1/24/2011

السعودية تنفق أكثر من 85% من إيراداتها على المواطنين

الأثنين 20 صفر 1432 هـ - 24 يناير 2011م - العدد 15554

المقال

السعودية تنفق أكثر من 85%  من إيراداتها على المواطنين

د. فهد محمد بن جمعة*
    نحن في السعودية لا ننتظر حتى نتعلم من الدول الأخرى بل نخطط وبرؤية إستراتيجية واضحة تبنى على قرارات فاعلة ولكن حكيمة من أولوياتها سعادة المواطن السعودي وهو الهم الأكبر لقيادة هذا البلد.
حمدا لله على ما يتمتع به قادتنا من حنكة وحكمة قادت هذا البلد إلى الارتقاء والتطور الاقتصادي والاجتماعي في وقت الرخاء ووقت الشدة، ألم يصمد اقتصادنا في وجه الأزمة المالية العالمية في 2008م، بينما انهارت بعض أكبر اقتصاديات العالم ونحن ما زلنا دولة ناشئة، ألم يستمر الإنفاق الحكومي وبشكل تاريخي، بينما الدول الأوروبية وغيرها تقلص إنفاقها وحجم ميزانياتها، ألم يتم ابتعاث أكثر من 120 ألف طالب لتلقي التعليم في جامعات مرموقة والذي لا يحدث في أي دولة من العالم، بينما دول أخرى ترفع تكاليف التعليم، ألم يمنح كل مواطن في القطاع العام 15% بدل غلاء لمواجهة ارتفاع التضخم لمدة 3 سنوات تم تجديدها لمدة مماثلة، بينما دول العالم الكبرى لا تعمل ذلك، ألم يلغى شرط امتلاك الأرض حتى يحصل المواطن على قرض سكني من صندوق التنمية العقاري بدون فوائد والذي تم مضاعفة رأس ماله وصاحبه نظام الرهن العقاري الذي سوف يسهل على كل مواطن امتلاك سكن له، ألم يضاعف رأس مال الضمان الاجتماعي ويوضع صندوق لمكافحة الفقر، ألم تجند الموارد البشرية وتدرب من أجل التوظيف، فلماذا يتم تجاهل تلك الإنجازات ونذهب إلى المفارقات الحاقدة والبعيدة عن مصلحة هذا الوطن وتماسكه في ظل المتغيرات الحالية وننكر العيش في نعمة التقدم والاستقرار الاقتصادي الذي تشهده المملكة؟.
لقد كشف النقاب عن خفايا للأمور وأصبحت الشفافية والإفصاح شعار السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله الذي قام بالعديد من الإصلاحات منذ توليه مقاليد الحكم في 2005م، ودعا جميع المسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم أمام مواطنيهم وفتح الباب على مصراعيه لتلقي شكاوي وهموم المواطن، فلم تعد منطقة من مناطق المملكة تنمو على حساب المناطق الأخرى، بل أصبحت التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة شيئا واقعيا من خلال إقامة المدن الاقتصادية والجامعات وتوزيعها على المناطق حسب الاحتياجات وحجم السكان، ما حد من الهجرة بين المناطق وحافظ على عادات وتقاليد كل منطقة في بيئة اجتماعية تزيد من سعادة المواطن وتحقق طموحاته.
إن السعودية في انجازاتها وسياساتها تهدف دائما إلى رفاهية المواطن السعودي في جميع النواحي الاقتصادية والعلمية والصحية والاجتماعية والأرقام الإحصائية شاهد على ذلك سواء كانت محلية أو دولية، فلا نستطيع إنكار تلك الانجازات ومحاولة تشويهها بالتركيز على الجوانب السلبية المحدودة وتجاهل الانجازات الايجابية الهائلة التي نفخر بها، ما يدل على الفهم الخاطئ وعدم تشخيص البيئة المحلية ومقارنتها بالغير بشكل دقيق في الأجلين البعيد والقريب حتى يتم التفريق ما لدينا وما لديهم وما تقدمه دولتنا من جهد وإصرار على بناء المواطن السعودي وتجهيزه لمواجة المستقبل المملوء بعدم اليقين لكي يتكيف معه ويتعامل معه بكل مرونة.
إن أكبر شاهد على تلك الحقائق إنفاق الدولة أكثر من 85% من إجمالي إيراداتها على الاقتصاد والمواطن من خلال ميزانيتها العامة والباقي يتم تحويله إلى احتياطات المملكة الأجنبية لمواجة عدم اليقين وتقلبات أسعار النفط وهذه الأرقام منشورة. ألم يقرأ المواطن تطور تلك الميزانية عاما بعد عام حتى يعرف أن الإنفاق الحكومي على سبيل المثال ارتفع ما بين عامي 2000 و2010 بنسبة 166%، أي بضعف ونصف، ألا يعبر هذا عن علاقة طردية بين الإنفاق وحاجات المواطن بهدف إسعاد المواطن السعودي في نطاق مواردنا المحدودة. كفى التهكم والتخويف وإنكار الحقائق في بلدنا بلد الرخاء والازدهار فنحن لا نقارن بغيرنا.

* عضو جمعية اقتصاديات الطاقة الدولية
* عضو الجمعية المالية الأمريكية

الطلب على النفط.. يحدد الاستثمارات

  الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446هـ 17 يونيو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة صرّح هيثم الغيص، الأمين العام لأوبك، خلال معرض الطاقة العالمي...