1/17/2012

هل تحقق أسعار الذهب أرقام قياسيه في 2012؟


إعداد: د. فهد محمد بن جمعة                                                                         
التاريخ: 14-12–2011م

مازال سعر الذهب الفوري هذه الأيام تحت ضغط  ارتفاع الدولار وتحذير (ستاندر أند بورز)  لست دول أوروبية مصنفة ( AAA ) بأنها معرضة لخطر الديون السيادية وتخفيض معدلاتها الائتمانية، مما تسبب في البيع على نطاق واسع في الأسواق المالية بعد إن كسر السعر حاجز 1700 دولار للأوقية إلى 1668 دولار. وكانت أسعار الذهب متقلبة جداً خلال عام 2011 ، حيث وصلت إلى 1,895 دولار مرتين في أوائل سبتمبر.

أسعار الذهب بالعملات الرئيسية للأوقية
الين
جنيه إسترليني
يورو
دولار
الشهر
108,721.1
828.5
967.9
1,327.0
1/31/2011
115,603.2
867.5
1,021.6
1,411.0
2/28/2011
119,264.3
897.7
1,014.0
1,439.0
3/31/2011
124,590.5
920.6
1,035.0
1,535.5
4/29/2011
124,825.2
933.5
1,068.8
1,536.5
5/31/2011
121,584.2
937.7
1,038.4
1,505.5
6/30/2011
125,703.9
992.1
1,133.3
1,628.5
7/29/2011
138,678.3
1,113.8
1,259.6
1,813.5
8/31/2011
124,869.6
1,039.9
1,207.4
1,620.0
9/30/2011
134,272.9
1,066.8
1,234.6
1,722.0
10/31/2011
135,542.0
1,110.1
1,297.0
1,746.0
11/30/2011
المصدر: المجلس العالمي للذهب
إلا إن اتفاق الزعماء الأوربيون لصياغة معاهدة جديدة للمزيد من التكامل الاقتصادي ومعاقبه أي  عضو لا يلتزم بموازنة ميزانيته كان له ردت فعل سلبية عند المستثمرين وتشكيكهم فيه، رغم ذلك كان تأثيره الايجابي على أسواق الأسهم والسلع العالمية. هكذا ارتفعت أسعار الذهب مع تفاؤل الأسواق بما اتفق عليه القادة الأوربيون لتحقيق أكبر قدر من التكامل الاقتصادي، إلا أن عدم رغبة البنك المركزي الأوروبي في القيام بعمليات شراء كثيفة للسندات الحكومية تزامنا مع إجازة رأس نهاية السنة سيكون له تأثير على مستوى السيولة في الأسواق المالية، مما قد ينتج عنه تحركات مفاجئة وحادة. فضلا عن ارتفاع شهية المستثمرين للديون الأوروبية ومراقبه مزاد سندات إيطاليا وإسبانيا التي تم بيعها عند أسعار فائدة اقل من السابق. إلا إن مدراء المال بما فيهم مدراء  صناديق التحوط والمضاربين الكبار مازالوا يراهنون على المزيد من الشراء منذ عدة أسابيع مضت  قبل عدم التوافق على حل للازمه الأوربية.
لكن انشقاق أبريطانيا عن قادة الاتحاد الأوروبي بعدم موافقتهم على أحكام التكامل وعدم  كشف لخطة العمل المفصلة ألقى بظلاله على المستثمرين ما جعلهم يشعرون بنوعا من التشاؤم بشأن ما إذا كان يمكن تنفيذ خطة العمل المذكورة أم لا. كما إن تباطؤ الاقتصاد الصين هو أيضا محط اهتمام المستثمرين، حيث انخفضت صادراتها لشهر نوفمبر إلى أدنى مستوى لها منذ 2009، مما دفع البنك المركزي الصيني إلى خفض متطلباته نسبة الاحتياطي من 21.5% إلى 21% مع انخفاض أسعار العقار ومعدل التضخم إلى 4.5%.  
فإن فشل السياسيون الأوربيون لحل مشاكل الديون السيادية اليونانية والإيطالية  سيكون له أثر سلبي على قيمة اليورو الآن ومستقبليا وكذلك ديون الولايات المتحدة وعجز ميزانيتها رغم التوافق عليه له أيضا تأثير سلبي على الثقة في الدولار. فسوف نشاهد بعض البلدان تخفض صرف عملاتها موازيا لم يحدث في منطقة اليورو أما بتخفيضها أو برفعها مثل ما قام به "البنك الوطني السويسري" الأسبوع الماضي بتخفيض قيمة الفرانك السويسري من اجل البحث عن ملاذ آمن بشراء الذهب.
في نهاية المطاف من المحتمل أن يتسبب حل مشاكل الديون السيادية في رفع معدل التضخم مع انخفاض أسعار الفائدة وكذلك تخفيف القيود على السيولة النقدية.  فإذا ما أعلن "الاحتياطي الاتحادي الأمريكي" جولة ثالثة من التخفيف الكمي في 2012 أو إبقاء سعر الفائدة عند معدلها الحالي، فانه من المرجح أن تكون إيجابية بالنسبة للذهب.
كما إن احتمالية خروج أي بلد من الاتحاد الأوربي الجديد سيهدد وحدة النظام المالي والسياسي الأوربي وتتفاقم معه تعثر سداد الديون الأوربية وارتفاع معدل ألمخاطره، فإن التقلبات الحادة في الأسواق المالية وترابط أسعار السندات والأسهم مع أسعار صرف العملات يجعل المستثمرين يفضلون شراء الذهب. فانه من المتوقع أن يواصل اذهب ارتفاعاته في 2012 ، وحتى الآن مازال ذلك مرهونا بفترات المخاطرة وأساسيات أسواق الذهب التي تواجه  استجابة غير مرنة من جانب العرض وندرة الموارد التعدينية. وهذا ما أكده مجلس الذهب العالمي بأن متوسط إنتاج مناجم الذهب بلغ 2500 طن على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث يستغرق إنتاج الذهب الجديد في العادة من 5 إلى 10 سنوات، ما يجعل استجابة عرض الذهب غير مرنه لتغيرات في أسعار الذهب إلا بنسبة متدنية في مواجهه صافي الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية الأعلى في 2010 منذ أكثر من عقد من الزمن مع احتمالية إضافة 450 طن من الذهب إلى احيتاطياتها  لهذا العام.
لذا من المتوقع مع ارتفاع الطلب وشحه المعروض أن تواصل أسعار الذهب ارتفاعاتها إلى مستويات قد تصل إلى 2,000 -2200 دولار للأوقية في 2012. لذلك يرى معظم المحللين أن قرار الاستثمار في الذهب خلال السنتين القادمتين قرار له عائد استثماري مجزي في ظل  وجود أزمة الديون وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وعدم استقرار الأسواق المالية وتقلب صرف العملات الرئيسية، مما سيرفع من معدل مخاطرة  الاحتفاظ ببعض الأصول ذات التذبذب الكبير والغير آمنه مع احتمالية ارتفاع التضخم، ما سيرفع من سعر الذهب بنسبة كبيره في العام الجديد.

ليست هناك تعليقات:

الطلب على النفط.. يحدد الاستثمارات

  الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446هـ 17 يونيو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة صرّح هيثم الغيص، الأمين العام لأوبك، خلال معرض الطاقة العالمي...