6/02/2015

لرجال الأعمال.. انتهى الركوب المجاني

الثلاثاء 15 شعبان 1436 هـ - 2 يونيو 2015م - العدد 17144

المقال

 

د. فهد محمد بن جمعة
خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان –حفظه الله- رجال الأعمال يوم الأربعاء الماضي بشفافية وأوضح لهم المتوقع منهم وأبعاد مساهمتهم في الاقتصاد السعودي تنموياً واستراتيجياً على المدى القصير والطويل ليعم الرخاء في جميع مناطق المملكة، مما يزيد من رفاهية المواطنين من خلال توظيفهم والتوظيف الأمثل لتلك للموارد المالية في اقتصادنا الحر التي تحدد آليات سوقه أفضل السلع والخدمات عند أسعار تنافسية. كما أكد على أهم العوامل الداعمة للاستثمارات المحلية، والجاذبة للاستثمارات الاجنبية ألا وهو الأمن والاستقرار الذي توجد في ظله بيئة أعمال خصبة تموج بالفرص والازدهار الاقتصادي وتتميز بالانفتاح والديناميكية والاستقرار والمرونة بدعم وتحفيز من الدولة بسياستها النقدية والمالية التوسعية لاستكمال بناء بنيه تحتية متكاملة تسهم في تنمية الاستثمارات الاساسية والمساندة.
إن النظرة العميقة في بعض ما تضمنه الخطاب من قوله "همنا الأساسي كما قلت لكم الاهتمام بشعبنا وبلادنا" وقوله "أقول لكم يجب أن ننظر للأمور من كل زواياها"، انها قولان تم صياغتهما بحنكة وإبداع فكري اقتصادي له ابعاد استراتيجية سينعكس ايجابيا على الابعاد غير الاقتصادية في المجتمع حاضرا ومستقبلا. إنها رسالة واضحة تترجم هم هذا الوطن ليعي جميع رجال الاعمال ان مساهمتهم الفاعلة في تنميه الوطن والموارد البشرية والمادية يمهد الطريق نحو تنمية مستدامة، وهذا لن يتم إلا إذا بادر رجال الاعمال بالاستثمار الأوسع والشامل في جميع انحاء الوطن بقصد تنويع القاعدة الاقتصادية بما يتناغم مع اهداف الخطة الخمسية العاشرة التي تحث على المشاركة الفاعلة والواسعة للقطاع الخاص في النهوض بالاقتصاد السعودي ورفع كفاءة انتاجيته وتعظيم صادراته غير النفطية. انها النظرة من كل الزوايا التي لا تدع شكا بأن نظرة رجال الاعمال يجب ان تتجاوز الزاوية الضيقة الربحية البحتة الى الزوايا الأخرى التي تهم الوطن والمواطن وتكون استثماراتهم محفزا لنمو اقتصادي الحقيقي بنسب متصاعدة سنويا.
وأذكّر هؤلاء الرجال بأن مؤشرات التنوع الاقتصادي ومنها نسبة نمو القطاع الخاص غير النفطي بلغت فقط 5.6% لعام 2014 بالأسعار الثابتة، بينما مازال متوسط الصادرات غير النفطية الى الواردات خلال الخمس سنوات الماضية يترنح عند 33.6% والتي لم يتحسن نموها حتى عام 2014 إلا بنسبة 5.2%، بينما كانت سالبة في عامي 2013 و 2012 مقابل نمو في الواردات بنسبة 2.6% في نفس العام، وإذا ما قارنا القيمة الحقيقية للصادرات غير النفطية مع الواردات نجد ان الصادرات بلغت 218.4 مليار ريال، بينما الواردات بلغت 646.8 مليار ريال أي أن الواردات تزيد على الصادرات غير النفطية بمقدار 4.410 مليارات ريال وهذا تباينا كبير جدا، حيث ان نمو هذه الصادرات اقل ب 50% من النسبة المستهدفة التى حددتها الخطة الخمسية السابعة وذلك بزيادة الصادرات غير النفطية بنسبة تتجاوز 10% سنويا على ان تقوم وزارة التجارة والصناعة بتنفيذها بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
ان مساهمة رجال الاعمال اصبحت حتمية في تنمية وتنويع الاقتصاد والتي مازالت متواضعة وعليهم تنشيطها وتنويع استثماراتهم بما يتجاوز نسبة النمو المستهدفه وإلا سيواجهون يوما ما سياسات اقتصادية وتنموية تدعم الاستثمارات المستهدفة وتحد من الاستثمارات التي لا تتفق مع اهداف الخطة الخمسية العاشرة، فلم يعد هناك شيء اسمه الركوب المجاني (No free ride) الذي يؤدي إلى عدم إلانتاج أو النقص في إنتاج السلع والخدمات مع تدني كفاءتها، إنها حالة معروفة بعدم "كفاءة باريتو"، أو عند ما يؤدي الركوب المجاني إلى الإفراط في استخدام الموارد المتاحة والخدمات المجانية بدون تعويض للاقتصاد كما في حالة ملكية رؤوس الاموال غير الموجهه لخلق قيمه مضافة للاقتصاد وبمضاعف اقتصادي جيد.


الطلب على النفط.. يحدد الاستثمارات

  الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446هـ 17 يونيو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة صرّح هيثم الغيص، الأمين العام لأوبك، خلال معرض الطاقة العالمي...