1/24/2013

سد الفجوة بين تكاليف إنتاج الغاز وأسعاره المحلية أبرز تحديات «أرامكو

الخميس 12 ربيع الأول 1434 هـ - 24 يناير 2013م - العدد 16285

الرياض - فهد الثنيان
    قال متخصص بمجال الطاقة إن سعر الغاز الطبيعي المنخفض يمثل تحديا للمتعهدين الأجانب في المملكة، الذين يبحثون عن الاكتشافات واستغلال الموارد في الربع الخالي، مستشهدا بتصريح وزير البترول المهندس على النعيمي، والذي قال أنه سينظر في رفع سعر الغاز الطبيعي المحلي، ولكن ليس إلى المستويات الدولية ما دام السعر يغطي تكاليف الإنتاج والهامش الربحي.
وقال ل "الرياض" الدكتور فهد بن جمعة عضو جمعية اقتصاديات الطاقة الدولية إن الدولة تخسر مليارات الريالات نتيجة تدني أسعار الغاز المستخدم في إنتاج الكهرباء والتحلية وشركات البتروكيماويات، فوفقا لوكالة الطاقة الدولية تبلغ تكلفة استخراج 1 مليون (وحدة حرارية بريطانية) من الغاز من حقل كران البحري حوالي 3.50 دولار أمريكي، في حين يحدد سعر المبيعات المحلية لهذا الغاز عند 75 سنتا.
وأضاف إن تكلفة إنتاج الغاز من حقول الربع الخالي ستكون أكثر تكلفة قد تصل إلى 5.50 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، حيث إن متوسط السعر في الولايات المتحدة الامريكية 3.59 دولار وفي الأسواق الآسيوية 16 دولار، وبريطانيا 9 دولار وفي الأسواق الاوروبية السعر عام ما بين السعر الأمريكي والآسيوي.
وتابع بأن هناك إدراك أكبر أن مخزون الغاز الإضافي سوف يأتي بتكاليف أعلى بكثير مما في الماضي، وإذا بقيت الأسعار المحلية منخفضة فإن ذلك يمثل مشكلة حقيقية، ويجب على الدولة إيجاد طريقة لسد الفجوة بين التكاليف والأسعار، وهي دائما مترددة في زيادة أسعار الغاز خوفاً من إلحاق الضرر بمستخدمي الطاقة، والقدرة التنافسية لصناعة البتروكيماويات.
وأشار بن جمعة أن شركة أرامكو ترى إن إنتاج الغاز الناتج سيصل إلى أكثر من 13 مليار قدم مكعب بحلول عام 2020، والمعدل السنوي للزيادة يبلغ فقط أكثر من 4.2 في المئة، والتي قد لا تكون كافية لسد الطلب المحلي، متوقعا أن تزيد بنسبة 5 في المئة سنوياً في هذا العقد.
ولفت بأن المملكة تمتلك اكبر رابع احتياطي من الغاز في العالم، بينما استهلاكها مازال اقل من معظم الدول المستهلكة للغاز ليس بسبب ضعف الطلب ولكن لمحدودية الطاقة الانتاجية، حيث إن المملكة تستهلك كل ما تنتجه من الغاز المصاحب والطبيعي.
وفيما يخص الأسعار قال بن جمعة أن رفع أسعار اللقيم سيحقق إيرادات أفضل للدولة تدرجيا كلما زادت الأسعار ويحفز شركات البتروكيماويات المحلية التي تنتج ما يقارب 80 مليون طن سنويا من المنتجات البتروكياويات وبنسبة 8-9 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي، ومن المتوقع إن يتجاوز إنتاجها 112 مليون طن سنويا بحلول عام 2015، مما يساعدها على التحول من إنتاج المواد الاولية إلى المنتجات المتوسطة والنهائية.
وتوقع أن ترفع أرامكو سعر لقيم الغاز لشركات البتروكيماويات إلى 1.50 دولار، وقال انه سبق وان اقترحت شركة أرامكو السعودية رفع سعر الغاز إلى هذا الحد، لكن هذا لن يؤثر على الميزة النسبية التي تتمتع بها شركات البتروكيميات المحلية مقارنة بالشركات العالمية التي تشتري لقيم الغاز الطبيعي عند 3.59 دولار لكل إم بيتو، مما يمكنها من اختراق الأسواق العالمية حاليا ومستقبليا.

1/21/2013

الاقتصاديات العربية إما هشة أو مشتتة

 
الاثنين 9 ربيع الأول 1434 هـ - 21 يناير 2013م - العدد 16282

المقال

د. فهد محمد بن جمعة
    تنعقد الآن القمة العربية الاقتصادية في وقت تعاني معظم الدول العربية من عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي وتباين كبير في التجارة البينية التي لا تتجاوز 70 مليار دولار سنويا. ويذكرني ذلك بتقرير الأمم المتحدة في 2005، الذي وصف بعض الاقتصاديات العربية بأنها هشة أو عاجزة وكأنه بمثابة إنذار لتلك الدول لإعادة حساباتها والاخذ في الحسبان عامل الزمن الذي لم يوازه إلا القليل من الإنجازات الاقتصادية.
إن الوضع العربي الحالي يفتقر الى المعلومات الدقيقة والشفافة لمواجهة المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحاليه لتحويلها الى تغيرات مثمرة. وهذا ما تعنيه كلمة هشة بعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي المستدام واحتمالية تدهوره في ظل الظروف السائدة وهذا فعلا ما حدث في السنوات الاخيرة، أما كلمة عاجزة لأنها دول ليس لديها الارادة الكافية للقضاء على الفساد الاداري واستغلال مواردها وقدراتها لرفع مستوى الانتاجية الاقتصادية. لان الهشاشة الاقتصادية تجعل الدول العربية تعيش على شفا حفرة من التدهور الاقتصادي في أي لحظة ما، لأنها لا تصنع السلع الرأسمالية والاستهلاكية بقصد التصدير وتكوين قاعدة صناعية متنوعة تعزز من نموها الاقتصادي وتنقذها من الهزات المفاجئة التي تضر بالاقتصاد ودخل الفرد ومعيشته. فلو جردنا الدول الغنية من نفطها الآن فلن يبقى لديها ما يسد لقمة عيشها الاقتصادية مع تجاهلها ان تلك السلعة غير متجددة وناضبة وقد تفقد قيمتها الاقتصادية قبل ان تبلغ العمر الافتراضي لحقولها في ظل المحاولات والاكتشافات الجادة التي تقوم بها الدول المتقدمة من اجل إيجاد بدائل طاقة أخرى بعيدة عن استعمال النفط.
لذا على الدول العربية ان تستغل ميزها النسبية عند أقصى قدر من المنافع الاقتصادية على غرار الاتحاد الأوروبي بدلا من المغامرات الاقتصادية الانفرادية وعقد الاتفاقات الثنائية التي تتعارض مع مصلحة المنطقة بأسرها. لقد تجاهلت تلك الدول العربية تقدم العالم من حولها وتخلفت في اللحاق بهذا الركب الذي استغل قدراته المالية والعلمية في إقامة قواعد واسعة من الصناعات التي غزت الأسواق العالمية من كل صوب مدعومة بتأليف الاتحاديات ومهدت له منظمة التجارة العالمية الطريق إلى جميع أقطار العالم من خلال شركاتها المتعددة الجنسيات فنراها مره تضخ رأس المال الكثيف مستعملة التكنولوجيات المتطورة في بلد ما ليتسنى لها اغتنام كل فرصة تراها ومرة أخرى نراها تستغل العمالة الرخيصة في البلد الاخر لتحقق أهدافها اللاإنسانية وتستهلك الموارد الطبيعية والبشرية بشكل شرس في تلك البلدان ومنها العربية.
فعلى الدول العربية أن تشعر بالأخطار المحدقة باقتصادياتها بوضع خطط اقتصادية استراتيجية يمكن تنفيذها بكل فعالية وفي أسرع فرصة ممكنة لتنويع مصادر الدخل واقتناص الفرص الاستثمارية وجذب رؤوس الأموال واستغلال الموارد المتاحة والمعطلة بجميع أنواعها واستخدام رأس المال المكثف في الصناعات ذات الكثافة المالية التي تستخدم التكنولوجيا عند مستوى مرتفع من الانتاجية وتستخدم الكثافة العمالية في الصناعات التي تتطلب كثافة عمالية في حلقات إنتاجها المترابطة. وهذا يستلزم استغلال الميز النسبية في كل بلد عربي في تبادل مستمر فمرة يستبدل رأس المال مقابل العمالة المكثفة ومرة تستبدل العمالة مقابل ضعف رأس المال المتوفر في بلد عربي آخر.
إن المؤشرات الاقتصادية مهيبة ويرتعد منها الوضع الاقتصادي فهناك بطالة متفشية ولا يلوح في الأفق البعيد بصيص من الأمل، إلا إذا غيرت تلك الدول سياساتها الاقتصادية القائمة وأزالت العوائق المتعددة التي تقف في طريق التجارة وتدفق رؤوس الأموال العربية والاجنبية، فكلما استتب الاستقرار كلما نشطت الاستثمارات وتحسنت الاقتصاديات. لقد انتهي دور الخطابات والاستشارات وتضخيم معدلات النمو الاقتصادية وإعطاء رؤساء تلك الدول ومواطنيهم انطباعا بأنهم يعيشون في رخاء ومستقبل افضل ولكن الحقائق تكشف غير ذلك فلا يمكن ان يكون هذا الادعاء صحيحا ومعدل البطالة في تصاعد والمنشأة الصغيرة والمتوسطة لا تشارك بفعالية والموارد يساء استغلالها وتوزيع الدخل غير متجانس ونسبة كبيرة من أفراد تلك الدول يعيشون تحت خط الفقر الذي هو أصلا متدنٍ ولا يسد رمق هؤلاء الفقراء من جوعهم.

الطلب على النفط.. يحدد الاستثمارات

  الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446هـ 17 يونيو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة صرّح هيثم الغيص، الأمين العام لأوبك، خلال معرض الطاقة العالمي...