الخميس 24 رجب 1433هـ - 14 يونيو 2012م
دبي - صالح حسين
قال المستشار الاقتصادي وعضو "جمعية اقتصاديات الطاقة الدولية"، الدكتور فهد بن جمعة، "إن اجتماع "أوبك" المقرر الخميس في العاصمة النمساوية فيينا، لن يشهد أي تغيير لسقف الإنتاج الحالي عند 30 مليون برميل يومياً، مشيراً إلى أن هذا السقف ليس إلزامياً ويأتي حفاظاً على مصالح أعضاء المنظمة، ويساهم في الحفاظ على مستوى أسعار مناسب للمنتجين، وكذلك للاقتصاد العالمي الذي يحتاج لسعر يساهم في تشجيع الاستثمار، ليمنحه دعماً يساعده على مواجهة الأوضاع الاقتصادية المضطربة على مستوى العالم". وتوقع بن جمعة، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت"، تراجع أسعار النفط بنهاية أعمال المؤتمر، نتيجة تراجع آمال المتداولين في ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة"، مضيفاً "أتوقع أن يعود خام نايمكس لسعر 95 دولاراً". وأكد، أن إيران تقف بقوة وراء محاولات خفض الإنتاج، حتى ترتفع الأسعار عن المستويات الحالية، لتستفيد من زيادة الأسعار في ظل التوقعات بتراجع إنتاجها خلال يوليو المقبل مع بدء تطبيق العقوبات الأمريكية، وهو ما يجعل الأسعار المرتفعة تعوض جانباً من خفض الإنتاج الإيراني".
دعم إيران
وطالب الخبير الاقتصادي السعودية، بعدم الاستجابة لدعوات خفض الإنتاج، مشيراً لوجود أسباب سياسية لهذا الأمر، حيث إن خفض الإنتاج وما يتبعه من ارتفاع الأسعار سيكون المستفيد من ذلك سيكون هو إيران، وهو ما يساعدها على مواصلة دعمها للنظام السوري في هذه الظروف التي تمر بها الدولة الشقيقة".
وكان عدد من دول "أوبك" قد طالبوا السعودية بتقليص الإنتاج الزائد لوقف تراجع سعر النفط المتواصل منذ مارس الماضي، وجاءت هذه المطالب بعد تصريحات لوزير البترول السعودي على النعيمي، قال فيها "إنه ربما يتعين على أوبك رفع سقف الإنتاج".
وتنتج أوبك فوق سقف إنتاجها المحدد بنحو مليوني برميل يوميا، أغلبها من السعودية.
أعباء "أوبك"
كما طالب الدكتور فهد بن جمعة السعودية بالخروج من "أوبك"، مشيراً إلى أن المملكة تتحمل أعباء كثيرة نتيجة وجودها في هذه المنظمة، وكثيراً ما يوجه لها اللوم لها لأنها تأتي على نفسها لضبط سوق النفط، حيث أصبحت حاضنة للمنظمة، وتتحمل مسؤولية حماية السوق دون أي ميزة من ذلك".
أسعار معقولة
وقال مطور الأعمال السابق في قطاعي النفط والغاز العالمي في "مؤسسة البترول الكويتية"، الدكتور هاني الغواص، "سيكون هناك نقاش حاسم في مسألة سقف الإنتاج، الكل يؤكد أن هناك فائضا في الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل، وأعتقد أن الهدف إبقاء سعر النفط عند مستوى معقول بين 90-100 دولار للبرميل، سوف يتطلب مفاوضات مستفيضة، ويتوقع أن يتم الموافقة على تخفيض الإنتاج بنحو 1-1.5 مليون برميل، حيث إن الإنتاج الحالي يفوق السقف المتفق عليه سابقاً بنحو 2 مليون برميل".
وأضاف الغواص، في مقابلة مع قناة "العربية"، "أعتقد أن جميع الدول المصدرة للنفط، ترى أن هناك ارتباطا أساسيا بين قدرتها على تصدير النفط، وبين النمو الاقتصادي في العالم، لكن السعر المرتفع للنفط، يقلل القدرة على استكمال الانتعاش الاقتصادي العالمي، وهو لا يزال هشا جداً، وفي أوروبا غير واضح وربما تلحق إيطاليا باليونان وإسبانيا، وكل هذه العوامل مؤثرة، بالإضافة إلى تراجع النمو الاقتصادي في الصين".
وهناك نقطة أخرى مهمة، وهو انخفاض النفط الإيراني المتوقع في يوليو نتيجة العقوبات في يوليو المقبل، وهذا النتقص قد لا يعوضه أي طرف آخر سوى دول الخليج".
معركة ساخنة لاختيار أمين عام والمرشح السعودي الأوفر حظاً
ويشهد اجتماع "أوبك" في فيينا معركة أخرى، لاختيار أمين عام جديد للمنظمة خلفاً للأمين العام الحالي الليبي عبدالله البدري الذي تنتهي مدته رسمياً في نهاية ٢٠١٢، ويتنافس على هذا المنصب عدة مرشحين في مقدمتهم السعودي الدكتور ماجد المنيف، مندوب المملكة في المنظمة، بالإضافة إلى مرشحين من العراق، إيران والإكوادور.
ويساهم الأمين العام وهو الممثل الرئيسي للمنظمة التي تضم 12 دولة على الساحة العالمية في وضع سياسة الإنتاج وهو مسؤول عن أمانة المنظمة في فيينا.
وأكد بن جمعة أن معركة اختيار الأمين العام الجديد، "ستشهد جدلاً حاداً، ولكن يمكن أن يكون هناك اتفاق، في حالة وجود منافع متبادلة"، متوقعاً بأنه في "أغلب الأحوال لأن المرشح السعودي سيحصل على أعلى الأصوات".
أما الدكتور هاني الغواص، فقال "في ظل الظروف الحالية والمترابطة في عدة ملفات شائكة، أتوقع ألا يكون هناك اتفاق على اسم الأمين العام، ليظل المنصب شاغراً لفترة طويلة".
جميع الحقوق محفوظة لقناة العربية © 2010
دبي - صالح حسين
قال المستشار الاقتصادي وعضو "جمعية اقتصاديات الطاقة الدولية"، الدكتور فهد بن جمعة، "إن اجتماع "أوبك" المقرر الخميس في العاصمة النمساوية فيينا، لن يشهد أي تغيير لسقف الإنتاج الحالي عند 30 مليون برميل يومياً، مشيراً إلى أن هذا السقف ليس إلزامياً ويأتي حفاظاً على مصالح أعضاء المنظمة، ويساهم في الحفاظ على مستوى أسعار مناسب للمنتجين، وكذلك للاقتصاد العالمي الذي يحتاج لسعر يساهم في تشجيع الاستثمار، ليمنحه دعماً يساعده على مواجهة الأوضاع الاقتصادية المضطربة على مستوى العالم". وتوقع بن جمعة، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت"، تراجع أسعار النفط بنهاية أعمال المؤتمر، نتيجة تراجع آمال المتداولين في ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة"، مضيفاً "أتوقع أن يعود خام نايمكس لسعر 95 دولاراً". وأكد، أن إيران تقف بقوة وراء محاولات خفض الإنتاج، حتى ترتفع الأسعار عن المستويات الحالية، لتستفيد من زيادة الأسعار في ظل التوقعات بتراجع إنتاجها خلال يوليو المقبل مع بدء تطبيق العقوبات الأمريكية، وهو ما يجعل الأسعار المرتفعة تعوض جانباً من خفض الإنتاج الإيراني".
دعم إيران
وطالب الخبير الاقتصادي السعودية، بعدم الاستجابة لدعوات خفض الإنتاج، مشيراً لوجود أسباب سياسية لهذا الأمر، حيث إن خفض الإنتاج وما يتبعه من ارتفاع الأسعار سيكون المستفيد من ذلك سيكون هو إيران، وهو ما يساعدها على مواصلة دعمها للنظام السوري في هذه الظروف التي تمر بها الدولة الشقيقة".
وكان عدد من دول "أوبك" قد طالبوا السعودية بتقليص الإنتاج الزائد لوقف تراجع سعر النفط المتواصل منذ مارس الماضي، وجاءت هذه المطالب بعد تصريحات لوزير البترول السعودي على النعيمي، قال فيها "إنه ربما يتعين على أوبك رفع سقف الإنتاج".
وتنتج أوبك فوق سقف إنتاجها المحدد بنحو مليوني برميل يوميا، أغلبها من السعودية.
أعباء "أوبك"
كما طالب الدكتور فهد بن جمعة السعودية بالخروج من "أوبك"، مشيراً إلى أن المملكة تتحمل أعباء كثيرة نتيجة وجودها في هذه المنظمة، وكثيراً ما يوجه لها اللوم لها لأنها تأتي على نفسها لضبط سوق النفط، حيث أصبحت حاضنة للمنظمة، وتتحمل مسؤولية حماية السوق دون أي ميزة من ذلك".
أسعار معقولة
وقال مطور الأعمال السابق في قطاعي النفط والغاز العالمي في "مؤسسة البترول الكويتية"، الدكتور هاني الغواص، "سيكون هناك نقاش حاسم في مسألة سقف الإنتاج، الكل يؤكد أن هناك فائضا في الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل، وأعتقد أن الهدف إبقاء سعر النفط عند مستوى معقول بين 90-100 دولار للبرميل، سوف يتطلب مفاوضات مستفيضة، ويتوقع أن يتم الموافقة على تخفيض الإنتاج بنحو 1-1.5 مليون برميل، حيث إن الإنتاج الحالي يفوق السقف المتفق عليه سابقاً بنحو 2 مليون برميل".
وأضاف الغواص، في مقابلة مع قناة "العربية"، "أعتقد أن جميع الدول المصدرة للنفط، ترى أن هناك ارتباطا أساسيا بين قدرتها على تصدير النفط، وبين النمو الاقتصادي في العالم، لكن السعر المرتفع للنفط، يقلل القدرة على استكمال الانتعاش الاقتصادي العالمي، وهو لا يزال هشا جداً، وفي أوروبا غير واضح وربما تلحق إيطاليا باليونان وإسبانيا، وكل هذه العوامل مؤثرة، بالإضافة إلى تراجع النمو الاقتصادي في الصين".
وهناك نقطة أخرى مهمة، وهو انخفاض النفط الإيراني المتوقع في يوليو نتيجة العقوبات في يوليو المقبل، وهذا النتقص قد لا يعوضه أي طرف آخر سوى دول الخليج".
معركة ساخنة لاختيار أمين عام والمرشح السعودي الأوفر حظاً
ويشهد اجتماع "أوبك" في فيينا معركة أخرى، لاختيار أمين عام جديد للمنظمة خلفاً للأمين العام الحالي الليبي عبدالله البدري الذي تنتهي مدته رسمياً في نهاية ٢٠١٢، ويتنافس على هذا المنصب عدة مرشحين في مقدمتهم السعودي الدكتور ماجد المنيف، مندوب المملكة في المنظمة، بالإضافة إلى مرشحين من العراق، إيران والإكوادور.
ويساهم الأمين العام وهو الممثل الرئيسي للمنظمة التي تضم 12 دولة على الساحة العالمية في وضع سياسة الإنتاج وهو مسؤول عن أمانة المنظمة في فيينا.
وأكد بن جمعة أن معركة اختيار الأمين العام الجديد، "ستشهد جدلاً حاداً، ولكن يمكن أن يكون هناك اتفاق، في حالة وجود منافع متبادلة"، متوقعاً بأنه في "أغلب الأحوال لأن المرشح السعودي سيحصل على أعلى الأصوات".
أما الدكتور هاني الغواص، فقال "في ظل الظروف الحالية والمترابطة في عدة ملفات شائكة، أتوقع ألا يكون هناك اتفاق على اسم الأمين العام، ليظل المنصب شاغراً لفترة طويلة".
جميع الحقوق محفوظة لقناة العربية © 2010