10/22/2012
حقل منيفة يحطم ذروة الإنتاج
الاثنين 6 ذو الحجة 1433 هـ - 22 اكتوبر 2012م - العدد 16191
المقال
د. فهد محمد بن جمعة
الاسبوع الماضي بددت شركة ارامكو احلام اصحاب نظرية الذروة، عندما
دشن وزير النفط السعودي افتتاح حقل منيفة لينتج 500 الف برميل يوميا و900
ألف برميل يوميا بحلول عام 2014. فمازالت أرامكو مستمرة في مشاريعها
النفطية والغازية بل انها ستصبح شركة طاقة متكاملة ومرتبطة رأسيا بتكرير
المنتجات النفطية والبتروكيماويه من أجل مستقبل مشرق يخدم الاقتصاد السعودي
ويوظف شبابه مسلحا بالتعليم والتدريب المتقدم.
لقد خاب ظن اصحاب نظرية الذروة البالية باعتقادهم أنهم قدموا شيئا جديدا
في فكرهم المبسط بل انهم يشككون في احتياطيات النفط السعودي المثبتة
(265.4 مليار برميل) على أنها خاطئة وشبه ثابتة في السنوات الاخيره،
متجاهلين عمليات التنقيب المستمرة وتطوير الحقول القديمه باستخدام تقنيه
متطورة للوصل الى عدد اكبر من المكامن النفطية. إن المؤسف ان نسمع هذا من
بعض السعوديين الذين يتمتمون بذروة النفط السعودي بأنها قريبة دون أي
معلومات حقيقية او عمل ميداني لهم متبنين افكار Colin Campbell في 1997
والمصرفي Matthew Simmons في 2005 الذي يقول " إن المملكة لا يمكن أن ينمو
إنتاجها من النفط بأكثر من 10 ملايين برميل يوميا ومن ذلك الوقت وطاقتها
الفائضة 1.5 مليون برميل يوميا"، وهذا غير صحيح انتاج المملكه تجاوز 10
ملايين يوميا في الاشهر الماضية وطاقتها الانتاجية 12.5 مليون برميل يوميا.
كما من على شاكلته يدعي أن اكتشاف احتياطيات نفطية خارج دول الخليج يناقض
نفسه وانه لا يضر بنفطها إدعاء غير صحيح ايضا لأن تكلفة الفرصة البديلة
ستكون باهظة والإيرادات ستنخفض مما ينعكس سلبيا على عمليات التنمية.
إن احتياطيات النفط العالمية تتنامى مع مرور الوقت حتى وصلت الى1653
مليار برميل في 2011 (برتش بتروليم). واستشهد بما قالته صحيفة "الجاردين"
في 2 يوليو 2012 بعنوان ( أننا كنا مخطئين في ذروة النفط ، فهناك ما يكفي
ليقلينا جميعا) نعم مازال فيه الكفاية فعلا. وما إنتاج حقل منيفة إلا لطمة
في وجوه اصحاب الذروة الذين دائما عند ذروتهم في كل شيء ويقلقهم محاولة
السعودية رفع انتاجها والمحافظة على احتياطياتها، فلماذا السعودية تبالغ في
احتيطاتها؟ ما هي الفائدة من ذلك؟. ان توفر الاحتياطيات النفطية الكبيره
يعتمد على مستوى الاستثمارات وارتفاع التكاليف وحركة الاسعار وفعالية
استهلاك الوقود ونمو بدائل الطاقة الاخرى. فمن الاسباب المحدده لمبالغة بعض
الدول في احتياطياتها تتركز في الرغبة في التأثير على الاسعار وتدني جودة
نفطها وعدم قدرتها على الاستثمار في طاقتها الانتاجية، حيث نلاحظ أن بعض
أعضاء الاوبك طاقاتها الانتاجية منخفضة بينما حجم احتياطياتها تتزايد
ودائما تطالب بخفض الانتاج من اجل رفع الاسعار وتعتقد تلك الدول ان اسعار
النفط الحالية غير مقبولة ويجب ان تصل الى 150 دولاراً.
