2/02/2011

أستثمار العقول السعودية المعطلة

ان الظروف الاقتصاديه وندره العقول السعوديه ذات التعليم العالي والمهارات العاليه والخبرات المتنوعه تفرض على الاقتصاد السعودي ان يعيد استثمارها بدلا من استيراد العقول الاجنبيه ما يعتبر تهميشا لتلك العقول السعوديه وخساره اقتصاديه واجتماعيه لها تكاليف تراكمية تدخل في حسابات المعادلة الاجتماعية التي تحسم قيمتها من المنافع ألاقتصاديه العامة على أنها ثروة وطنيه لم يحسن استغلالها من اجل تعظيم خدمه المصلحة العامة. ان تلك التكاليف الغير ملموسة من السهل تجاهلها في خطط التنمية الاستراتيجية وفي صياغة القرارات العامة رغم أنها تكلفه باهضة يدفع دائما قيمتها الاقتصاد السعودي على جميع مستوياتها .علما ان تلك العقول تعمل وليست عاطله ولكن نحن نتكلم عن التوظيف الامثل لتكل العقول في اطار حاجتنا وندرة مواردنا.فبعض تلك العقول استثمرت الدولة في تعليمها خلال طفرة السبعينات وما بعدها ولكن لم تكن مشاركتها في عمليات التنمية الاقتصادية  يشكلا فاعل كما هو متوقع منها وبخطى سريعه نحو مستقبلا مشرق ما اعتبره الكثير من المحللين انه إهدار للعقول الوطنية المهمه في وقتا يكون الوطن في أمس الحاجة لها. أن تلك العقول لو تم توظيفها بكل كفاءه لعملت بكل اخلاص وبمعنى الحرفيه وقدمت أعمال وإنجازات هامه يقطف ثمارها الطفل الفقير والأم المريضة والأب المتقاعد والابن الجاهل والأخ العاطل.هكذا تضئ تلك العقول سماء مدننا وتزيل العوائق من شوارعنا وتنقذها من ركام حوادث سياراتها وتوفر الأسرة البيضاء لمرضانا وتبني صرحا علميا حديثا مخرجاته التوظيف الحقيقي والبحوث العلمية النافعة.لقد حلمت تلك العقول المعاصرة إن ترى الضوء فيه نهاية النفق يوما ما لتخوض معركة المنافسة نحو الأفضل والمشاركة العادلة لخدمة مجتمعها وليس من اجل المناصب والتباهي ولكنها ما لبثت إن تضاءلت آمالها كلما تقدمت بها أعمارها وتشتت أحلامها مع طول زمانها وأصبحت فصائل دمائها المعاصرة كأنها غير صالحه ولا تتجاوب مع احتياجات مجتمعها ولا تستطيع ان تتعامل مع التي شيخوخة البيروقراطية التي أصلت ألامراض الروتينية وعدم تقبل التغيير خوفا من التعاطي مع مسلمات العصر والمستجدات العالمية من حولنا فهم يتنقلون بين ساحات واسعة من الثغرات العارمة يمينا وشمالا وكان تلك العقول الكبيرة محاصره و في حيرة من أمرها وضيقه لن تتعافى منها وتبقي تدور في حلقه مفرغه قد يطول مداها إلى اجل غير مسمى.أنها عقول لا تريد إن يعزيها الاجيال من بعدها قبل إن توفي بدينها لهم فان استثمارها  فرصه لا يمكن تعويضها في المستقبل القريب. أنها فعلا عقولا اذا ما تم تشجيعها على المشاركه فانها سوف تثير المجتمع بمرئياتها وانجازاتها من اجل خدمه مجتمعها فلا تخشى المراقبه وتصدق في مبدأ المحاسبه والمسؤوليه لأنها ترفض الإهمال وضعف الانتاجيه وإهدار الأموال العامة ولا تميز بين شرائح مجتمعها وتستثمر الجهد القليل من اجل الحصول على الكثير وتعمل في الحاضر لتبني المستقبل وتنشئ براعم وأجيال يتجسد فيها روح المبادرة والعصامية وحب العمل وخدمة الوطن.أنها عقول وأنا متأكد من ذلك إذا ما تم استثمارها فأنها سوف تكون قدوة ومنارة يقتدى بافكارها التي تحملها ويسهل بلورتها في أعمالا يتم ترجمتها على ارض الواقع المنظور وغير المنظور ليسجل لها تاريخا مشرفا وتذكارا في وسط كل مدينه شاهدا على تفانيها وإخلاصها لمجتمعها بكل ما تملكه من قدرات هائلة علميه وعمليه.أن التدقيق في سطور هذا الاستعراض يحتاج إلى تمعن واستدراك ورؤية واقعية لمزج دماء تلك العقول بجرعات كبيرة بالدماء التي أصاب خلاياها نوعا من الشحوب والاضمحلال.ان احتواء تلك الدماء الشاحبة وتصفيتها في زمنا تتقلص فيه الموارد المالية وتزيد فيه الموارد البشرية وتتسع فيه المطالبة بالإصلاح وتغيير اصبح حاجه ملحه وأمل في إيجاد البدائل الاستثمارية وتوفير الاستقرار الأمني والاقتصادي من خلال تنويع مصادر الدخل وبعيدا عن اقتصاد السلعة الواحدة.

ليست هناك تعليقات:

الطلب على النفط.. يحدد الاستثمارات

  الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446هـ 17 يونيو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة صرّح هيثم الغيص، الأمين العام لأوبك، خلال معرض الطاقة العالمي...