8/08/2011

هل لديك خطة استثمارية في سوق الأسهم (1 من 2)؟

إعداد: د/ فهد محمد بن جمعه
كاتب اقتصادي وإقليمي                                               عدد الكلمات: 882
التاريخ:  18-11 –2006

هل لديك خطة استثمارية  في سوق الأسهم (1 من 2)؟
أعجبني كتاب "ديفد راي" بعنوان " 25  أخطاء غبية لا تريد أن تعملها, 2001" انه فعلا كتابا رائع يجسد لنا الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها معظم المضاربين والمستثمرين في سوق الأسهم السعودية و ما أشبه أخطاء الغير لأخطائنا, ونحن نمر بتجارب أسواق  الأوراق المالية التي نضجت أسواقها عالميا منذ عقود طويلة لنتعلم من عثراتها والفجوات الصاعدة والهابطة التي تعرضت لها وكيف تعاملت معها وجعلتها أسواقا أكثر تنظيما واتزاننا منذ نشوئها وحتى نضوجها في تفاعل مع العوامل الاقتصادية والسياسية في تلك البلدان والعالم ككل بعد أن أصبح هذا العالم كرة واحده تربطه منظمات تجاريه واقتصاديه يؤثر بعضها في البعض الأخر. فإن أعظم خطأ يرتكبه معظم الراغبين في شراء الأسهم انه لا يوجد لديهم أي خطة استثماريه وإنما يعتمدون على عاملي الوقت والربح السريع  من اجل تحقيق أرباحا غير عاديه وهذا ما أوقعهم في مصيدة الاستثمار الخاطئ الذي أرغمهم على الخروج أو البقاء في السوق لمده أطول أملا في تعويض خسائرهم ولكنهم فعلا يخسرون في النهاية وفي ظروف غامضة. إن عليك أن تقرأ شيئا مما كتبه "ديفد" وهو الكاتب في وول استريت جيرنل وبارنيز للاستثمارات والأعمال اليومية ومؤلف العديد من الكتب ومدرس في عدد من الدورات والكليات و يتمتع بمعرفه وخبره كبيره في الأسواق المالية عن  أخطاء تكررت في الأسواق الناضجة والأفضل تنظيما من أسواقنا التي تنتشر فيها تلك الخطاء بشكلا عشوائيا. نحن نسمع الكثير من المحللين يقولون إن معظم المضاربين ليس لديهم الوعي الاستثماري ولا حتى يحاولون فهم مكونات السوق وهذا ما هو حاصل لدينا حتى ولو أدعا بعضنا انه يعرف كل شي في السوق فأنهم أيضا مخطئون لأن عليهم أن يتعلموا كيف يجيدون لعبة الأسهم. انه من السهل أن تملك أصولا في شركة ما بمجرد شرائك لبعض أسهمها من خلال بنكك أو الانترنت ولكن يصعب عليك أن تأخذ بعض الوقت وتحلل نقاط القوه والضعف لاستثماراتك سواء كنت ترغب في شراء أسهم أو غيرها. وكما قال "بيتر لينش" ذو اسمعه الشهيرة انه لا يدعي انه يعرف كل شي لأنه ادعاء يجعله غبيا فهل نحن أغبياء عندما لا نستمع للمحللين ونقرأ الاقتصاد و السوق قراءة صحيحة بدلا من المهاترة والجدل العميق وتوجيه الاتهامات يمينا وشمالا وإلقاء ألوم على هؤلاء المحللين أو الجهات الأخرى لأننا فشلنا وخسرنا في مكان ما.
 أيها المساهم لا تخلط بين فتره العام الماضي أو حتى ما قبل 25 فبراير ولا تخلط بين الاكتتاب الماضي والحالي ولا بين بعد وقبل تطبيق حوكمة الشركات وما قد تتركه تداعيات كفاءة السوق من أثار على السوق قد يجهلها الكثير في ظل تغير سلوك المتداولين الذي سوف يغير لعبة الدخول والخروج من السوق وانتقاء الأسهم في أي لحظة ما. انك في أمس الحاجة أكثر من قبل إلى خطه استثماريه تحتوي على أفكارك وتعمل على اربط بينها وبين واقع استثماراتك في شكلا تنظيمي يمكن تحديثه, و تحتاج إلى قواعد أساسيه تعتمد عليها في الوصول إلى أهدافك المفضلة سواء كنت مستثمرا بسيطا أو كبيرا. ولا تكرر الخطأ مرة ثانيه باعتقادك إن عدم امتلاكك لملايين الريالات يلغي حاجتك إلى خطه استثماريه مكتوبة. تذكر إن المتغيرات ألاقتصاديه تتغير بتغير الظروف فانك تحتاج إلى فهم المؤشرات ألاقتصاديه مثل: معدل التضخم, معدل البطالة, سعر الفائدة حتى ترى المستقبل بنظره واعية ومتفتحة تستطيع من خلالها تقليص معدل الخطر على استثماراتك بينما تستطيع أن تعظم العائد عليها. إن تنويع محفظتك الاستثمارية من أسهم الشركات ذات العوائد والنمو المستمر إلا استراتيجيه عادة لن تندم عليها عندما يصبح السوق في حاله من التذبذب والقلق وترى أسهم الشركات الضعيفة تغرق في قاع السوق.إن الاستثمار الجيد هو الذي يتم ترجمته في السوق من خلال خطه استثماريه مدروسة بكل عناية وحرص وليس فقط بناءا على استشاره قدمها لك سمسارا مع الزهور, فأنت الذي تعرف ألخطه الأفضل لك ولكن عليك أن تبذل قصارى جهدك في البحث والدراسة والتعلم بقدر ما تستطيع ويمكنك من عمل تلك ألخطه بكل جهد وفعالية لأنها الطريق الذي يمهد لك النجاح في سوق الأسهم. 

إن هذا الكاتب الذكي يريد أن يعلمنا كيف نكتب ألخطه وليس حفظها عن غيب كما تعودنا في مدارسنا وجامعاتنا بان نحفظ ولا نفكر ولا تحلل حتى امسكنا بمؤخرة التعليم عالميا,هنا يعلمنا "ديفد" بان ألخطه أسهله والمناسبة لنا  هي التي  تشتمل على ثمانية قواعد هامه كما يلي:

أولا افهم لعبة الأسهم: اعرف حجم المبلغ الذي تريد استثماره في السوق حتى تصبح مليونير في المستقبل لأنك لا تستطيع أن تصبح غنيا في سوق الأسهم بمجرد استثمارك مبلغا مالي ضئيل بل تحتاج إلى مبلغا مجزيا تستثمره طول عمرك العملي حتى عمر التقاعد (65 سنه) فكلما زاد عمرك عند دخولك إلى السوق كلما زاد المبلغ المفروض أن تستثمره تبعا لعدد السنوات المتبقية من عمر التقاعد. فإذا ما كتبت خطتك الاستثمارية التي تهدف من وراءها أن تحصل على مليون (1) ريال في نهاية عمرك التقاعدي وإذا ما فرضنا إن معدل العائد هو 11% سنويا  و عمرك  حينئذ 19 عاما فانك تحتاج إلى استثمار 1000 ريال سنويا ولكن إذا ما كان عمرك 40 عاما فانك تحتاج لمبلغ 10000 ريال سنويا لتحقق ذلك. انظر إلى أهميه خطة الاستثمار وكيف تتناسب خطتك مع عمرك حتى سن التقاعد انه فعلا الاستثمار الحقيقي الذي لا بد لكل مستثمر صغير أن يبحث عنه. إن فهمك لخطتك الاستثمارية أمرا في غاية الأهمية فهو يحدد فشلك من نجاحك فعليك أن تعرف قدرتك المالية على سرعة تسبيل ما تمتلكه من أصول عند الحاجة, وان يكون عندك هامش أمان يسمح لك باسترداد اكبر قدرا من رأسمالك عندما تتدهور ظروف السوق وترغب في الخروج, وان تعرف معدل العائد الذي سوف تحصل عليه. لأنه من طبيعة المستثمر أن يتوقع أن يحصل على الكثير وبأسرع وقت ممكن ما قد يفقده صوابه و يعرضه إلى معدل مرتفع من المخاطرة ثم الخسارة.

ليست هناك تعليقات:

الطلب على النفط.. يحدد الاستثمارات

  الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446هـ 17 يونيو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة صرّح هيثم الغيص، الأمين العام لأوبك، خلال معرض الطاقة العالمي...