5/05/2011

الدول العربية أما هشة اوفاشله


أعداد: د/ فهد محمد بن جمعه


كاتب اقتصادي                                                          عدد الكلمات: 675


fahedalajmi@saudi.net.sa

التاريخ: 21 -4 –2005



إن تقرير الأمم المتحدة الأخير عن الوضع الاقتصادي لبعض الدول العربية الذي صنفها على أنها دول هشة أو فاشلة كان متوقع وبمثابة إنذار متأخر لتكل الدول لتعيد حساباتها وتأخذ في حسباها عامل الزمن الذي يفلت بسرعة من يديها و لا يوازيه إلا القليل من الإنجازات الاقتصادية التي لا يفتخر بها أي عربي في تلك الدول.فكان هذا التقرير إلا صفعه في وجوه مستشارين واقتصاديين تلك الدول الذين طال ما التزموا الصمت في وجه المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العارمة الواردة من الخارج والصادرة من الداخل وإخفاء الحقائق التي يكشفها اليوم تقرير الأمم المتحدة مع تواضعه واعتراض بعد الدول عليه فقد استعمل كلمة هشة والتي تعني بمعناها عدم الاستقرار الاقتصادي والأمني واحتماليه التدهور مع تغير الظروف السائدة ثم استعمل كلمه فاشلة والتي تعني أنها دول ليس لديها الأراده للقضاء على الفساد الادراي واستغلال مواردها وقدراتها لتصبح دول منتجه. فان هشاشة يعني هذه الدول يجعلها تعيش على شفا حفره من الانهيار الاقتصادي في أي لحظه ما فلا هي تصنع السلع الرأسمالية والاستهلاكية بقصد التصدير ولا تحمل في حقائبها خطط استراتيجيه ذات رؤية اقتصاديه واجتماعيه واضحة ترفع من نموها الاقتصادي وينقذه من الهزات الموجعة التي قد تواجهها جميع القطاعات الاقتصادية حاليا ومستقبليا والذي بدوره ينعكس على مستوى دخل الفرد ومستوى معيشته.فلو جردنا الدول الغنية من نفطها الآن فلن يبقى لديها ما يسد لقمه عيشها الاقتصادية مع تجاهلها إن تلك السلعة غير متجددة ونادرة وقد تفقد قيمتها الاقتصادية قبل إن تبلغ العمر الافتراضي لجفاف بحارها في ظل المحاولات والاكتشافات الجادة التي تقوم بها الدول المتقدم من اجل إيجاد بدائل طاقه أخرى بعيده عن استعمال النفط. وكأن الدول العربية لا يوجد بها موارد الطبيعية أخرى وبشريه تتمتع بميز نسبيه تستطيع استغلالها فيما بينها إلى أقصى قدر من المنفعة الاقتصادية وتحقيق ازدهار اقتصادي على غرار الاتحاد الأوروبي وغيره بدلا من المغامرات الاقتصادية الانفرادية وعقد الاتفاقات الثنائية التي تتعارض مع مصلحه المنطقة بأسرها.لقد تجاهلت تلك الدول العربية تقدم العالم من حولها وتخلفت في الحق بهذا الركب الذي استغل قدراته المالية والعلمية في أقامه قواعد واسعة من الصناعات التي غزت الأسواق العالمية من كل صوب مدعومة بتأليف الاتحاديات وإقامة المؤتمرات ومهدت له منظمة التجارة العالمية الطريق إلى جميع أقطار العالم من خلال شركاتها متعددة الجنسيات فنراها مره تضخ راس المال الكثيف مستعمله التكنولوجيات المتطورة في بلد ما ليتسنى لها اغتنام كل فرصه تراها ومره أخرى نراها تستغل العمالة الرخيصة في البلد الأخر لتحقق أهدافها إلا إنسانيه وتستهلك الموارد الطبيعية والبشرية بشكل شرس في تلك البلدان ومنها العربية.فعلى الدول العربية أن تعتبر تقرير الأمم المتحدة إشعار بالأخطار التي تحدق باقتصاد ومستقبل تلك البلدان وتبدأ في وضع الخطط الاقتصادية ألاستراتيجيه التي يمكن تنفيذها على ارض وبأسرع فرصه ممكنه من خلال تنويع مصادر الدخل واقتناص الفرص ألاستثماريه وجذب رؤوس الأموال الاجنبيه واعتماد سياسة الاقتصاد الحر الذي يدعو إلى ااستغلال الموارد المتاحة والمعطلة بجميع أنواعها واستخدام راس المكثف في الصناعات ذات الكثافة المالية والتي تستخدم التكنولوجيا عند مستوى مرتفع من الانتاجيه وتستخدم الكثافة العمالية في الصناعات التي تتطلب كثافة عمالية في حلقات إنتاجها المترابطة. وهذا يستلزم استغلال الميز النسبية في كل بلد عربي في تبادل مستمر فمرة يستبدل راس المال مقبل العمالة المكثفة ومره تستبدل العمالة مقابل ضعف راس المال المتوفر في بلد عربي آخر.إن المؤشرات الاقتصادية مهيبة ويرتعد منها الوضع الاقتصادي فهناك بطالة متفشية ولا يلوح في الأفق البعيد بصيص من الأمل إذا ما استمرت تلك الدول في سياساتها الاقتصادية القائمة وهناك جفاف في أجواء تلك الدول ألاستثماريه فمازالت العوائق المتعددة تقف في طريق تدفق رؤوس الأموال الاجنبيه مع ضعف وعدم استقرار انظمه تلك الدول فكلما استمرت في ضعفها وتدهورها كلما ابتعدت تلك الاستثمارات لتجد لها ملاذا آمن عند معدل ضعيف من الخطر ومعدلا مجزيا من العوائد على استثماراتها.لقد انتهي دور الخطابات والاستشارات وتضخيم معدلات النمو الاقتصادي في صيغتها التضخمية وإعطاء انطباع إلى رؤساء تلك الدول ومواطنيهم على أنهم يعيشون في رخاء ومستقبل افضل ولكن الحقائق تكشف غير ذلك فلا يمكن إن يكون هذا الادعاء صحيحا ومعدل البطالة في تصاعد والنساء لا تشارك بفعالية والموارد يساء استغلالها وتوزيع الدخل غير متجانس ونسبه كبيرة من أفراد تلك الدول يعيشون تحت خط الفقر الذي هو أصلا متدني ولا يسد رمق هؤلاء الفقراء من جوعهم.

