الأخبار الإقتصادية ليوم الأحد 27 جمادى الأولى 1429 هـ الموافق 1 يونية 2008 م
تنبؤات قولدمان ساكس تضر
بمصالحنا
د/ فهد محمد بن جمعة
لقد أشارت واشنطن بوست التي
تتبعت توقعات قولدمان لفترة طويل إلى إنهم محظوظين هذه المرة بدلا من أن تكون
تنبؤاتهم جيده. إن توقعات قولدمان بان تصل أسعار النفط إلى 150- 200 دولار للبرميل
خلال السنتين القادمتين يخدم مصلحتها المرتبطة بمعاملاتها في عقود النفط المستقبلية
ويهدف إلى زيادة حدة المضاربة في البورصات العالمية وهذا ما حدث حيث تجاوزت الأسعار
الأسبوع الماضي 135 دولارا للبرميل بعد ما كانت عند 120 دولارا من اجل أن تعوض ما
خسرته في الأسواق الأمريكية. لاحظ أن السعر قد انخفض إلى 127 دولارا ثم عاد إلى 131
دولارا مع تعطل إنتاج نيجيريا أي إن السعر لم يواصل ارتفاعه مع قرب العطلة الصيفية
التي يزداد فيها استهلاك الوقود في الولايات الامريكية.إن المؤسف لما تغنت قولدمان
صفق لها محللينا حيث ذكر احدهما انه لا يشكك أن تصل الأسعار إلى 200 دولار للبرميل
ولكن ماذا بعدها؟ بل قال الآخر إن أسعار النفط سوف تصل 500 دولار للبرميل وانه
يتمنى أن يحدث ذلك. إن أسعار النفط قد ترتفع بشكل حاد في حالة الاضطرابات السياسية
المتعلقة بالنفط أو حدوث عطل في احد معامل الإنتاج الهامة في الدول المصدرة للنفط
كما حدث تاريخيا. لكن ما يتحدث عنه هؤلاء المحللون بعيدا عن الواقع وكأنهم يفترضون
أن جميع العوامل الأخرى ثابتة وان المحدد لأسعار النفط فقط هي عوامل الطلب والعرض
في الأسواق العالمية, متجاهلين أن أسعار النفط تعني الاستقرار السياسي والاقتصادي
والاجتماعي في دول الأوبك وخاصة الخليجية ولم يفرقوا بين من يملك اكبر إنتاج
واحتياطي نفطي في العالم ومن إنتاجه بدأت تتقلص ويعتمد على احتياطي نفطي متدن. أنا
لا اعترض على من يريد أن يتنبأ بأسعار النفط أو غيرها ولكن اعترض على تحليل بعض
محللينا الذين نتوقع منهم أن يدافعوا عن مصالحنا فهل يا ترى سعر 200 دولار يخدم
مصلحتنا؟ بالتأكيد لا فبدائل الطاقة متوافرة رغم تميز النفط عليها في الإنتاج
والفعالية والتكاليف ولكن هذه الأسعار المرتفعة تجعل استخدام البدائل ذات التكلفة
المرتفعة ممكنا حتى النفط الحجري الذي تمتلك الولايات الامريكية منه أكثر من 1.5
تريليون برميل حيث إن تكلفته تتراوح بين 30 دولارا إلى 97 دولارا للبرميل وهناك
تقارير أخرى تشير إلى أن تكلفة إنتاجه قد تصل إلى 15 دولارا. ناهيك عن الاختيارات
الأخرى التي تدعمها بعض الدول الصناعية مثل زيادة إنتاج الوقود الحيوي لكي يتم
ممارسه بعض الضغوط على دول الأوبك من خلال قله المعروض من الحبوب في العالم نتيجة
لارتفاع أسعار النفط. إن ارتفاع قيمة الدولار هذه الأيام يؤكد على عودته مرة ثانية
فان أفضل الأسعار تكون في نطاق 90 دولارا للبرميل حتى لا نؤيد الذين يعتقدون إن
الأوبك منظمة احتكارية وحسم القرار بإيجاد البديل مهما كانت أسعار النفط مع تعويض
تلك الارتفاعات بزيادة أسعار السلع والخدمات المستوردة ليكون التأثير
متبادلا.
