قال خبراء اقتصاديون لـ"العربية.نت" إن شركة أرامكو ينتظرها مستقبل واعد في ظل خطة التحول الوطني المزمع الإعلان عنها في 25 أبريل الجاري، مشيرين إلى أن تحول الشركة إلى مساهمة عامة سيدفعها لمزيد من التطوير.
وكان ولي ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان، قد كشف في حديث سابق أن الخطة الشاملة لإعداد المملكة لعصر ما بعد النفط تتضمن تحويل "أرامكو" السعودية من شركة للنفط إلى شركة للطاقة والكتل الصناعية.
وأرامكو السعودية هي شركة عالمية متكاملة للنفط والكيميائيات، وتتولى إدارة احتياطي مؤكد من النفط الخام التقليدي والمكثفات يبلغ نحو 261.1 مليار برميل، فيما بلغ متوسط الإنتاج اليومي من النفط الخام 9.54 مليون برميل في اليوم. كما تتولى الإشراف على احتياطيات من الغاز الطبيعي تبلغ 294 تريليون قدم مكعبة قياسية.
وقال الخبير النفطي، عضو مجلس الشورى السعودي، الدكتور فهد بن جمعة لـ"العربية.نت"، إن تحول شركة أرامكو إلى شركة للطاقة والكتل الصناعية يعني توسعها أفقيا في قطاع الصناعات البتروكيماوية، والدخول في استثمارات أخرى خارج المملكة.
ويعمل في شركة أرامكو أكثر من 61 ألف موظف ينتمون إلى 77 دولة، كما توفر الشركة نحو 500 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في السعودية.
وقال بن جمعة "أرامكو ستستثمر في قطاعات جديدة، من بينها المصافي وصناعات أخرى تخدم قطاع الطاقة والنفط، ما يعني أن كل التوسعات التي ستحدث في صناعات أخرى تتعلق بالطاقة".
وحول رؤيته لما يسمى بالكتل الصناعية قال بن جمعة "الكتل الصناعية تعني أن أرامكو ستدخل في صناعات كبيرة، وصناعات أخرى مساندة والخدمات الوسيطة، أو ما يعرف بالخدمات العنقودية مثلما حدث في منطقة الجبيل الصناعية وينبع".
وقال بن جمعة "يطلقون عليه المضاعف الاقتصادي، أي تنشأ صناعات تكميلية للصناعة الأساسية وهي النفط".
مازن السديري وفهد بن جمعة
وتوقع بن جمعة أن تكون هناك رؤية واضحة عن التحول الاقتصادي للسعودية في اتجاه عدم الاعتماد على النفط بمعنى خلق صناعات مستقلة عن النفط أو مستقلة عن التأثر بأسعار النفط، بحيث لو انخفضت أسعار النفط تعوض هذه الصناعات انخفاضات الأسعار، بالإضافة إلى رفع كفاءة الإنفاق الحكومي".
وأوضح بن جمعة "التحولات الحالية تعني أن ننفق القليل ونحصل على الكثير عبر تطبيق النظريات الاقتصادية والمالية، ومن المتوقع أن تتضمن الرؤية الشاملة هذه التحولات".
ولفت بن جمعة إلى أن المملكة تقوم حاليا بتغيرات تسابق الزمن، كما حدث في بريطانيا، والاقتصاد العالمي الآن يساعد على تنفيذ هذه الخطة، لأن هناك فرصا كبيرة وعظيمة، وكثير من الأصول يتم بيعها بأسعار أقل، سواء بعائد رأسمالي أو ربحي.
وقال رئيس الأبحاث في شركة الاستثمار كابيتال، مازن السديري، إن تحول أرامكو لشركة للطاقة والكتل الصناعية يخدم الرؤية الشاملة لتقليل اعتماد السعودية على النفط.
ولفت السديري إلى أن تنوع مصادر الدخل إحدى أولويات المملكة حاليا، والسعودية تتخذ عددا من السياسات لمواجهة انخفاض أسعار البترول.
وبلغت قيمة العقود التي تمت ترسيتها على شركات محلية 37.4 مليار دولار، فيما بلغت قيمة مشتريات المواد التي تمت ترسيتها على موردين من السوق المحلية 4.3 مليار دولار.
وتستهدف أرامكو تأسيس شبكة عالمية موحدة تحقق تكاملًا أوثق بين شبكات التكرير والكيميائيات والزيوت والتوزيع والبيع بالتجزئة التابعة للشركة، لمواجهة التحديات العالمية في مجال الطاقة، وتحفيز نمو اقتصاد المعرفة في السعودية.
ولدى شركة أرامكو عدة شركات تابعة هي شركة أرامكو السعودية لتجارة المنتجات البترولية، وشركة فوجيان للتكرير والبتروكيميائيات، ومشروع موتيفا إنتربرايزز في هيوستن، وشركة شوا شل، وشركة سينوبك سين مي (فوجيان) بتروليم كومباني ليمتد، وشركة إس – أويل، وهي ثالث أكبر شركة تكرير في كوريا الجنوبية.