انتخاب أعضاء لمجالس البلديات


إعداد: د/ فهد محمد بن جمعه                                               عدد الكلمات:  681


كاتب اقتصادي

التاريخ: 12-7-2004


إن إعلان الدولة عزمها على أجراء انتخابات بلديه في المناطق والمحافظات السعودية بعد عدة الشهر من الآن يبرهن على إنها صادقه في وعودها الاصلاحيه ومشاركه المواطن في قرارات الخدمات التي تهم منطقته.إن انتخابات أعضاء مجالس البلديات يمثل جذور عمليه المشاركة الوطنية والتي يسمونها في علم السياسة المدنيةGrass Root ) ) لأنها النقطة التي تبدأ منها المشاركة الحقيقية من قاعدة الهرم متسلقه أضلاعه في اتجاه قمته.فإن المشاركة الوطنية في القرارات العامة تهدف إلى صياغة القرارات التي تخدم هذا المجتمع وتدرأ عنه الفساد بجميع أنواعه وتختار له اقدر الأفراد على خدمته.إذا المشاركة الوطنية تبدأ من جذور المجتمع أي على مستوى المناطق التي هي قاعدة المشاركة ثم تتدرج تلك المشاركة لتغطي جميع المحافظات و المقاطعات لتكون في مجموعتها مشاركه وطنيه متكاملة من الأسفل إلى الأعلى.فان إعلان مجلس الوزراء السعودي سابقا انه سوف يتم ترشيح 50% من أعضاء المجالس البلدية السعودية بواسطة المواطنين خطوه متقدمه تعزز من موقف المملكة اتجاه مواطنيها وكذلك في أنظار دول العالم من حولنا. فقد يعتقد البعض إن هذا النوع من الانتخابات ليس كافيا أو قد يشكك في فعاليته وتوسيع نطاقه ولكن المؤشرات بجميع أنواعها تدل على غير ذلك وما إعلان وقت انتخابات أعضاء مجالس البلديات إلا صفعه حقيقية للمشككين في قدرة الدولة على عمل ذلك. فان الدولة جادة في توسيع المشاركة الوطنية لأن ذلك يعزز من قدراتها السياسية والاقتصادية و يقوي وحدتها ويجعل مواطنيها يلتفوا من حولها. وبما إن الانتخابات تجربه جديدة سوف يدخلها المواطنين خلال الأشهر القادمة فإنهم يحتاجون لمزيد من التجارب و ممارسه المشاركة الفعلية التي تدفع إلى المزيد من الأعمال الاصلاحيه والايجابية. إن انتخاب أعضاء المجالس البلدية آلية سليمة تبد عند جذور المجتمع وتمثل أهم ما يحتاجه المجتمع من إصلاحات أداريه في تلك المجالس والضغط عليها لتقديم أفضل الخدمات إلى كافة أفراد المجتمع مهما اختلفت فئاتهم ومستوياتهم.وبهذا النوع من المشاركة الوطنية تغلق السعودية الأبواب في وجوه المغرضين والمخربين الذين لا يهمهم سواء مصالحهم الذاتية ورفع أشعارات العدائيه ضد ذلك الوطن في محاولة لزعزعه أمنه فيما لا يخدم المصلحة العامة.فانه كلما زاد معدل المشاركة تصاعديا من قاعدة الهرم حتى قمته كلما ترسخت المشاركة التي نرغب فيها وألغت ما لا يتفق مع مصلحة الاغلبيه ولا يضر بمصلحة الاقليه.وعندما تعمل تلك المجالس في إطار المنافع العامة وتتبع مبدأ المحاسبة والمسؤولية فان موازنة قرارات الأعضاء المعينين مع ما يراه الأعضاء المنتخبين ينتج عنه قرارات ذات طابع  ايجابي وبعيده عن المنافع والأهداف الشخصية. هكذا يتحمل الأعضاء المنتخبين المسؤولية التي عولوها عليهم المنتخبين و إلا تم نقض عضويتهم عندما لا يرى المواطنين ان هؤلاء الأعضاء قد قاموا بما هو متوقع منهم القيام به. هكذا تكون الجهة المنتخبة مستقلة عن الجهة المعينة من اجل موازنة ومناقشه القرارات المحتمل صدورها حتى تكون متوافقة مع ما يطمح إليه كل مواطن في إطار الموارد المتاحة والزيادة السكانية المطردة.فإننا نشاهد في هذه الأيام تغيرات سياسية واقتصاديه واجتماعيه سريعة تحتاج إلى قرارات سريعة قابلتها الدولة بعدم التقاعس بل على العكس قامت بالعديد من الإصلاحات في فتره قصيرة للغاية من مجلس الحوار إلى المجالس البلدية فخيبت جميع أشعارات التي تقول إن السعودية غير قادرة على مواكبه الإحداث حتى ولو فعلت ذلك يبقى مجرد حبرا على ورق.إن إعلان وقت انتخاب أعضاء مجالس البلديات اثبت حسن نوايا الدولة وحرصها على تنفيذ ما أمرت به وتدعوا إليه فماذا في حقائب هؤلاء المظللين عندما أصبح المواطنين جزءا من تلك القرارات من خلال مشاركتهم في المجالس البلدية بموافقة الأعضاء المنتخبين من عدمه مع الأعضاء المعينين من قبل الدولة.  فقد جاء في خطاب ولي العهد الأمير عبدالله بن عبد العزيز المباشر بان الإصلاحات سوف تستمر في طريقها بتوازن دون سرعة مقلقله أو بطئ يؤخر تلك العمليات الاصلاحيه وهذا ما نلاحظه هذه الأيام.فإن التعامل مع المتغيرات الحديثة بوسائل حديثه قد استوعبتها الدولة ورأت انه قد حانت الفرصة المناسبة لإعطاء المواطن مشاركه حقيقية عن طريق الانتخابات فيما يهم شؤونهم الحياتية من خدمات يحتاجونها وتحسين أداء تلك الخدمات.وبتأكيد إن الدولة لن تتوقف عند ذلك الحد من المشاركة بل سوف توسع قاعدة المشاركة كما ورد تكرارا في خطابات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده اللذان صرحا بان الإصلاحات الاداريه أصبحت حتمية وضرورية لتقديم ما هو أفضل لهذا المجتمع. فإننا الآن نتعايش مع عصرا جديدا من الإصلاحات ومنعطفا تاريخيا سوف تسطر إنجازاته في كتاب التاريخ السعودي لتتعلمه الأجيال ألاحقه.




5/02/2011

إدارة مخاطر الاقتصاد السعودي

الاثنين 28 جمادى الأولى 1432 هـ - 2 مايو 2011م - العدد 15652

المقال

فهد بن جمعة
حان الوقت أن تتبنى السياسات الاقتصادية كما في الخطط الخمسية منهجية أوسع نطاقا لتنويع مصادر الدخل تتجاوز تنويع القاعدة الصناعية الحالية، حيث يتم النظر بشكل أعمق إلى كل عنصر اقتصادي بهدف تنويع الاقتصاد بطرق متعددة سواء كانت داخلية أو خارجية. علما ان سياسات تنويع الاقتصاد ليست بسيطة التطبيق، بل تتطلب المتابعة المستمرة وتجاوبها مع المتغيرات الجديدة اما للاستفادة منها أو محاولة تجنب مخاطرها. هذا يجعل السياسات العامة خاضعة لسيطرة وإدارة المخاطر بشكل صحيح بما يكفل استدامة التنمية الاقتصادية على المدى الطويل. كما ان تنويع الاقتصاد لا بد أن يرتبط بتنويع الشركاء التجاريين، على سبيل المثال في أعقاب الأزمة الاقتصادية لم يتأثر الاقتصاد الاسترالي لما يتمتع به من توازن اقتصادي وتنويع استثماراته التجارية وتعدد شركائه التجاريين مع الصين والهند وغيرهم، فعندما انهار أحد شركائه بقي الآخرون.
فقد برهنت البحوث العلمية في الدول النامية ان زيادة صادراتها يرتبط ارتباطا ايجابيا بتحسن أدائها الاقتصادي وذلك لما للصادرات من أثر إيجابي على إجمالي الإنتاجية في الاقتصاد. كما ان التكوين السلعي للصادرات له تأثير إيجابي على العلاقة بين زيادة الصادرات والنمو الاقتصادي في الاقتصاديات النامية المتقدمة. هكذا يعزز تنويع مصادر الدخل مستوى الاستقرار الاقتصادي مع ارتفاع معدلات النمو بشكل جيد، فكلما ارتفع مستوى التنويع الاقتصادي في إطار نموذج المدخلات والمخرجات كلما ارتفع مستوى الاستقرار الاقتصادي الممكن قياسه بالعوامل التالية: المتغيرات، النمو السكاني، مستوى الدخل الشخصي، معدل التوظيف.
إن التنويع الاقتصادي لبلد ما ليس عبارة عن مزيج من الصناعات فقط بل ان يكون متنوعا بما فيه الكفاية من خلال قاعدة صناعية واسعة تعتمد على الميزات النسبية للبلد أو قدراته الإنتاجية الكبيرة ذات الحجم الاقتصادي الكبير، حيث يعتمد الاقتصاد المتنوع بشكل اكبر على الصادرات، الاستثمارات، الصناعات، مصادر الإنفاق وسوق العمل، والتكنولوجيا والمعرفة، مما يحقق مستوى مرتفع من التنوع الاقتصادي مدعوما بنمو اقتصادي قوي يقلص معدل المخاطرة إلى أدنى مستوى لها، فعندما يتضرر أحد القطاعات تبقى القطاعات الأخرى عاملة من اجل استمرارية الاستقرار الاقتصادي للبلد. لذا يجب ألا يكون الاعتماد بشكل رئيسي على نشاط معين بل على الإنفاق