بمصالحنا
د/ فهد محمد بن جمعة
لقد أشارت واشنطن بوست التي
تتبعت توقعات قولدمان لفترة طويل إلى إنهم محظوظين هذه المرة بدلا من أن تكون
تنبؤاتهم جيده. إن توقعات قولدمان بان تصل أسعار النفط إلى 150- 200 دولار للبرميل
خلال السنتين القادمتين يخدم مصلحتها المرتبطة بمعاملاتها في عقود النفط المستقبلية
ويهدف إلى زيادة حدة المضاربة في البورصات العالمية وهذا ما حدث حيث تجاوزت الأسعار
الأسبوع الماضي 135 دولارا للبرميل بعد ما كانت عند 120 دولارا من اجل أن تعوض ما
خسرته في الأسواق الأمريكية. لاحظ أن السعر قد انخفض إلى 127 دولارا ثم عاد إلى 131
دولارا مع تعطل إنتاج نيجيريا أي إن السعر لم يواصل ارتفاعه مع قرب العطلة الصيفية
التي يزداد فيها استهلاك الوقود في الولايات الامريكية.إن المؤسف لما تغنت قولدمان
صفق لها محللينا حيث ذكر احدهما انه لا يشكك أن تصل الأسعار إلى 200 دولار للبرميل
ولكن ماذا بعدها؟ بل قال الآخر إن أسعار النفط سوف تصل 500 دولار للبرميل وانه
يتمنى أن يحدث ذلك. إن أسعار النفط قد ترتفع بشكل حاد في حالة الاضطرابات السياسية
المتعلقة بالنفط أو حدوث عطل في احد معامل الإنتاج الهامة في الدول المصدرة للنفط
كما حدث تاريخيا. لكن ما يتحدث عنه هؤلاء المحللون بعيدا عن الواقع وكأنهم يفترضون
أن جميع العوامل الأخرى ثابتة وان المحدد لأسعار النفط فقط هي عوامل الطلب والعرض
في الأسواق العالمية, متجاهلين أن أسعار النفط تعني الاستقرار السياسي والاقتصادي
والاجتماعي في دول الأوبك وخاصة الخليجية ولم يفرقوا بين من يملك اكبر إنتاج
واحتياطي نفطي في العالم ومن إنتاجه بدأت تتقلص ويعتمد على احتياطي نفطي متدن. أنا
لا اعترض على من يريد أن يتنبأ بأسعار النفط أو غيرها ولكن اعترض على تحليل بعض
محللينا الذين نتوقع منهم أن يدافعوا عن مصالحنا فهل يا ترى سعر 200 دولار يخدم
مصلحتنا؟ بالتأكيد لا فبدائل الطاقة متوافرة رغم تميز النفط عليها في الإنتاج
والفعالية والتكاليف ولكن هذه الأسعار المرتفعة تجعل استخدام البدائل ذات التكلفة
المرتفعة ممكنا حتى النفط الحجري الذي تمتلك الولايات الامريكية منه أكثر من 1.5
تريليون برميل حيث إن تكلفته تتراوح بين 30 دولارا إلى 97 دولارا للبرميل وهناك
تقارير أخرى تشير إلى أن تكلفة إنتاجه قد تصل إلى 15 دولارا. ناهيك عن الاختيارات
الأخرى التي تدعمها بعض الدول الصناعية مثل زيادة إنتاج الوقود الحيوي لكي يتم
ممارسه بعض الضغوط على دول الأوبك من خلال قله المعروض من الحبوب في العالم نتيجة
لارتفاع أسعار النفط. إن ارتفاع قيمة الدولار هذه الأيام يؤكد على عودته مرة ثانية
فان أفضل الأسعار تكون في نطاق 90 دولارا للبرميل حتى لا نؤيد الذين يعتقدون إن
الأوبك منظمة احتكارية وحسم القرار بإيجاد البديل مهما كانت أسعار النفط مع تعويض
تلك الارتفاعات بزيادة أسعار السلع والخدمات المستوردة ليكون التأثير
متبادلا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق