12/06/2010

حماية المستهلك مصيرها الفشل

الأثنين 13 بيع الاخر 1431هـ - 29مارس 2010م - العدد 15253

المقال

د. فهد بن جمعة*
    يبدو أن جمعية حماية المستهلك السعودية سوف تفشل قبل أن تبدأ من خلال أفكارها وأساليبها وطرقها الافتراضية التي تروج لها في الإعلام وكأنها سيف مسلط على رؤوس التجار، اعتقادا منها انها قادرة على كبح جماح ارتفاع أسعار السلع والخدمات، ما مهد الطريق أمام قضيه محتمل حدوثها بينها وبين التجار والجهات الحكومية الأخرى. فقد تم إيهام المستهلك وتشويه سمعة التجار على أنهم جشعين احتكاريين يثبتون الأسعار في الأسواق، وكأنها لا تفقه شيئا في علم التسويق والمنافسة المكانية ولا حتى في الاقتصاد الصناعي الذي يركز على السلوك الاحتكاري سواء كان ذلك من محتكر واحد أو من القلة، متجاهلة الأسس التي تقوم عليها حماية المستهلك في البلدان المتقدمة وذات الاقتصاديات الحرة التي لا تتدخل الدولة في ميكانيكية السوق إلا في نطاق ضيق وعند فشله، لكي يتم تقديم أفضل السلع والخدمات جودةً للمستهلك وبأسعار تنافسية في الأجلين القريب والبعيد مع استمرارية تقليص الفجوة بين المعروض والمطلوب ما يحد من تقلبات الأسعار ويرفع من مرونتها.
واهمس في إذن كل مستهلك سعودي بنسبة للأسعار وليس الغش التجاري فهما أمران مختلفان، إن من يحميك من ارتفاع الأسعار هو أنت فلا تكن ضعيفاً ولا تنتظر المساعدة من غيرك، هل تعرف سلعة أو خدمة ما هذه الأيام لا يوجد لها بديل؟ بالتأكيد لا ما عدا الإيجارات الني أنهكت عاتق كل مستأجر وأدت إلى ارتفاع معدل التضخم، هل سمعت حماية المستهلك تتكلم عن ارتفاع الإيجارات؟ طبعا لا فهي تغض النظر عنها وهذا تناقض لأن الإيجارات العامل الأساسي في رفع أسعار السلع والخدمات في المحلات التجارية ثم تقليص فائض المستهلك. وعندما تتكلم حماية المستهلك عن مقارنه الأسعار تتجاهل التفاوت في التكاليف المتغيرة والأخرى التي تعادل أضعاف التكلفة الأصلية للمنتج وكذلك التكلفة الثابتة التي تبقى مرتفعه ما دام قيمة عدد المنتجات المباعة أو الخدمات دون النقطة التي تبدأ فيها التكاليف الثابتة تتناقص بشكل كبير، ما يحقق للمنشأة نوعاً من حجم الاقتصاديات الكبيرة.
إن تعويل المستهلك على حماية المستهلك في ضبط الأسعار المصطلح المستهلك لن يتحقق أبدا، لكن ماذا تستطيع حماية المستهلك فعله اتجاه ارتفاع الأسعار؟ توعية المستهلك بشكل مستمر عن البدائل المتاحة من سلع وخدمات، أفضل الأسعار في الأسواق بصفه دورية، التعاون مع الجهات الأخرى لتأسيس مؤشر لتركز (الاحتكار) يحدد نسبه التركز المسموح بها في السوق من اجل تشجيع المنافسة ومقاضاة الشركة المخالفة. كفى تشويه صورة التجار أبناء هذا البلد وما قد يؤدي ذلك إلى تدن في جودة السلع والخدمات ونقص في المعروض ما سوف يقود الى ارتفاع الأسعار بدلا من انخفاضها، هل لاحظت ذلك؟ إنها أسعار قد تكون متدنية ولكنها بدون جودة، حيث يعتقد المستهلك أنها اقل ولكنها أعلى بناء على تكاليفها. لذا يكون وعي المستهلك وخلق المنافسة هما العاملان القادران على زيادة فائض المستهلك من ناحية الجودة والأسعار. فحماية المستهلك لها عقود في وزارة التجارة وتحاول دائما أن تتعامل مع الواقع لأنها تتفهم طبيعة السوق والانعكاسات السلبية في الأجل المتوسط والطويل وما قد يتولد من ممارسه الضغوط على التجار نقص في المعروض ثم ارتفاع الأسعار بشكل حاد وارتفاع معدل البطالة نتيجة تناقص الأنشطة التجارية وتعطيل النمو الاقتصادي، ما يقود الى كارثة لا تحمد عقباها.
*عضو جمعية اقتصاديات الطاقة الدولية
* عضو الجمعية المالية الأمريكية
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الرياض" الإلكتروني ولا تتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر، وللإبلاغ عن أي تعليق مخالف يرجى الضغط على زر "التنبيه" أسفل كل تعليق