الاستهلاكي، الصادرات، الأعمال التجارية الصغيرة، الشركات الكبيرة، الاستثمارات الأجنبية. وهنا تلعب مرونة العناصر الرئيسية للاقتصاد المتنوع دورا مهما، فكلما كانت سهلة الانتقال واستعمالها في مجموعة متنوعة من الفرص الاقتصادية ضمن السياسات الحالية والاستمرارية في البحث عن مجالات أخرى مستقبليا مع تفادي التركيز المفرط على مجالات محدده ما يلغي أهمية تنويع مصادر الدخل وتجنب معدلات المخاطرة المرتفعة.
ففي السعودية ارتفعت الصادرات كنسبة من إجمالي الناتج المحلي من 37% في 2001 إلى 66% في 2008 ولكنها تراجعت إلى 52% في 2009 بعد الأزمة الاقتصادية العالمية أي بنسبه 14%، مما يرفع معدل المخاطرة بالاعتماد شبه كامل على سلعة النفط، كما ارتفعت الواردات من 17% خلال نفس الفترة إلى 24% ولكنها واصلت ارتفاعها في 2009 بعكس الصادرات ما يشير إلى تسرب بعض الإنفاق إلى الخارج. لكن لاحظ الترابط الايجابي بين نسبة الصادرات ومعدل النمو الحقيقي في 2008 الذي ارتفع من 2% في 2007 إلى 4.2% قبل أن ينخفض إلى 0.16% في 2009. كما نستطيع معرفة اتساع تنويع القاعدة الاقتصادية لدينا من خلال طبيعة المواد المصدرة التي يتم تصنيفها كالتالي: مواد خام 78%، نصف مصنوعة 9%، مصنوعة 13% من إجمالي الصادرات في 2009، حسب معلومات مصلحة الإحصائيات العامة. فانه من الواضح مازلنا نصدر مواد خام أكثر من مواد مصنعة أو شبه مصنعة والتي هي أكثر عائدا للاقتصاد السعودي ما يدل على ان قدراتنا على تنويع مصادر الدخل مازالت محدودة وتتركز في سلعة النفط.
وإذا ما نظرنا إلى الدول الناشئة التي حققت تنوعا في الدخل فسوف نلاحظ إنها نفس الدول التي حققت أعلى معدلات نمو في العالم في 2010 مثل سنغافورة، تايوان، الهند، الصين بنسب 14.5%، 10.8%، 10.4%، 10.3% على التوالي، كما أوضح صندوق النقد الدولي، ولكن علينا ألا نركز فقط على معدل النمو بل على القطاعات التي تسببت في هذا النمو وكذلك حجم الصادرات وتنوعها، فلا نستطيع القول إن قطر بلد متنوع الدخل لان معدل نموه أكثر من 16%، فلو تضرر قطاع النفط والغاز لانهار اقتصاده. لكن نرى أن اقتصاد الولايات المتحدة يعتمد بنسبة 72% على الاستهلاك المحلي وهذا يعطيه نوعا من الاستقرار رغم انه كان مصدر الأزمة الأخيرة. إن اقتصادنا يحتاج إلى معدل نمو حقيقي يفوق 8% سنويا في القطاع الخاص وليس النفطي الذي تناقص من 5.48% في 2007 إلى 2.68% في 2009 ولكنه ارتفع قليلا إلى 3.70% في 2010 أي ان الفجوة بين الأداء الفعلي والمتوقع مازالت كبيرة من أجل تنويع الاقتصاد.

