الثلاثاء 14 جمادى الأولى 1437 هـ- 23 فبراير 2016م - العدد 17410
المقال
ابتسمت إيران واستبشرت بعض البلدان المنتجة للنفط باتفاق السعودية
وروسيا وفنزويلا وقطر الاسبوع الماضي بتجميد الانتاج عند متوسط مستواه في
يناير، وهو اتفاق مرهون بموافقة أعضاء الأوبك، اعتقادا منهم ان الجليد لا
يذوب عندما تشتد حرارة اسواق النفط بدرجة واحدة أو بدرجتين أو أكثر في
بلدان المنتجين المحظور منها سابقا والمضطربة سياسيا وفي طريقها الى
الاستقرار أو استغلال بعض المنتجين خارج التجميد زيادة انتاجهم الى اقصى
طاقه ممكنة. أتمنى ان لا نعطل سياستنا النفطية الحالية التي بدأت تحقق
أكلها بعد ان وصلت الاسعار الى القاع واتضح لنا من يستطيع ان يقاوم ومن لا
يستطيع ان يستمر في الانتاج. ان مصلحتنا النفطية والاقتصادية تحتم علينا
قيادة السوق لما نمتلكه من ميزة نسبية تمكننا من تحقيق اهدافنا.
لا نحتاج الى تجميد إنتاجنا ولا العودة الى المنتج المرجح لأنها قرارات
اصبحت جزءا من الماضي ولم تعد تخدم مصالحنا الاقتصادية النفطية وغير
النفطية على المديين القصير والطويل. اننا نحتاج الى استقرار سواق النفط
على المدى الطويل تماشيا مع ما نملكه من طاقة انتاجية تتجاوز (12) مليون
برميل يوميا ومع استهلاك احتياطنا النفطي الذي يتجاوز (262) مليار برميل.
لن نستفيد من التجميد حتى موقتا بل سوف نخسر خلال العام الحالي اكبر مما
نكسبه من قرار التجميد. علينا ان نعطي انفسنا فرصة كافية في اسواق النفط
ونحلل نقاط قوتها ونقاط ضعفها حتى نستغل الفرص المتاحة ونتجنب المخاوف
الحالية والمستقبلية.
نحن نخوض معركة شرسة في اسواق النفط بعد ان اصبحت اسواقا مغرقة بالنفط
لا يفيد فيها تجميد انتاجنا وإتاحة الفرصة لغيرنا ليتوسعوا في انتاجهم او
يحققوا مكاسب في الاجل القصير على حسابنا، متى نتعلم من تاريخنا الطويل
عندما كان هناك شح في المعروض وطلب متزايد على النفط وبدائل ضعيفة، خلافا
لما يحدث حاليا من فائض في المعروض وبدائل تنمو بخطى متسارعة وتقنيات حفر
وتكسير خفضت تكاليف الانتاج بأكثر مما كنا نتوقعه. فإذا ما كانت سياستنا في
العقود الماضية او ما قبل 27 نوفمبر 2014م، تعظيم ايراداتنا بتخفيض
الإنتاج، فان سياستنا ما بعد ذلك سياسة توسعية، فبرميل يباع الآن قد يكون
افضل من برميل يباع بعد 20 عاما مع الاخذ في الاعتبار معدلات التضخم وبدائل
الطاقة المتاحة.
ان لدينا طاقة انتاجية فائضة نسبتها 18% بينما غيرنا لا توجد لديه طاقه
انتاجية فائضة، فلماذا نثبت انتاجنا وغيرنا يستفيد من كل برميل اضافي
ينتجه؟ ولماذا نمهد الطريق امام زيادة الصادرات الايرانية الى اكثر من 500
ألف برميل يوميا وعودة انتاج ليبيا الى انتاجها السابق عند 1.6 مليون برميل
يوميا في الفترة القادمة، مما يعيق احتفاظنا بحصتنا السوقية النسبية الى
طاقتنا الانتاجية.
لن يتم تجميد انتاجنا بالتوافق وإنما بناء على معطيات السوق من عرض
وطلب، مما يعطيه مرونة الذوبان في اتجاه المتغيرات التي تحمي مصالحنا
الاقتصادية وتعظيم حصتنا السوقية. واذكر بان إجمالي فائض اسواق النفط
يتجاوز 1.5 مليون برميل يوميا مع احتمالية اضافة كمية مماثلة قريبا، إذا ما
تم تنفيذ تثبيت الانتاج الحالي، مما سوف يقوض استراتيجية تآكل الفائض،
لنخسر حصتنا السوقية بين المنتج المرجح وابتكار التجميد. فهناك فرق كبير
بين من يرغب في الاتفاق من اجل استقرار السوق العالمي وبين من ارغمه السوق
على الاتفاق موقتا. فلا لتثبيت الانتاج ودع اليد الخفية توازن السوق فهي
القادرة على ذلك.
رابط الخبر : http://www.alriyadh.com/1131165
هذا الخبر من موقع جريدة الرياض اليومية www.alriyadh.com