د. فهد محمد بن جمعه
إن تحليل انتقال الأموال السعودية إلى البحرين من احل إنفاقها على وسائل الترفيه من سينما والنوادي والتسوق يجعلنا نتساءل لماذا لا نعمل على بقاء هذه الأموال داخل الاقتصاد السعودي؟ إذا ما كان السعوديين يقطعون مسافة 30 كم إلى البحرين من اجل الترفيه عن أنفسهم وإفراد عائلاتهم فلماذا لا نوفر تلك الوسائل داخل بلدنا؟ هنا لا يختلف إلا فقط المكان وان المستهلكون فهم سعوديين الذي يخسرهم الاقتصاد السعودي كل يوم وكل عام. إن تحليل نموذج المدخلات والمخرجات يوضح لنا بشكل نظري مدى تأثير مضاعف السياحة (Tourism multiplier effect) لهؤلاء السائحين السعوديين على قطاع السياحة البحرينية والاقتصاد ككل, فأن إنفاق السعودي 30 ريال على تذكرة السينما سوف يكون له مضاعف يرفع من أداء القطاع السياحي من فنادق ومطاعم قد يبلغ المضاعف 300 ريال ما يؤدي إلى انتعاش قطاع الخدمات بشكل خاص والقطاعات الأخرى بشكل عام ويعزز إجمالي الأنشطة ألاقتصاديه.
فقد ارتفع نسبة أنفاق السعوديين على السياحة البحرينية من 2.250 مليار ريال في 2000م إلى 3 مليار ريال في 2006 وحسب تقديراتنا أن يبلغ إنفاق السعوديين 4.7 مليار ريال و 5.8 مليار ريال في 2009م و 2010م على التوالي بناء على معدل النمو المتصاعد، حيث إن نسبة السياح السعوديين من مجمل السياح لمملكة البحرين تقريبا 60 بالمائة.
فبناء على أخر الإحصائيات التي صدرت من الجهاز المركزي المعلومات بالبحرين فقد زار البحرين في النصف الأول من 2007 قرابة 4.8 مليون سائح، ويتوقع أن تزداد السياحة أكثر وأكثر. فمن المتوقع أن يصل عدد السائحين في عام 2007م إلى 9.6 مليون سائح أي إن نصيب السعوديين منها 5.75 سائح سائح في 2007م، فان من المتوقع أن يبلغ عدد السائحين السعوديين في 7 مليون و 7.7 مليون سائح في 2009 و 2010م على التوالي. إن هذا النمو في أعداد السائحين السعوديين يتزايد مع محاولة البحرين جذب المزيد من السعوديين وان تصبح مركز الجاذبية للسعوديين منتهزة غياب دور السينما والنوادي الترفيهية في السعودية من خلال إنشاء مشاريع سياحية بقيمة تزيد عن 5.250 مليار ريال في 2008م واستمرار في بناء المزيد من مراكز الترفيه المتلائمة مع طبيعة العائلات السعودية. فقد أعلنت شركة البحرين للسينما عن افتتاح مجمع سينمائي آخر في مجمع سيتي سنتر في ضاحية السيف بكلفة إجمالية تصــــــــــل إلى 6 مليون دينار بحريني في 2008، وهو يعتبر أكبر مجمع سينمائي في منطقة الشرق الأوسط، على الإطلاق حيث ستحتل صالات العرض مساحة 8000 متر مربع تتسع لحوالي 4200 مقعد بمواصفات عالية الجودة التي ستوفر القمة في الراحة التامة أثناء المشاهدة، إضافة إلى أنه يحتوي على صالة خاصة للشخصيات المهمة بحيث تحتوي على أفخر أنواع الكراسي المخصصة لهذا النوع من الصالات مع تميز هذه الصالة بتوفير خدمة توصيل طلبات الزبائن إلى مقاعدهم. علماً أن شركة البحرين للسينما تملك وتدير 24 صالة عرض سينمائية في مملكة البحرين تشمل على 16 صالة عرض في مجمع السيف وأربع صالات عرض في مجمع سينما سار وصالتين في مجمع سينما الجزيرة بالمحرق، وصالة في سينما أوال وصالة في سينما الحمراء.
ويلعب جسر الملك فهد الذي تم افتتاحه في 1986م ومن المفروض أن تتم توسعته هذا العام دورا هام في تنشيط الحركة السياحية البحرينية حيث يشهد الجسر وبشكل يومي دخول 45 ألف مسافر يومياً ويحتل السعوديين المرتبة الأول. إن تدفق السعوديين على مملكة البحرين وذلك لصالح الاقتصادي البحريني وعلى حساب قطاع التجزئة والخدمات في السعودية وخاصة المنطقة الشرقية التي تفقد العديد من العملاء سواء كان خلال أيام الأسبوع أو في عطلة نهاية الأسبوع. فقد أوضحت إحصائيات لمؤسسة العامة لجسر الملك فهد في 2007م إن عدد السعوديين الذين قدموا إلى مملكة البحرين خلال أيام أول وثاني وثالث عيد الأضحى المبارك وحدها يقارب من 250 ألف سائح. أما في أيام عيد الفطر 2009م تشير توقعات الإدارة العامة لجسر الملك فهد إلى عبور 90 ألف سيارة في اليوم، حيث تجتذب صالات السينمائية العائلات السعودية بمختلف شرائحها، وفي حين تسجل الأيام العادية عبور 50.000 شخص في اليوم ستسجل أيام العيد أرقاما قياسية في أعداد العابرين عبر جسر الملك فهد، قد تفوق الـ 200 ألف مسافر في اليوم. كما تشير أحدث إحصائيات حصلت عليها وكالة أنباء البحرين من إدارة شئون السياحة إلى أن إشغالات الفنادق من قبل العائلات الخليجية عامة والسعودية على وجه الخصوص زادت بنسبه تراوحت ما بين 10 و 15 بالمائة في 2007 ،إذ وصلت نسبة الإشغال في عدة فنادق إلى 100 بالمائة في الوقت الذي شهدت فيه المملكة نموا خلال عام 2007 في عدد الفنادق بعد افتتاح فندقين جديدين بالإضافة إلى العديد من مشاريع الشقق الفندقية حيث وصل عدد الفنادق في المملكة إلى 106 فندقا.
أن زيادة نسبة إشغال الفندق من قبل العائلات السعودية خاصة في فصل الصيف ونزايد طلبهم على المنتجعات نظرا لتوافر عوامل الجذب السياحي المتمثلة في الواجهة البحرية يحفز البحرين على إقامة المزيد من المنتجعات البحرين في البحرين لجذب المزيد من السائحين إلى المملكة. هكذا
أرجعت شؤون السياحة البحرينية ذلك النمو المطرد في تدفقات العائلات السعودية خلال فترة الفعاليات الفنية والترفيهية التي تشهدها المملكة مثل إقامة الحفلات الغنائية الساهرة والمهرجانات و توفر وسائل الترفيه التي يفتقدها السعوديين في بلدهم.
أرجعت شؤون السياحة البحرينية ذلك النمو المطرد في تدفقات العائلات السعودية خلال فترة الفعاليات الفنية والترفيهية التي تشهدها المملكة مثل إقامة الحفلات الغنائية الساهرة والمهرجانات و توفر وسائل الترفيه التي يفتقدها السعوديين في بلدهم.
هل نحن نطبق نموذج المدخلات والمخرجات في اقتصادنا عد نعيد صياغة استراتيجيات السياحة ونقيم كم يخسر الاقتصاد السعودي بسبب عدم توفر وسائل الترفيه المشابهة في بلدنا وعلى الطرف الأخر من ساحل الخليجي العربي. إن الاقتصاد السعودي يخسر وكل ما تعنتما في أنظمتنا السياحية كلما خسرت هذه الصناعة الكبر وأصبح مضاعفها سلبي على أداء الاقتصاد بشكل عام.

![]() جدل حول إقامة فيلم لمناحي عبر السينما(أرشيف) |

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق