الثلاثاء 9 ربيع الأخر 1437 هـ - 19 يناير 2016م- العدد 17375
المقال
استمرت أسعار النفط في تراجعها إلى ما دون 30 دولارا، فزاد ذلك
أعداءنا فرحا وكأنها تتراجع لأول مرة، اعتقادا منهم ان اقتصادنا سوف ينهار
وأن المواطن سوف يتذمر ولكن ما حدث هو العكس تماما، لأن ملكنا سلمان قالها
بكل صدق وأمانة، الإنسان السعودي أساس التنمية ونحن هنا لزيادة رفاهيته
الاقتصادية والاجتماعية بدون تمييز، هكذا كلما زاد اقتصادنا تنوعا بعيدا عن
النفط، كلما زاد حقدهم وحسدهم علينا. هكذا يفسرون العجز في ميزانيتنا بأنه
أزمة اقتصادية لا سابق لها، ونحن نفسره بأنه توسع في الانفاق ودعم للتنمية
والعجز لم يعيبنا سابقا ولن يعيبنا لاحقا. وعندما قامت حكومتنا بإصلاحات
اقتصادية تهدف الى تنويع إيراداتها، فسروها بأنها أزمة مالية ونحن نفسرها
بأنها ايرادات مستدامة ورفعا لكفاءة انفاقها. وعندما اصدرت حكومتنا سندات
لسد جزء من عجزها عند مديونية عامة متدنية، فسروها بأنها أيضا أزمة مالية،
ونحن نفسرها بأنها أداة نقدية سليمة بل حكيمة للاستفادة من اسعار فائدة
متدنية.
وعندما خفضت حكومتنا دعمها للطاقة، سمتها صحفهم بأنها سياسة تقشفية ونحن
نسميها سياسة توسعية بإنفاق تقديري قيمته 840 مليار ريال وإصلاحا اقتصاديا
هيكليا على اساس تجاري ليكون اكثر كفاءة واقل هدرا. وعندما قررنا تعظيم
حصتنا السوقية النفطية، فسروها بأنها مؤامرة ولأهداف سياسية ونحن نفسرها
بأنها اهداف اقتصاديه بحتة بناء على عوامل سوقية من عرض وطلب، فلو تعاون
المنتجون من خارج الاوبك معنا على اسس اقتصادية لما انهارت الاسعار بل
استقرت وحقق الجميع عوائد مجزية دون الاضرار بالمستهلك. كما انهم فسروا
تمسكنا بحصتنا السوقيه تهديدا لمنتجي النفط الصخري، ونحن نقول لا يهمنا
النفط الصخري او الرملي، ما يهمنا اجمالي ما ينتج عالميا وتعاون المنتجين
خارج الأوبك، حفاظا على الاسعار وليس منتجا دون آخر.
وكلما زادت عزيمتنا وإصرارنا على تحول اقتصادنا النفطي الى اقتصاد غير
نفطي، بالتخصيص والاكتتاب العام وبمشاركة أكبر من القطاع الخاص من خلال
استقراء الماضي وتحليل الحاضر والتنبؤ بالمستقبل لصالح الاجيال الحاضرة
والقادمة، بدون ان نتدخل في شؤون الغير الداخليه، كلما زاد حقدهم على
اقتصادنا. فها نحن ننوع اقتصادنا من مصادر ناضبة الى مصادر مستدامة في سوق
مفتوحة تحركها "يد التوازن الخفية" بين عرض وطلب ليحصل المستهلك على افضل
السلع والخدمات بأسعار تنافسية، تحفز المستثمر وترفع كفاءة انتاجيته
باستخدام اكبر للتقنية والمعرفة، لتتحول مصادر الندرة الى مصادر للوفرة.
دعونا نسميها "محمدية" بأفكار تجاوزت "التاتشيرية" بقرارات حاسمة
وسريعة، انه تحول اقتصادي ومالي نحو مستقبل افضل، فليزدد أعداؤنا حسدا فانه
لا يهمنا، لأننا معنيون باقتصادنا وشعبنا بقرارات تمهد الطريق وتطبيقات
تزيدنا قوة اقتصادية وعوائد مالية دائمة. اننا نطبق نموذجا اصلاحيا
اقتصاديا واعدا وبدأنا من حيث انتهى الآخرون، إننا نتبنى فرضياتنا
وتقييماتنا لنقاط ضعفنا لنتجنبها ونقاط قوتنا لنستغلها نحو مزيد من الفرص
المتاحة وخلق فرص جديدة بمخاوف قليلة حاضرا ومستقبلا. إننا ندرك جيدا بأن
سياسات العقود الماضية لا تواكب المعطيات الاقتصادية الحالية ولا المتغيرات
المستقبلية، لذا أنشأنا مجلساً للشؤون الاقتصادية والتنمية لإعادة رسم
الخارطة الاقتصادية السعودية نحو مستقبل افضل نحو التخصيص واستغلال ما لم
يستغل بعد، بتسهيل الإجراءات وتذليل المعوقات وتعظيم كفاءة الإنتاجية
الاقتصادية.
وأخيراً، سوف يقول أعداؤنا غداً عندما تقترض حكومتنا محلياً ودولياً،
بأنها أصبحت مفلسة، بينما نقول لهم المفلس لا أحد يقرضه، بل إنها سياسات
نقدية تستغل الفرص المالية وتوازن السيولة النقدية الداخلية مع الخارجية في
بيئة آمنة ومستقرة سياسياً واقتصادياً. اللهم يا رب زدنا أمناً واستقراراً
واقتصاداً مستداماً وأكفنا شر الحاسدين.
رابط الخبر : http://www.alriyadh.com/1120561
هذا الخبر من موقع جريدة الرياض اليومية www.alriyadh.com
سجل معنا بالضغط هنا
المواطن السعودي العوبه لكل مطبل بل واعي ومدرك وقوفه مع
دولته بكل قوة حفظ الله خادم الحرمين وحكومته الرشيده وتبا لكل مطبل000