لكن في المقابل نجد الدول التي تبقى احتياطياتها شبه ثابتة واقل بكثير
من امكانياتها لديها طاقات انتاجية كبيرة وتسعى الى الاستقرار الاقتصاد
العالمي من خلال استقرار اسعار النفط. لأنها قد لا ترغب في اعلان ارتفاع
احتياطياتها بنسبه ملحوظة من اجل عدم مطالبة العالم لها برفع انتاجها
والمزيد من الاستثمار في طاقاتها الانتاجيه بما لا يخدم مصالحها. وهذا واضح
من مقارنة الاحتياطي النفطي خلال فترة 2000 الى 2011 لكل من فنزويلا
وإيران والسعودية حيث انهم حققوا النمو التالي على التوالي: 191%، 53%،
0.42%، بينما النمو في انتاجها بلغ على التوالي : -29%، 18%، 12% خلال نفس
الفتره. لاحظ انه توجد علاقة عكسية بين نمو احتياطي فنزويلا وإنتاجها،
بينما العلاقة بين الانتاج والاحتياطي في كل من السعودية وإيران ايجابي
ولكن السعودية بفارق 6%. هذا مؤشر يجعلنا نرى التناقضات فليس لصالح
السعودية ان تعلن ارتفاع في احتياطياتها حتى لا يتوقع العالم منها
استثمارات اكبر في طاقتها الانتاجية وخفض الأسعار.
رابط الخبر : http://www.alriyadh.com/2012/10/22/article778361.html
هذا الخبر من موقع جريدة الرياض اليومية www.alriyadh.com
10/16/2012
10/15/2012
قراراتنا تدعم التضخم
الاثنين 29 ذوالقعده 1433 هـ - 15 اكتوبر 2012م - العدد 16184
المقال
د. فهد محمد بن جمعة
بينما تسعى الدول إلى دعم المنشآت الصغيره والمتوسطة وتعزيز
المنافسة والقضاء على الاحتكار بأنواعه بوضع المعايير السوقية التي تكشف من
المحتكر، نجد أنفسنا نسير في الاتجاه المعاكس قد يكون بحسن نية أو قصر نظر
(Myopia)، حيث يطغى حل القضايا الحالية في المدى القصير على الحلول في
المدى الطويل وهو الأهم، مما يقوض الاستراتيجيات التي تهدف إلى رفع معدل
النمو وتنويع مصادر الدخل وتوظيف الباحثين عن العمل.
فقد تتسبب السياسات المالية والنقدية التوسعية في ارتفاع معدلات التضخم
ولكنها ضرورية لدعم الاقتصاد في حالة الركود لتحقيق معدلات نمو حقيقية أعلى
من معدل التضخم، لكن عندما يتجاوز معدل التضخم 5% فإن ذلك مؤشر على تراجع
دخل الفرد الحقيقي (مصيدة زيادة الرواتب)، حيث يعتقد بعض الأفراد أن حد
الأجور (3000 ريال) سوف تحسن من حياتهم المعيشية متجاهلين تباين أسعار
السلع والخدمات التي ترتفع مع النزعة الاستهلاكية للفرد عندما يرتفع دخله.
إن العبرة ليست في زيادة القيمة الاسمية للدخل وإنما القيمة الحقيقية
للنقود ومرونة الأسعار حيث لا ترتفع بنسبة أكبر من نسبة الزيادة في الدخل،
إذا ما كانت الزيادة مرتبطة بتحسن الانتاجية بدلا من الزيادة المتساوية
لجميع العاملين دون تمييز.
