظرتها السلبية تجاه البترول في الدول المنتجة والمصدرة، أصبح لها نمط واحد وخط يخرج عن منطق العمل الصحافي، وذلك ببعده عن الصدقية والحيادية والدقة، مستغلة في ذلك المواطن الذي يحفظ المعلومة على ظاهرها من دون تفكير أو تحليل».
وأضاف الغامدي أن «تركيز وسائل الإعلام الغربية انصب على موضوعين أساسيين، هما خطورة الاعتماد على البترول كمصدر أساسي للطاقة، خاصة وان معظم الإنتاجيات منه تأتي من دول الشرق الأوسط، وهي في نظرهم تتميز بعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي»، وتابع: «استخدام البترول والمزيد من الاعتماد عليه كان أحد أهم الأسباب لتلوث البيئة والاحتباس الحراري ويجب الحد من استخدامه.
وأشار الغامدي إلى أن: «هذا التركيز أسهم في بداية السبعينيات في تكوين الفكر المعادي للدول المنتجة، وخاصة دول الشرق الأوسط، حين تغلغل في مناهج الدراسة والبحوث العلمية، والمواقف السياسية واستراتيجيات الطاقة المستقبلية والتركيز على الحد من الاعتماد على بترول هذه الدول».
أما الباحث والمحلل الاقتصادي فهد بن جمعة، فشدد على ضرورة وجود الشفافية في إيصال المعلومات الاقتصادية للمستهلكين، وأن تكون هناك مصادر للأرقام التي تنشر في الصحافة، متحفظا على عبارة «مصدر مسئول فضل عدم ذكر اسمه». واعتبر بن جمعة أن رفض المسئول لذكره اسمه، يعتبر مكيدة لتوريط الصحافي، مبينا أن شفافية المعلومة الاقتصادية غائبة عن الإعلام العربي.
وتساءل بتعجب: «كيف يمكن معرفة سبب ارتفاع الأسعار، وما إذا كان السبب في احتكار السلعة أو ارتفاع كلفة إنتاجها، ومن ثم لماذا نتقصى المعلومات من مصادر خارجية، ولا نتقصاها من المصادر الداخلية»، مبينا أن ذلك سببه: «عدم نشر المعلومات في الإعلام الداخلي، وغياب المعلومة الواضحة».
وأكد بن جمعة في ورقة عن «تأثير شفافية المعلومات على مصداقية الإعلام الاقتصادي العربي» أهمية قيام الحكومات العربية بالإفصاح عن المعلومات الاقتصادية بكل شفافية لوسائل الإعلام المختلفة، حتى تصبح الصحافة مسئولة عن صدقية نقل تلك المعلومات، وذلك بمفهوم الشفافية التي تحدد الكيفية التي يتم فيها تقديم المعلومات إلى الجمهور بكل مسئولية، وضمن المعايير التي ترفع من مستوى الشفافية.
واعتبر بن جمعة أن حجب المعلومات الاقتصادية يؤدي إلى فساد مالي أو إداري، وخصوصا إذا لم تنشر بعض الأخبار التي تتعارض مع مصالح الوسيلة الإعلامية.
إلى ذلك، أشار الرئيس التنفيذي لشركة دار الوطن للصحافة والنشر زكريا هجرس، إلى أهمية «تفسير المعلومة إلى متلقي المادة الإعلامية، وسعي الوسائل الإعلامية نحو البحث عن المعلومات الصحيحة، التي تخدم المجتمع، بالإضافة إلى أهمية إيصال الأرقام الصحيحة إلى الجمهور والمستهلك، عبر وسائل الإعلام المختلفة» مؤكدا كذلك على ضرورة «تعاون جميع الجهات في الإفصاح عن المعلومات التي تجنب الصحافيين في الوقوع في أخطاء تضر جميع افراد المجتمعات.
