1/07/2020

ثورة قائد الاقتصاد السعودي




المقال

الرياض



د. فهد بن جمعه


القادة العظماء لديهم الرؤية والشجاعة والنزاهة والتواضع والتركيز على التخطيط الاستراتيجي وتحفيز الاقتصاد نحو مستقبل مزدهر. وهنا تبرز أهمية دور القائد الملهم القادر على إحداث نقلة نوعية لدعم النمو الاقتصادي والانتقال من مصادر اقتصادية محدودة إلى مصادر متنوعة ومستدامة، لذلك يدعم القائد النمو الاقتصادي بتوفير البنية التحتية ومرافقها الأساسية، وتعزيز جاذبية البيئة الاقتصادية والاستثمارية للمستثمرين الأجانب، مما يحسن الأداء الاقتصادي التراكمي ويمكن المواطنين بجميع فئاتهم من فرص العمل ويوسع قاعدة الطبقة الوسطى.


ويعزي النمو الاقتصادي الهائل في آسيا إلى القادة الملهمين الذين كانوا العمود الفقري للمراحل الأولى من نهوض الاقتصادي الآسيوي. ومن أبرز هذه الاقتصادات هو اقتصاد الصين الذي تحول من اقتصاد مغلق ومركزي في السبعينات إلى اقتصاد أكثر انفتاحاً ويرتكز على الصناعات التحويلية ونمو التصدير، حيث حفز «نغ شياو بينغ» الزعيم الصيني (1978-1989) التحول الاقتصادي في بلاده بتنفيذ عدد من الإصلاحات الاقتصادية التي سمحت للصين بتطوير قطاعها الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية على مر السنين، حيث شهدت الصين نمواً اقتصادياً (10 %) وحالياً (6.1 %)، ليصبح اقتصادها أكبر ثاني اقتصاد في العالم، تتجاوز قيمت (13.4) تريليون دولار. فقد التزمت قيادة النمور الآسيوية بدعم النمو الاقتصادي مبكراً بتطوير اقتصاداتها عبر التوسع الصناعي ونمو الصادرات ذات المنافسة العالية، لذا عملت على إنشاء الموانئ ومرافقها المتكاملة وتطوير اقتصادها بخطى متسارعة وعلمت سكانها وأسست بنية تحتية قوية مكنتها من اختراق الأسواق العالمية.


وها نحن ندعم نمو اقتصادنا بثورة قائد اقتصادنا الذي يعي جيداً أنه لا يمكن أن ينمو اقتصادنا ويحقق أهداف التنمية المتوازنة والمستدامة بمواصلته مساره التقليدي، وذلك باعتماده على اقتصاد النفط وإيراداته، مع وجود قطاع خاص يسهم بأقل من الممكن في إجمالي الناتج المحلي وفي تقليص معدل البطالة، لذا لا بد من إحداث إصلاحات اقتصادية جذرية وبحلول مبتكرة وصدمات اقتصادية لمواجهة المعوقات والتحديات واستثمار الفرص برؤية استراتيجية مبرمجة زمنياً، تمكننا من تحقيق مبادرات وأهداف رؤية 2030، بتنويع الاقتصاد والإيرادات المالية؛ وترفع من توظيف مواردنا البشرية والاقتصادية؛ وتدعم الصناعة الوطنية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تمثل العمود الفقري لاقتصادنا.


وها نحن في عام 2020 وما زال قائد ثورتنا الاقتصادية يعيد صناعة القوانين الاقتصادية لمواكبة التقدم العلمي والتقني بتحويل اقتصاد الندرة والموارد الناضبة إلى اقتصاد الوفرة والاستدامة في مسار الثورة الصناعية الرابعة. لقد صدق «فرانكلين روزفلت» عندما قال «يجب أن نضع في الاعتبار أن القوانين الاقتصادية لم تصنعها الطبيعة، بل صنعها البشر».


الطلب على النفط.. يحدد الاستثمارات

  الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446هـ 17 يونيو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة صرّح هيثم الغيص، الأمين العام لأوبك، خلال معرض الطاقة العالمي...