التضخم له أسباب وتداعيات يصعب معالجتها عندما يرتفع شهرا بعد شهر دون
تشخيصه جيداً وذلك بمقارنة رفع الرواتب مع نسب التضخم الحالية لأن هذه
النسب تقفز مع أي زيادة في الرواتب، مما يجعل دخل الفرد أسوأ مما كان عليه
سابقا بما لا يتفق مع عدالة التوزيع (بيريتو: القرار العادل الذي يجعل
الأغلبية أفضل مما كانوا عليه ولا يجعل الأقلية أسوأ مما كانوا عليه) . فقد
تحاول الحكومة معالجة التضخم برفع دعم الأسعار أو ممارسة ضغوط على التجار
ولكنها قد تجد أن ارتفاع أسعار المنتجات والخدمات فعلياً لا يمكن تعديله.
لكن القرارات الحكومية الأخيرة سوف تتسبب في رفع أسعار السلع ذات الطلب
العالي وليس بالضروري مؤشر التضخم الذي يحتسب على أساس متوسط أسعار سلة من
السلع والخدمات حسب مجموعاتها، فبعضها يرتفع والبعض الآخر ينخفض وفي
النهاية تتم التسوية ونحصل على معدل التضخم العام.
إن هذه القرارات الحكوميه تتمثل في الدعم الحكومي وزيادة الرواتب وتقليص
أيام العمل إلى خمسة أيام ورفع تكاليف العامل الأجنبي وكذلك القرارات
التجارية من محاولة بيروقراطية إجراءات فحص المنتجات وقصر استيراد بعض
المنتجات على شركات محددة أو بالوكالة وتكدس البضائع في الموانىء، جميعها
تنذر برفع تكاليف مدخلات الأعمال والإنتاج وتحفز على احتكار القلة الذي بدأ
يتبلور في مراكزنا التجارية سواء في قطاع الجملة أو التجزئة أو الخدمات.
وهذا يتناقض مع مبادئ السوق الحر الذي تنشط فيه المنافسة كلما ارتفع عدد
المنشآت في نفس القطاع وليس في اختلاف المنتجات المقصود منها خلق تمييز في
الأسعار. إن الأهم والذي تم تجاهله لعقود من الزمن هو مقياس الاحتكار
المبني على الحصة السوقية لكل شركة في نفس القطاع من إجمالي القطاع، كما هو
مطبق في كثير من البلدان المتقدمة التي لا نجد فيها إلا حالات نادرة من
الاحتكار.
فلو تتبعنا الرقم القياسي العام لتكلفة المعيشة لوجدناه قد ارتفع من
136.5 نقطة في أغسطس 2011 الى 141.7 نقطة مقارنة مع أغسطس 2012 أي بارتفاع
قدره 4% ولكن في الثلاثة الأشهر الأخيرة من يونيه حتى أغسطس ارتفعت التكلفة
من 140.8 نقطة إلى141.7 نقطة أي بارتفاع 0.1% شهرياً. هذا يعطي مؤشرا أن
ارتفاع الأسعار في اتجاه متصاعد مدعوماً ببعض القرارات الحكومية التي ترفع
تكلفة المدخلات وتضعف المنافسة. لكن علينا أن نميز بين التضخم ( الارتفاع
المستمر في الأسعار لفترة سنة) وبين ارتفاع الأسعار نتيجة ارتفاع تكاليف
مدخلات الإنتاج أو الموسمية أو النقص في المعروض العالمي نتيجة لعوامل
بيئية حتى يكون تحليلنا واقعياً.
رابط الخبر : http://www.alriyadh.com/2012/10/15/article776556.html
هذا الخبر من موقع جريدة الرياض اليومية www.alriyadh.com
10/11/2012
التدخين يكلف الاقتصاد المحلي 16.4 مليار ريال سنويًا و9 ملايين مدخن في المملكة
الخميس 20 جمادى الاخرة 1431هـ - 3 يونيو 2010م - العدد 15319
21 ألف حالة وفاة سنويًا.. والمدخنون يكلفون وزارة الصحة 9 مليارات ريال سنويًا
الرياض – فهد الثنيان
أكد خبير اقتصادي أن تقليص نسب التدخين في السعودية يجب أن يكون في
تقليص الطلب على السجاير بدلا من التركيز على جانب العرض الذي يشجع على
السوق السوداء والتهريب، وذلك من خلال مزيج من السياسات الضريبية ووضع
الأنظمة الصارمة وتطبيقها.
