الثلاثاء 16 رمضان 1440هـ - 21 مايو 2019م
المقال
الرياض
د. فهد بن محمد بن جمعة
فشلت رسالة إيران الإرهابية عبر أذرعها الإرهابية في اليمن، العراق،
لبنان، سورية بالاعتداء على ناقلات النفط الأربع (السعوديتين، الإماراتية،
النرويجية) ومحطتي ضخ النفط السعودية (رقم 8 و9) الأسبوع الماضي، حيث تجاهلتها
أسواق النفط ولم يرتفع سعر برنت إلا بنسبة (1.3 %) إلى 71.5 دولارا وكانت إيران
تتوقع أن تتجاوز الأسعار 100 دولار كما هو الحال في كثير من الأزمات الجيوسياسية،
حتى تلقى رسالتها صداها وتتعطل أساسيات السوق التي تحرك الأسعار ولكن أسواق النفط
تجاهلت هذه الرسالة الإرهابية. فمازالت الحكومة الإيرانية تغرق في تاريخها المظلم
والعدائي والمزعزع للأمن والسلم العالميين والمهدد لإمدادات النفط، بينما الدول
الأخرى تعلمت من ماضيها وأدركت أن الزمن قد تغير وأن المصالح الاقتصادية وإمدادات
النفط مرتبطة بالاقتصاد العالمي وأي خلل في ذلك سيؤدي إلى تضخم الأسعار وتقويض
النمو الاقتصادي العالمي.
إن السعودية كأكبر مصدر للنفط في العالم حريصة كل الحرص على استمرار
إمدادات النفط العالمية والذي أكد وزير طاقتها للعالم أن إمدادات النفط السعودية
مستمرة ولن تتوقف المملكة عن سياستها الدائمة بالمحافظة على استقرار أسعار النفط
العالمية بما يخدم المنتج والمستهلك، مما طمئن الأسواق العالمية ولم يدع فرصة
للمضاربين لاستغلال هذه الأحداث ورفع أسعار العقود الآجلة، مما أصاب الإرهابيين
بخيبة أعمالهم.
ألا تعلم إيران أن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة الأميركية
والصين وأثره على أسواق النفط والاقتصاد العالمي هو المؤثر على أسعار النفط وليس
عملياتها الإرهابية الفاشلة، ألا تعلم أن النفط السعودي وغيره يتم تخزينه محليا
وعالميا وقريبا من أكبر أسواق النفط من أجل تقليص مخاطر إمدادات النفط العالمية،
ألا تعلم أن معروض النفط العالمي يتمتع بمرونة أكبر مما مضى، ألا تعلم أن سلعة
النفط سلعة دولية وأن الأنظمة الدولية وفرت لها حماية الملاحة البحرية الدولية،
ألا تعلم أنها تقف على حافة الهاوية حظرا اقتصاديا وورطة سياسية وتسليحا عسكريا
أفقدها وعيها وتوازنها لتزداد مخاطرها على المدى القريب وستجلب لها الويلات على
المدى البعيد.
ستبقى السعودية صامدة في وجه الإرهاب الإيراني وستستمر في إمداد
عملائها بالنفط وستحافظ على استقرار الأسواق العالمية، وعلى المجتمع الدولي أن
يتحمل مسؤولياته اتجاه سلامة مصادر النفط وممراته البحرية الدولية وكبح جماح
الإرهاب الإيراني وبتر أذرعه في أي مكان كان. فلم يبق أمام إيران إلا الإذعان ووقف
تسلحه النووي غير السلمي وصواريخه البالستية وتخليها عن ميليشياتها الإرهابية
وزعزعة أمن المنطقة والتدخل في شؤونها، إن مصيرها الاستسلام وركوعها لشروط القوة
الأميركية وضغوط الحلفاء والمجتمع الدولي لتتخلى عن مؤامراتها الإرهابية.