السفير الكويتي يؤكد أهمية ترشيد الخطاب الإعلامي
الوسط - محرر الشئون المحليةصرح سفير دولة الكويت لدى مملكة البحرين الشيخ عزام مبارك الصباح في افتتاح مهرجان الخليج الحادي عشر للإذاعة والتلفزيون بأن هذا المهرجان هو فرصة لمسئولي الإعلام لأن يلتقوا للنظر في تجارب الإعلام ومواكبة التقنية الحديثة في هذا المجال الضخم ومدى أهميته وترشيد وتوعية الخطاب الإعلامي والارتقاء به لما له من تأثير كبير على المتلقي، مؤكدا أن الإعلام بجميع أجهزته يعتبر سلاحا ذا حدين في جميع المجالات.
فتحي مطر: سخرنا إمكاناتنا لإنجاح مهرجان الخليج الـ
أشار مدير تلفزيون مملكة البحرين الإعلامي البحريني فتحي مطر أمس في تصريح لإحدى الصحف العربية إلى أن مملكة البحرين سخرت جميع إمكاناتها الإعلامية من أجل إنجاح مهرجان الخليج في دورته الحادية عشرة. وأشار مطر إلى أن هذا النجاح ليس بمستغرب على مملكة البحرين متمثلة في وزارة الثقافة والإعلام، والتي استضافت الدورات الأخيرة من هذا العرس الإعلامي الكبير، كما أشار إلى أن التحضيرات انطلقت قبل أكثر من عام بأوامر من وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وتوجيهات من الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الشيخ عبدالرحمن بن راشد آل خليفة، الذي أشرف مباشرة على جميع التفاصيل الخاصة بهذا الحدث الإعلامي والفني العربي الكبير.وأضاف مطر «تشهد أيام المهرجان كمّا من الأنشطة والفعاليات التي تتواصل على مستويات عدة من بينها الندوات الفكرية والإبداعية وأيضا سوق المهرجان والذي يمثل واحدا من الملتقيات التي تشهد مشاركة عدد بارز من كبريات الشركات المتخصصة وأهم الشركات الخاصة بالمعدات وغيرها. وأيضا ضيوف المهرجان من كبار الفنانين والإعلاميين». ويقول فتحي مطر: «إن اللجنة المنظمة للمهرجان أعدت عددا بارزا من الأنشطة والفعاليات، من بينها على صعيد الذكر لا الحصر، الحفل الختامي، وسيتكون من جزأين الأول عبارة عن عرض سينمائي، ثم يليه أوبريت صغير».
عبدالمحسن البناي: مهرجان الخليج دعوة لتطوير الحوار
أكد المدير التنفيذي لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالمحسن البناي أهمية مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون الذي انطلقت أعماله في المنامة، حيث وصفه بأنه نافذة على الإبداع الخليجي والعربي.وقال البناي في تصريح لإحدى وسائل الإعلام العربية: لقد استطاع المهرجان أن يحقق حضوره على خريطة المهرجانات العربية في ظل الإعداد والتنظيم وذلك الكم المتميز من الأنشطة والفعاليات التي تشهدها دورة بعد أخرى والتي ساهمت في تطوير الحوار المشترك بين الفنانين والإعلاميين العرب من جهة والإعلام الدولي من جهة أخرى.
وثمّن البناي «الجهود الإيجابية التي يقوم بها جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج والضيافة والحفاوة العالية التي تقوم بها مملكة البحرين الشقيقة متمثلة في وزارة الثقافة والإعلام، التي عودتنا دائما على أن تفتح ذراعيها لاستقبال هذا الكم الكبير من الفنانين والإعلاميين من أنحاء العالم العربي في احتفالية تمد جسور التواصل وتفتح أبواب الحوار والتعاون الفني والإعلامي المشترك». وأشار المدير التنفيذي لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك إلى أن المؤسسة تشارك هذا العام بحفنة من الأعمال التلفزيونية في عدد من المسابقات الخاصة بالمؤسسات الفنية. وعن هذه الأعمال قال: يمثل المؤسسة في مسابقات المهرجات فيلما «الملاذ الآمن» و «الواجهات البحرية» ضمن سلسلة «الخليج حضارة وبناء».a
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2715 - الخميس 11 فبراير 2010م الموافق 27 صفر 1431ه