وذكر أن المؤشرات والأرقام التقديرية تتوقع أن يصل عدد المدخنين إلى 9 ملايين مدخن في 2010م.
و أردف انه لو افترضنا إن كل مدخن ينفق بالمتوسط 5 ريالات على العلبة
الواحدة فإن قيمة الاستهلاك اليومي لجميع المدخنين سوف يبلغ 45 مليون ريال
يومياً و 16.4 مليار ريال سنوياً.
كما طالب بنفس الصدد بمنع إدخال علب السجاير في الأماكن العامة وأماكن
العمل بجميع أنواعها وليس فقط منع التدخين وفرض الغرامات بحق المخالفين،
وكذلك منع بيع جميع أنواع التبغ بدون ترخيص من الجهات المعنية حتى يتم
بيعها في محلات محددة. أضافه إلى تجريم بيع السجاير لمن يقل عمره عن 18
عاما.
وإعداد مواصفات جديدة للسجاير من قبل هيئة الموصفات والمقاييس العامة،
بحيث يتم تقليص عدد السجاير في العلبة الواحدة من 20 إلى 10 سيجارة وان
يكون 50% من طول السيجارة عبارة عن فلتر (الكعب) دون أن يطرأ أي تغيير على
طولها الحالي حتى يتم تقليص كميه التدخين 25% وكذلك منع وضع اسم الماركة
على العلبة.
وفرض ضريبة استيراد 100% أو أكثر وفرض 100% ضريبة مبيعات على المشتري.
وقال ل"الرياض" الدكتور فهد بن جمعه إن النظرية الاقتصادية الحديثة
تفترض أن المستهلكين هم أفضل من يحكمون على أنفسهم وكيف ينفقون دخلهم على
السلع المتعددة مثل الأرز والملابس، تحت فرضيات إن قراراتهم رشيدة ولديهم
معرفة باختياراتهم، وذلك بمقارنه منافع شراء تلك السلع مع تكاليفها الذين
يتحملون تكاليف اختياراتهم من خلال ممارستهم لسلطاتهم ومعرفتهم للمخاطر،
مما يجعل تخصيص موارد المجتمع عند أقصى كفاءة ممكنة.
يجب فرض غرامات وتجريم بيع السجاير لمن يقل عمره عن 18 عاما
وتابع لكن للأسف إن المدخنين يقارنون بين منافع التدخين التي يرونها مثل
إدخال السرور والارتياح إلى أنفسهم، وتعزيز الصورة الذاتية، والسيطرة على
الإرهاق مع التكاليف الشخصية من إنفاق نقدي على السجاير، والضرر الصحي،
واحتمالية الإدمان على النيكوتين.
وبين أن هذا التفكير الواضح يجعل كفة المنافع ترجح بكفة التكاليف، حيث
إن اختيار شراء التبغ يختلف عن خيار شراء السلع الاستهلاكية الأخرى لان
معظم المدخنين لا يدركون جدية احتمالية المرض والوفاة المبكرة التي تمثل
التكلفة الشخصية الرئيسية.
كما إن الأطفال والمراهقين ليس لديهم القدرة على تقييم المعلومات الصحية
ومدى خطورة التدخين على صحتهم ما يجعل التكلفة المستقبلية هي احتمالية
الإدمان.
وكذلك فإن المدخنين يحملون أشخاصا آخرين غير مدخنين تكاليف مباشرة وغير
مباشرة هم في غنى عنها، وهذا يعني أن المدخنين لم يتعودوا بأن يتحملون
التكاليف كاملة بأنفسهم بل إن الأشخاص غير المدخنين يتحملون جزءا من تلك
التكاليف، مما سوف يشجعهم على زيادة التدخين أكثر من لو تحملوا جميع
التكاليف بأنفسهم.
وأضاف انه هكذا يعتقد المدخنون أن تكلفة التدخين هي ما يدفعونه مقابل
شراء علبة السجاير، بينما هذا لا يمثل إلا جزءا بسيطا من التكلفة النقدية
الإجمالية للتدخين .
