الجزيرة
ضعف الدولار ومسؤولية
ارتفاع أسعار النفط والتضخم! د. فهد محمد بن جمعة
الأربعاء الماضي سجل اليورو أعلى ارتفاع له أمام الدولار بعد أن خفض الاحتياطي الفدرالي الأمريكي معدل الفائدة بربع
نقطة مئوية إلى
(4.50) في المائة ما انعكس
إيجابياً على سعر برميل النفط الخفيف الأمريكي الذي اخترق حاجز 96 دولاراً
للبرميل في اليوم التالي. وبما أن تسعير النفط يتم بالدولار ومعظم عملات أعضاء أوبك مرتبطة بالدولار فإن ضعف الدولار سوف يكون له
انعكاسات سلبية على اقتصاديات دول الخليج خاصة وأوبك عامة.
لقد تغيرت الظروف الاقتصادية وتغير سلوك منظمة الأوبك
تبعاً، لذلك فلم يعد ارتفاع سعر النفط يؤثر بالحدة نفسها كما كان في السبعينات بعد
أن استوعبت كبرى اقتصاديات العالم آثاره ما جعل فرضية ارتفاع أسعار النفط أنها
سوف تحدث ركوداً اقتصادياً أو ترفع من نسبة التضخم المستورد في السعودية ودول
الخليج غير مقبولة عند مقارنتها بتأثير الدولار الهزل على عملاتها والذي لم يعد
يصمد في وجه العملات الأوربية. إن تلك الأسعار المرتفعة في قيمتها الإسمية أصبحت لا
تثير فزعاً في الأسواق العالمية بل إن البلدان المستهلكة أصبحت شبه مقتنعة
منها ولم تعد تتظلم بالقدر الذي شاهدناه في العقود الماضية إلا في نطاق سياسي
ضيق. إن أكبر شاهد على ذلك تصريح البيت الأبيض في يوم الجمعة الماضية بأن أسعار النفط مرتفعة جداً ولكنه قال سوف يستمر في تلقي طلباته من النفط ولن يستخدم مخزونه الإستراتيجي في وجه ارتفاع الأسعار ولن يدعو
الأوبك أن تزيد إنتاجها ما يدل على نوع من القناعة بأن
الأسعار الحالية تتناسب مع الظروف الاقتصادية والسياسية
القائمة وليس بحوزة الأوبك ما تقدمه لتلافي هذه الارتفاعات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق