4/29/2014

إرادة الملك عبدالله.. طاقة نظيفة ومتجددة

 
الثلاثاء 29 جمادى الاخرة 1435 هـ - 29 ابريل 2014م - العدد 16745

المقال

د. فهد محمد بن جمعة
    إن ذكرى البيعة التاسعة لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لها أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في استتباب الأمن والاستقرار المستدام الذي أصبح في زمننا سلعة نادرة، فكم من شعوب أرادت الحياة المستقرة فوقعت في المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار وحرمت من أبسط حقوقها التي ضمنها لها ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مما تسبب في تشتتها ومعاناتها المعيشية بعد أن تحولت بلدانها الغنية بالنفط إلى بلدان فقيرة في خدماتها ومعيشتها الاجتماعية. كما أن هناك بلداناً مستقرة سياسياً لكنها لم تستطع تعظيم منافعها الاقتصادية حتى إنها فقدت مكانتها العالمية ولم يعد يلتفت إليها العالم لحل مشاكله وفشلت في توفير البيئة الاقتصادية لمجتمعاتها حتى اصبح الأغلبية يعيشون عند خط الفقر.
أما نحن فبيعتنا الأولى قادتنا من غياهب الصحاري من رمالها إلى سواحلها ومن طقوسها القاسية إلى طقوس الرخاء ومن واحة الجوع والصراع إلى واحة الخير والازدهار ومن واحة الفرقه إلى واحة الوحدة في مدن تعج بالحركة والنشاط والحضرية، كثيرة إيجابياتها قليلة سلبياتها. فلولا بيعتنا ووحدتنا لما اكتشفنا النفط في عام 1933م وأنتجناه في عام 1938م «بئر الدمام رقم 7»، للتحول الصحراء القفرة على امتداد السنوات إلى صحراء الثروة يهتز لها الاقتصاد العالمي وتؤثر فيه سياسياً واقتصادياً «المقاطعة النفطية 1973م»، إنها نعمة الأمن والاستقرار التي مكنتنا من البحث والتنقيب عن النفط ولكن الأهم والسؤال المدهش ما الذي جعلنا نبحث عن الأفضل وننتج النفط في فتره كنا متأخرين في جميع المجالات؟ إنها إرادة الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه، ألا يجب علينا أن نفكر ملياً كيف تحولت تلك الصحراء من مرحلة النزاع إلى مرحلة الوحدة والاستقرار ومن مرحلة الفقر إلى مرحلة الثراء، ألا يجب علينا الوفاء والإخلاص لذاك الرجل العبقري والموحد الذي على يده تدفق النفط وتعززت الثروات الطبيعيه ليتم تمويل مشاريع تعليمنا وصحتنا وأمننا وخدماتنا، ألا يحق لنا أن نفتخر باستدامة بيعتنا المترابطة ايجابياً بأمننا وتقدم اقتصادنا وزيادة رفاهتنا الاجتماعي؟.
إن استمرار بيعتنا هو استمرار لتنميتنا الاقتصادية المستدامة ليواصل النفط تدفقه بطاقة انتاجية تصل إلى 12.5 مليون برميل يومياً باحتياطي يتجاوز 260 مليار برميل ويوازيه الغاز المصاحب والطبيعي الذي يبلغ انتاجه 10.7 مليارات قدم مكعب باحتياطي قدره 284.4 تريليون قدم مكعب. وأسأل كيف استطعنا أن نحافظ على انتاجية النفط والغاز واحتياطياتهما بل زيادتهما؟ وكيف نستطيع أن نتحول من الطاقة الناضبة إلى الطاقة النظيفة والمتجددة لضمان أمن طاقتنا واستمرارها وتعزيز قدراتنا الاقتصادية الآن ومستقبلياً من أجل الأجيال القادمة؟ إن هذا التحول من طاقة الندرة إلى طاقة الوفرة يحتاج إلى إرادة ملكية أخرى إلى رجل يشخص الحاضر ويستشعر المستقبل إلى رجل قائد يهمه مصلحة الفرد والأجيال قبل نفسه ويدع الأحداث تتكلم عن نفسها.
إن هذا الرجل القائد هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هكذا نقرأ الحقائق بدون شك منذ تولى ولاية الوطن في 1 أغسطس 2005، نعم لقد أدت إرادة الملك عبدالعزيز إلى الكشف عن نفطنا، وهذه إرادة الملك عبدالله تحول استخدامنا للطاقه الهيدروكربونية - الذي نستهلك منها أكثر من 4 ملايين برميل مكافئ يومياً وبنسبة نمو 7% سنوياً ما يهدد مستقبل صادراتنا النفطية - إلى استخدام الطاقة النظيفة «النووية» والمتجددة «الشمسية والرياح» من الآن وحتى حلول عام 2032م، وما إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة في أبريل 2010 ضمن استراتيجية قادمة ومشاريع تمويلها 109 مليارات دولار لإنشاء 16 مفاعلاً نووياً لإنتاج الطاقة الكهربائية، إلا حقيقة لا يمكن إنكارها، ومشاركة مدينة الملك عبدالعزيز لتقنية المعلومات في انتاج الطاقة الشمسية وإنشاء أول محطة لتحلية المياه في الخفجي تعمل بالطاقة الشمسية إلا شاهد آخر.
«الطاقة المتجددة.. مستقبلنا.. وإرادة ملكنا بدأتها».

ليست هناك تعليقات:

الطلب على النفط.. يحدد الاستثمارات

  الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446هـ 17 يونيو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة صرّح هيثم الغيص، الأمين العام لأوبك، خلال معرض الطاقة العالمي...