وقال إن هناك العديد من التكاليف الخفية المرتبطة بالتدخين لا يأخذها
الشخص في اعتباراته وتتسبب في ارتفاع المدفوعات المرتبطة بمخاطر التدخين
(التأمين الصحي، الرعاية الصحية، الأدوية، التأمين على السيارة، احتمالية
احتراق المنزل) والبعض الآخر مرتبط بانخفاض قيمة الأصول (قيمة البيت، قيمة
الأثاث، قيمة السيارة) بسبب التدخين، مما قد تزيد عن التكلفة الأصلية بعدة
مرات.
ولفت إلى أنه علينا أن نتذكر بعض الحقائق عن أضرار التدخين التي منها أن
كل سيجارة واحدة تحتوي على 11 عنصرا كيمائيا تتسبب في مرض السرطان، وان كل
8 ثواني في العالم يموت شخص واحد بسبب التدخين، وان من بين كل 5 من
المراهقين بين عمر 13 و 15 سنة واحد مدخن، وكذلك فإن التدخين يعتبر سببا
رئيسيا في أمراض القلب، والرئة، ووفاة الولادة المبكرة، ويحتوي على أنواع
متعددة من السرطانات، إضافه إلى أن أكثر من 4000 من أنواع السموم وجدت في
أنواع مختلفة من التبغ، وكذلك فإن السيجارة تحتوي على مواد مثل البنزين،
كاربون مونوكسايد، بولونيم 210 وغيرها.
وأشار ابن جمعة إلى إن عدد المدخنين في السعودية سوف يتجاوز 9 ملايين
مدخن في عام 2010م مقارنة ب6 ملايين حسب إحصائيات برنامج مكافحة التدخين في
وزارة الصحة، 2007م.
وأكمل أن تقرير برنامج مكافحة التبغ في 2009م أوضح أن نسبة المدخنين في
المملكة على أساس عدد من الدراسات يقارب 35-45٪ بين الذكور البالغين و24٪
في مدارس الطلاب التحضيرية ولكنه لم يذكر نسبة الإناث المدخنات حتى يساعدنا
في تقييم 2010م، ذاكرا أن بعض الإحصاءات أشارت إلى أن 6 ملايين في
السعودية مدخنين ، بما في ذلك 600 ألف من النساء و 772 ألف من المراهقين في
2007م.
وأبان إننا مع هذه الأرقام فإننا سنحاول استعمال هذه النسبة مع بعض
التعديلات حتى نصل إلى أفضل التوقعات، فان عدد الذكور 13.3 مليون والإناث
10.68 ملايين مما يجعل إجمالي السكان في السعودية طبقا لمصلحة الإحصاءات
العامة 23.98 مليون نسمة في 2007م، ونتوقع أن يتجاوز العدد الإجمالي للسكان
25.5 مليون نسمة بناء على معدل النمو السكاني البالغ 2.30%، وهذا يعطينا
عدد المدخنين المتوقع أن يصل عددهم إلى 9 ملايين مدخن في 2010م.
وأردف انه لو افترضنا إن كل مدخن ينفق بالمتوسط 5 ريالات على العلبة
الواحدة فإن قيمة الاستهلاك اليومي لجميع المدخنين سوف يبلغ 45 مليون ريال
يومياً و 16.4 مليار ريال سنوياً، مع الاشارة إلى إن هذا التقييم ما زال
متواضعا، حيث إن بعض الأفراد يدخنون أكثر من علبة في اليوم وآخرون يشترون
أنواع السجاير الفاخرة ذات الأسعار العالية، بينما البعض يستعملون الشيشة
مما يجعل قيمة الاستهلاك أعلى بكثير من تقييمنا.
واستشهد ابن جمعة بتقرير وزارة الصحة والذي أشار إلى إن استعمال التبغ
يكلف الاقتصاد السعودي 5 مليارات ريال سنويا، بينما بلغت تكاليف ضياع
الإنتاجية 83 مليار ريال و594 ألف حالة وفاة ولادة مبكرة ما بين عام 1961 و
2004م، حيث إن حالات الوفاة تلك كانت ناتجة عن سرطان الحنجرة والرئة
وأورام الكلى والقلب والأوعية الدموية من الأمراض المتسبب فيها التدخين .
واسترسل بأنه إذا ما أضفنا ضياع الإنتاجية بسبب ما يتم تهريبه من التبغ
عبر الحدود فان التكلفة قد ترتفع إلى 104 مليارات ريال و743 ألف حالة وفاة
مبكرة.
أما خلال الفترة بين 2005 و 2010م فان التكلفة الاقتصادية قد تبلغ 25
مليار ريال و 3 مليارات إضافة إلى ما يتم تهريبه، أي إن الاقتصاد السعودي
يخسر 31 مليار ريال و177 ألف حالة وفاة ولادة مبكرة، مع ملاحظه الفرق أن
الفترة الأولى على مدى 44 عاما، بينما الفترة الأخيرة على مدى 5 سنوات.
واعتبر الخبير الاقتصادي فهد بن جمعة إن هذا التقييم في رأيه اقل بكثير
من الواقع وناتج عن عدم وجود معلومات دقيقة يتم تحديثها سنويا وإنما هي
تقديرات يعتريها هامش كبير من الأخطاء الإحصائية، فقد أوضح تقرير منظمة
الصحة العالمية في 2009م أن عدد ضحايا التدخين في السعودية يبلغ نحو 21 ألف
متوفى في العام، من أصل 30 ألفاً في دول الخليج الست.
وقال انه إذا ما أخذنا بتقييم البنك الدولي بان البلدان ذات الدخل
المرتفع تنفق على علاج المرضى من التدخين ما بين 6-12% من إجمالي تكلفه
الرعاية الصحية، فأننا نتوقع على أساس النسبة الأقل أن يكلف وزارة الصحة من
ميزانيتها في 2010م ما يقارب 3.7 مليار ريال سنويا، أما على أساس النسبة
الأكبر فإن تكلفتها سوف تتجاوز 9 مليارات ريال سنويا.
وأوضح أن الفرد المدخن يستهلك في المتوسط علبة سجاير في اليوم ( 20
سيجارة) بمتوسط سعر 5 ريالات، فان إجمالي ما يستهلكه في الشهر هو 150 ريالا
أي ما يعادل 1800 ريال سنوياً، وإذا ما كان الراتب الشهري للمدخن 2000
ريال فإن نسبة تكلفة استهلاك السجاير تساوي 7.5% شهريا أو سنويا من إجمالي
دخل الفرد المدخن ، وهذا يكفي لسداد فاتورة الكهرباء أو التلفون أو توفير
كيس من الأرز يزن 45 كغ لعائلته شهريا، مما يعني إن التكلفة المباشرة
للتدخين تقلص الدخل وترفع من مستويات الفقر للعائلات ذات الدخل المحدود.
وأشار إلى أن الدول المتقدمة نجحت في تخفيض نسب التدخين سنويا بسبب
الضرائب والأنظمة المتشددة التي تمنع التدخين في الأماكن العامة والخاصة،
إلا أن نسب التدخين ترتفع في الدول النامية وكذلك نسب الإنتاج حيث تحتل
الصين المركز الأول والهند المركز الثاني في إنتاج التبغ الموجه إلى الدول
النامية نفسها، كما يوضحه الجدول المرفق.وقال إنه من المتوقع أن يبلغ نصيب
الدول المتقدمة 29% من إجمالي الاستهلاك العالمي بحلول عام 2010 مقارنة مع
34% في عام 1998، ومن المتوقع أيضا أن ينخفض الطلب إلى 2.05 مليون طن في
2010 من 2.23 مليون طن في 1998م، أي بنقص قدره 10%، نتيجة لفرض الضرائب وسن
القوانين التي تمنع التدخين في الأماكن العامة والخاصة وكذلك تباطؤ نمو
السكان والدخل، بينما الدول النامية سوف يكون نصيبها 71% في عام 2010م، حيث
من المتوقع أن يرتفع استهلاكها إلى 5.09 طن في العام الحالي من 4.2 ملايين
طن في الفترة ما بين 1997-1999م، نتيجة ضعف أنظمة التدخين وتطبيقاتها
وكذلك ارتفاع معدل النمو السكاني.
