8/28/2018

النفط السعودي.. أمان الأسواق العالمية

المقال

د. فهد محمد بن جمعة
تنتج السعودية من النفط ما بين (9.7-10.7) ملايين برميل يومياً في السنوات الأخيرة ومازالت، بناءً على أساسيات أسواق النفط العالمية وللمحافظة على استقرارها وتوازنها، عند أسعار تحفز استمرار الاستثمارات في المنبع Upstream. ورغم ارتفاع إنتاجها، إلا أن طاقتها الإنتاجية لم تتقلص بل قد تزيد مستقبلاً مع استمرار تطويرها لاحتياطياتها النفطية في ظل نمو الطلب العالمي على النفط وتقلباته وتراجع الطاقات الإنتاجية لبعض المنتجين والمحتمل أن تكون أكثر حدة في المستقبل.
وهذا ما أوضحه تقرير أرامكو 2018م، بأن احتياطيات النفط الخام بلغت (256،737) مليون برميل في 2017م، بينما استمرت احتياطيات النفط والمكثفات عند (260.86) مليار برميل، وهي أعلى من مستواها في عامي 2012م و2013م بـ(600) ألف برميل وأقل طفيفاً عن عامي 2014م و2015م بـ(239) ألف برميل، مما يؤكد على بقائها في عامي 2017م و2018م، رغم ارتفاع الإنتاج من (9.7) ملايين برميل يومياً في عامي 2012م و2013م ووصوله إلى (10.2)، (10.7)، (10.2) ملايين برميل يومياً في 2015م، 2016م، 2017م على التوالي، بينما بلغ إجمالي الاحتياطيات: النفط، المكثفات، الغاز الطبيعي، السوائل (332.9) مليار برميل مكافئ في 2017م.
والسعودية تدرك جيداً أبعاد نظرية ذروة الطلب على النفط (Peak Oil Demand) وتباطؤ الطلب السنوي إلى متوسط (1 %) سنوياً وانعكاساته على أسعار النفط في ظل ارتفاع مرونة العرض، لكنها تدرك أيضاً أن النفط وسوائله مازال وسيبقى، يمثل الجزء الأكبر من استهلاك الطاقة في العالم بـنسبة (33 %) حالياً و(31 %) في 2040م، خاصة في قطاع النقل وصناعات أخرى لعقود قادمة IEA,2017، ولا يغيب عن خططها استراتيجية استثمار ميزها النسبية الإنتاجية ذات التكاليف المنخفضة وارتفاع احتياطياتها المثبتة والمحتملة مع تراجع إنتاج بعض الدول المنتجة، والذي سيخلق فجوة كبيرة بين العرض والطلب على النفط مستقبلياً، مما يمكنها من زيادة إنتاجها وتحقيق أكبر عوائد ممكنة عند أسعار مرتفعة.
وبهذا يستمر النفط السعودي وبإدارة شركة أرامكو صامداً وقائداً لأسواق النفط العالمية في وجه تحديات ذروة إنتاج النفط Peak Oil Production وفي مأمن من نضوبه على مدى (71) عاماً من الآن وبإنتاج (10) ملايين برميل يومياً عند الاحتياطيات الحالية، والتي نمت في العقود السابقة خاصة في السنوات الأخيرة، رغم وصول الإنتاج إلى أعلى مستوياته، مما يشير إلى استمرار السعودية في سياساتها النفطية التوسعية، باستخدام أرامكو لتقنيات متطورة تدعم عمليات الاستخلاص ورفع كفاءة آبارها واستثمار المزيد في عمليات استكشاف وتطوير حقول جديدة (السكب، الزمول) تعوضها عما تم استهلاكه سنوياً وتحقق أمن الطاقة وتلبي الطلب العالمي حاضراً ومستقبلاً.

الطلب على النفط.. يحدد الاستثمارات

  الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446هـ 17 يونيو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة صرّح هيثم الغيص، الأمين العام لأوبك، خلال معرض الطاقة العالمي...