5/01/2011

التمويل الشخصي ودوره في تحريك عجلة الاقتصاد السعودي

مجلة عالم الإقتصاد : الرأي
تاريخ: 05/04/2011
د. فهد محمد بن جمعة

تقوم البنوك التجارية بدور فاعل في تحريك الأنشطة الاقتصادية من خلال منحها القروض الاستثمارية والاستهلاكية سواء كانت عامة أو شخصية ضمن الموازنة بين ما تمتلكه من أصول وما تستطيع استثماره من أجل تحقيق أقصى عائد ممكن عند أدنى حد من المخاطرة. لذا تقوم البنوك التجارية السعودية بالتوسع في القروض الشخصية سواء على شكل قروض قصيرة أو متوسطة أو طويلة الأجل، أو من خلال التوسع في منح بطاقات الائتمان والدفع بجميع أنواعها على أساس استراتيچية دعائية تعتمد على تقديم أفضل العروض وبأسعار فائدة أقل من منافسيها.
وقد تعرضت هذه القروض إلى تقلص في أعقاب الأزمة المالية العالمية الراهنة وإتباع البنوك التجارية المحلية سياسة المخصصات تفادياً لأي انكشاف على حسابات العملاء. لكن عرض النقود في المملكة العربية السعودية نما بمعناه الواسع بنسبة 0.62 في شهر يناير 2011م الماضي، ما يشير إلى توفر السيولة في الاقتصاد السعودي بما يدعم نمو وتوسع القطاعات الاقتصادية.
ويوجد في المملكة العربية السعودية حالياً 11 بنكاً محلياً و9 بنوك أجنبية، تمتلك 1597 فرعاً منتشرة في مناطق عديدة من المملكة العربية السعودية، حيث بلغ إجمالي موجوداتها الموحدة 1.426 تريليون ريال سعودي تقريباً في شهر يناير 2011م الماضي، بينما بلغ إجمالي مطلوباتها من القطاع الخاص 782 مليار ريال سعودي وودائعها 988 مليار ريال سعودي خلال الفترة نفسها، كما جاء في إحصائيات مؤسسه النقد العربي السعودي.
كما أن إجمالي القروض الشخصية (التمويل العقاري، سيارات ومعدات، أخرى) نمت بنسبه 627% في عام 2009م مقارنة بعام 2000م لتصل إلى 179.99 مليار ريال سعودي، بينما نما إجمالي قروض بطاقات الائتمان بنسبه 408% خلال الفترة نفسها لتصل إلى 8.21 مليار ريال سعودي. وواصلت القروض الشخصية وديون بطاقات الائتمان نموها خلال العام 2010م الماضي، حيث ارتفعت خلال الربع الثالث من 2010م بنسبة 10%، لتصل إلى 197.6 مليار ريال سعودي، مقابل 179 مليار ريال سعودي في الربع المماثل من 2009م.
ويلاحظ أن هذه الارتفاعات تركزت في مجالي التمويل العقاري وشراء السيارات والمعدات، حيث ارتفعا في 2009م بنسبة 556% و 394% على التوالي في 2009م مقارنه بعام 2000م.
وقد توزعت هذه القروض على فترات قصيرة (سنة أو أقل) ومتوسطة (أكثر من 1-3 سنة) وطويلة الأجل (أكثر من 3 سنوات)، حيث بلغت 31.43 مليار ريال سعودي و 51 مليار ريال سعودي و 122.2 مليار ريال سعودي على التوالي في الربع الثالث من العام 2010م الماضي بإجمالي بلغ 204.6 مليار ريال سعودي. ولاتشمل تلك القروض قروض شركات التقسيط.
ويشير هذا الارتفاع إلى استمرار تحسن الإنفاق الاستهلاكي، وآفاق النمو في كافة القطاعات، وعودة النشاط إلى الطلب المحلي على السلع الاستهلاكية والقروض الشخصية وارتفاع مستويات الصرف.
وقد واكب تلك الزيادة في القروض ارتفاع في دخل الفرد بالأسعار الجارية من 34.522 ريال سعودي في عام 2000م إلى 60.066 ريال سعودي في العام 2010م الماضي, لكن الدخل الشخصي المتاح لا يزال في نطاق 3000 ريال سعودي بعد رفع الحد الأدنى للرواتب في الدولة، وهو المقياس الذي يحدد أو يقيس مدى قدرة الفرد على الإنفاق أو الادخار ضمن معادلة دخله.
كما أن بروز بعض المتغيرات الداعمة للتوسع في سوق بطاقات الائتمان خلال النصف الأول من العام 2010م الماضي، مع توفير الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمة) سجلات ائتمانية محدثة عن عملاء البنوك التجارية، وصدور النظام الجديد والضوابط الخاصة ببطاقات الائتمان وبطاقات الدفع عن (ساما) في عام 2008م، إضافة إلى تدني نسبة تعثر الأفراد السعوديين في القروض الشخصية؛ ستسهم في تحفيز البنوك التجارية لمنح المزيد من بطاقات الائتمان في السنوات القادمة.
ويمكن أن تسهم تلك المتغيرات في مضاعفة حجم سوق بطاقات الإئتمان محلياً بتقديرات قد تصل إلى نحو أربع مرات حتى عام 2020م، كما أشارت إليه بعض التقارير.
ورغم التوسع في القروض الشخصية، إلا أن (سمة) أوضحت أن عدد المتعثرين في سداد قروضهم الشخصية وصل إلى 60 ألف متعثر في مايو 2010م وبنسبة بلغت 1.2% من قروض القطاع المصرفي، إلا أن الفوائد العديدة من اقتناء بطاقات الائتمان لا يعني عدم وجود مخاطر عندما يتم إساءة استخدام تلك البطاقات، مما قد يؤدي إلى تأثرالسجل الائتماني للعميل وعلى قدرته في التسديد وإدارة التزاماته المالية. وعلى العملاء تفادي تلك المخاطر من خلال متابعة التزاماتهم المالية وإدارتها بشكل دقيق والالتزام بمواعيد وتواريخ سدادها.

الخط الأحمر للنفط الصخري

الثلاثاء 27 محرم 1447هـ 22 يوليو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة تراجع أسعار النفط يشكل تحديًا كبيرًا لقطاع النفط الصخري الأميركي، م...