الدول المتقدمة قلصت الاستهلاك 10% نتيجة فرض الضرائب وسن القوانين
وخلص بن جمعة إلى أن تقليص نسب التدخين في السعودية يمكن في تقليص الطلب
على السجاير بدلا من التركيز على جانب العرض الذي يشجع على السوق السوداء
والتهريب، وذلك من خلال مزيج من السياسات الضريبية ووضع الأنظمة الصارمة
وتطبيقها.
مطالب بمنع إدخال علب السجاير في الأماكن العامة وأماكن العمل
وطالب بمنع إدخال علب السجاير في الأماكن العامة وأماكن العمل بجميع
أنواعها وليس فقط منع التدخين وفرض الغرامات بحق المخالفين، ومنع بيع جميع
أنواع التبغ بدون ترخيص من الجهات المعنية حتى يتم بيعها في محلات محددة،
إضافة إلى تجريم بيع السجاير لمن يقل عمره عن 18 عاما، وإعداد مواصفات
جديدة لسجاير من قبل هيئة الموصفات والمقاييس العامة، حيث يتم تقليص عدد
السجاير في العلبة الواحدة من 20 إلى 10 سجائر، وان يكون 50% من طول
السيجارة عبارة عن فلتر (الكعب) دون أن يطرأ أي تغيير على طولها الحالي حتى
يتم تقليص كمية التدخين على الأقل ب 25% وكذلك منع وضع اسم الماركة على
العلبة، وفرض ضريبة استيراد 100% أو أكثر وفرض 100% ضريبة مبيعات على
المشتري.
وكذلك منع توزيع التبغ من خلال قنوات التوزيع المعروفة بل فقط بيعه
مباشرة إلى المحلات المرخص لها في كل مدينة على أن يقوم الوكيل أو المستورد
بإعداد قوائم بأسماء تلك المحلات والكميات إلى تم بيعها لهم مرفقة
بالفواتير الأصلية بقصد تحصيل الضريبة وتخفيض الطلب.
و الاحقية بمنع توظيف المدخنين في جميع الأجهزة الحكومية مع تطبيق
اختبار النكوتين كل فترة معينة. وكذلك فإنه يحق للشركات عدم توظيف المدخنين
.
مختتما بأنه يحق لغير المدخنين مقاضاة المدخن الذي يجلس بجواره في العمل
أو غيره لما قد يتعرض له من الضرار واعتداء على حريته لان الهواء ملك
الجميع ولا يجوز تلويثه لصالح المدخن.
رابط الخبر : http://www.alriyadh.com/2010/06/03/article531653.html
هذا الخبر من موقع جريدة الرياض اليومية www.alriyadh.com
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
أسواق النفط بين التفاؤل والتشاؤم
الثلاثاء 25 صفر 1447هـ 19 أغسطس 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة شهدت أسواق النفط تباينًا واضحًا في التوقعات بين تفاؤل منظمة أوبك وتش...
-
ا لثلاثاء 26 ذو القعدة 1442هـ 6 يوليو 2021م المقال د. فهد بن محمد بن جمعه منذ عقود ونحن نسمع من أصحاب المنشآت الخاصة ومن يمثله...
-
الثلاثاء 19 ذو القعدة 1442هـ 29 يونيو 2021م المقال د. فهد محمد بن جمعة لا طالما اعتمد العالم على إنتاج الأوبك من النفط بقي...
-
الثلاثاء 8 ذو القعدة 1446هـ 6 مايو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة تسعى حكومتنا الرشيدة بتوجيهات مستمرة من سمو ولي العهد الأمي...