«غياب التحفيز» جعل بعض المؤسسات تتوقف عن المبادرة
أخذ نسبة معينة من أي مشروع يُفيد في برامج المسؤولية الاجتماعية
الدمام، تحقيق - محمد سعد
أخفقت بعض شركات ومؤسسات القطاع الخاص في دعم برامج الشؤون الاجتماعية,
بسبب غياب التشريعات والانظمة التي تهتم بذلك، وكذلك عدم مبادرة تلك
الشركات في تقديم خدماتها الاجتماعية من جانب المسؤولية. وعلى الرغم من عقد
الملتقيات والندوات وأوراق العمل والبحوث التي تهدف إلى تفعيل المسؤولية
الاجتماعية للشركات في المملكة، إلاّ أنه حتى الآن لم تجد قبولاً وتجاوباً،
بينما برزت في الآونة الأخيرة عدد من التجارب الرائدة لبعض الشركات
والمؤسسات في هذا المجال، تتماشى مع توجهات الجهات المعنية في طرح برامج
تعنى بالرعاية والتدريب وتحقيق مبدأ الاستدامة والتطوير في الشراكة بين
المجتمع والقطاعات الخاصة، لكن هذه التجارب الناجحة لم تعمم على قطاع
الأعمال ككل؛ نظراً لغياب قانون ينظم ويحفّز القطاع الخاص، وغياب أغلب
المنشآت التجارية عن المبادرة والدعم. إن ما نلاحظه من غياب دور بعض
الشركات والمؤسسات عن برامج المسؤولية الاجتماعية، يُحتم إصدار قانون
يلزمها بذلك، مع وجود جهة تراقب العملية وتقننها، كما أنه من المهم الإفادة
من الشركات الأجنبية التي تعمل في المملكة، التي لديها التزام ونسبة
تستقطع سنوياً من ها كمساهمة منها في المسؤولية الاجتماعية، كما يبرز إلزام
الشركات والمؤسسات التي تحصل على عقود ومناقصات بمبالغ ضخمة بنسبة عن كل
مشروع يتم ترسيته عليها، واستخدامها في برامج خيرية أو تعليمية أو صحية.
ضعف المنافسة
وقال "د. فهد بن جمعة" -عضو مجلس الشورى-: إن غياب المنافسة بين الشركات
أسهم بشكل كبير في ضعف البرامج التي تقدم للمجتمع من جانب المسؤولية
الاجتماعية، وكذلك المشاركة في برامج الشؤون الاجتماعية، حيث أن الشركات
عند إقدامها على تقديم خدمة للمجتمع تسعى للانتشار والتسويق لاسمها
ومنتجاتها، وكذلك تبتكر كثير من الطرق والفنون في محاولة أن يرتبط المواطن
أو المستهلك بما تقدمه من خدمات اجتماعية بأسعار ورسوم رمزية، مستشهداً بما
هو معمول في كثير من الدول التي تحتدم فيها المنافسة بين البنوك، حيث
تُقدم تلك المصارف برامج اجتماعية للأحياء القديمة -مثلاً-، عن طريق تقديم
قروض بنسبة وفوائد قليلة لترميم المنازل وإعادة تأهيلها، مؤكداً أنها بذلك
قدمت خدمة للمجتمع وكسبت أيضاً ولاء و من طبقة لم تكن من ضمن خططها الحصول
على قروض. ناحية تسويقية
وأوضح "د. ابن جمعة" أن الشركات ترصد كثيرا من الأموال للترويج والتسويق عن
خدماتها بشكل مباشر وموجه للعميل، وغفلت عن أن المشاركة في برامج الشؤون
الاجتماعية تؤدي نفس الدور التسويقي وتلامس حاجة المستهلك، مُقللاً من جدوى
إصدار قانون يلزم الشركات بضرورة المشاركة في الخدمة الاجتماعية، معتبراً
أن ذلك يعود لمدى حاجة الشركة أو المنشأة في المشاركة الاجتماعية من ناحية
تسويقية، مبيناً أن كثيراً من الشركات الذكية -التي تمتلك إدارة من ضمن
هيكلها الإداري للخدمة الاجتماعية- تساهم في تقديم برامج مجتمعية تحت
إشرافها، مثل معاهد التدريب والتعليم ودعم للجمعيات الخيرية، وكذلك
المشاركة أيضاً في كثير من الأنشطة التوعوية مثل التقيد بأنظمة المرور
ومكافحة المخدرات، وغيرها من البرامج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق