الثلاثاء 26 شوال 1436 هـ - 11 اغسطس 2015م - العدد 17214
المقال
بدأ قرار محافظة الاوبك بقيادة السعودية على حصصها السوقية يشعل
الإعلام الغربي، الذي يعتبر مؤشرا واضحا على نجاح هذا القرار، وإلا لما
أثار حفيظتهم، حيث كتبت The telegraph وForbes و Oilprice.com "السعودية قد
تفلس قبل أن تستطيع لي ذراع صناعة النفط الأمريكية"، "السعودية قد تغمض
عينها (تتراجع) عن حرب النفط"، "حرب أسعار النفط السعودية تنقلب ضدها" على
التوالي. هذه تخبطات وتحليلات هامشية لا تمت للواقع بصلة ولا بسياسة
السعودية النفطية التي تهدف الى توازن أسواق النفط العالمية ولا تهدف الى
حرب أسعار أو مقاومة إنتاج النفط الصخري، وإنما هدفها تحقيق أفضل عائد
لنفطها في ظل الظروف السائدة في أسواق النفط من فائض في المعروض وضعف في
نمو الطلب العالمي وارتفاع صرف الدولار. كما أن تعظيم حصتها قد يقنع
المنتجين خارج الأوبك على التعاون من أجل المساهمة في استقرار أسعار
الأسواق العالمية دون أن يحدث نقص في الإمدادات أو يكون على حسابها.
إن هذا الإعلام لا يهمه إلا مصلحة بلدانه ضد مصلحتنا، وكأنه لا يدرك أن
تكلفه إنتاج السعودية ما بين 10-20 دولاراً والأقل عالميا وتمتلك أكبر ثاني
احتياطي مثبت وأكبر طاقة إنتاجية وتصدير في العالم. إنه من الحماقة عندما
يتم تشويه المعلومات من أجل البرهنة على أن السياسة النفطية السعودية تؤدي
الى فشلها وإفلاسها المالي وكأن السعودية لا يوجد لديها مصادر مالية أخرى
تساعدها في حالة تراجع أسعار النفط في أي لحظة من الزمن. إن لدى السعودية
من العقول الاقتصادية المفكرة والخبراء الكبار والخبرات النفطية المتراكمة
منذ عقود طويلة ما يمكنها من صنع القرارات التي تخدم مصلحتها. لذا يعتقد
هؤلاء المحللون بأن السياسة الاقتصادية السعودية هشة ولا تأخذ في حسبانها
السيناريوهات المحتملة عند معدل من العائد والمخاطرة المرتبطة بأسواق النفط
التي يشوبها نوع من عدم اليقين في المستقبل.
فقد أوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بأن الإنتاج الأمريكي
سوف يبلغ متوسطة 9.5 ملايين برميل يوميا في 2015، والذي مازال أعلى من 8.7
ملايين برميل يوميا في 2014 ولكنها توقعت أن يتراجع الإنتاج إلى 9.3 ملايين
برميل يوميا في عام 2016، رغم وصول الانتاج الى ذروته في شهر مارس عند 9.7
ملايين برميل يوميا، والذي عاد وتراجع إلى 9.5 ملايين برميل يوميا في
مايو.
هكذا يزيد قلق المنتجين الامريكيين الذين خفضوا إنفاقهم وتخلصوا من آلاف
العمالة مع تراجع عدد منصات الحفر، حيث انخفض إنتاج في بكين 47%، فورد
ايجل 55%، بيرميان 22% مع تراجع الأسعار من 107 دولارات في يونيو 2014 إلى
تحت 46 دولارا حاليا. كما أفاد هؤلاء المنتجين بأن إيراداتهم في الربع
الثاني انخفضت بمليونات الدولارات بل بالمليارات في بعض الحالات ولكنهم
استمروا في الانتاج، حيث وصل انتاج شركة (Whiting) في شمال داكوتا الى
مستوى قياسي عند 170 ألف برميل يوميا في الربع الثاني من هذا العام.
فمن الملاحظ في الاسابيع الاخيرة تزايد عدد منصات الحفر الجديدة نتيجة
مضاعفة المنتجين لكفاءة الحفر وسرعته من أجل تخفيض إجمالي التكاليف، حيث ان
بعض الشركات استطاعت مثل شركة Anadarko حفر 70 بئرا بحفار واحد في حقل
فاتنبيرج في كولورادو، بالمقارنة مع 35 بئرا لكل حفار في العام الماضي،
وهذه أسهل طريقة للعديد من المنتجين لتعويض ما فقدوه من إيرادات بسبب تدهور
الأسعار، وذلك بضخ المزيد من النفط.
إن السعودية لا تهدف إلى الإضرار بمنتجي النفط الصخري أو غيرهم، ولكن
ممارسة عوامل السوق لدورها وتراجع سعر غرب تكساس الى 44 دولاراً واستمراره
لمده لا تقل عن 6 شهور سوف يقصم ظهر انتاج النفط الصخري ويخفضه الى مستويات
تحت 9 ملايين برميل يوميا.
رابط الخبر : http://www.alriyadh.com/1072094
هذا الخبر من موقع جريدة الرياض اليومية www.alriyadh.com