عدد التعليقات : 24
(جديد) ترتيب التعليقات : الأحدث أولا , الأقدم أولا , حسب التقييم
عفواً تقييم التعليقات متاحة للأعضاء فقط...
سجل معنا بالضغط هنا
  • 1
    هي جمعية..شكلية اكثر منها ميدانية
    والاكيد مع الخيل ياشقرا
    المهم نظهر الاهتمام بالمستهلك في صورة نظامية...طبعا شكلية ليس الا
  • 2
    مع أحترامي لسعادة الدكتور..!!
    لماذا هذا التهجم على الجمعية وهي لن تعمل شيء أبداً بل لم تحرك ساكناً لا في كبح جماح الأسعار ولا إجاد البديل كما تطلب منا أن نبحث عنه...!!
    فاستغرب أنك تجلد في ميّت، ومعلوم حكم جلد الميت..!!
    أبو مشاري (زائر)
    UP0DOWN
    05:56 صباحاً 2010/03/29
  • 3
    السكر وش البديل الحديد وش البديل الاسمنت وش البديل سلوك الكهرب وش البديل...خوفي انك تويجر
    سعد الوحداني (زائر)
    UP2DOWN
    06:13 صباحاً 2010/03/29
  • 4
    الإيجارات الني أنهكت عاتق كل مستأجر وأدت إلى ارتفاع معدل التضخم، هل سمعت حماية المستهلك تتكلم عن ارتفاع الإيجارات؟ طبعا لا فهي تغض النظر عنها وهذا تناقض لأن الإيجارات العامل الأساسي في رفع أسعار السلع والخدمات في المحلات التجارية ثم تقليص فائض المستهلك.
    سام (زائر)
    UP1DOWN
    06:36 صباحاً 2010/03/29
  • 5
    أشكر الدكتور فهد على الموضوع، وأعتقد أن جمعية حماية المستهلك من وجهة نظري تفترض سلفا أن :
    1/ المستهلك جاهل وغبي جدا.
    2/ التاجر متهم جدا بالغش والجشع.
    صالح (زائر)
    UP0DOWN
    06:47 صباحاً 2010/03/29
  • 6
    بدل ماتقف مع هيئة حماية المستهلك وتساندهم فى مشروعهم , تقوم بنوير الجشعين من التجار كيف ينتقمون من المستهلك. عجبى من امثالك...
    عبدالعزيز بن عبدالله (زائر)
    UP2DOWN
    08:04 صباحاً 2010/03/29
  • 7
    لي تعليقات عديدة كوني عملت مع الاتحاد الأوروبي بتعديلات قانون حماية المستهلك في سورية 2008،
    1) الحماية يجب أن لاتقتصر على السعرية منها فقط، هنالك عوامل أخرى (الجودة مثلا ً).
    2) جمعيات حماية المستهلك ليست الوحيدة المنوط بها تحقيق المظلة فوق رأس المستهلك..هنالك الجمارك، وزارة الاقتصاد، دوائر المواصفات ومخابر الجودة، وقبل كل شيء المستهلك نفسه..
    وللحديث صلة
    د.سعد بساطة/ استشاري أعمال- حلب
  • 8
    كلام جميل و لكن من المنصف أن نقول أن التجار بشكل عام فيهم جشع ماله حدود و لك في السلع المدعومة من الحكومة دليلا" و ايضا" الموانئ إنخفضت قيمة الإيجار فيها و لم ينخفض السعر للسلع و خصوصا" الإستهلاكية و الغذائية...فهنا لم يحالف التوفيق فيما ذكرت...
    و لكي اكون منصف فهنا ذكرت (( هل سمعت حماية المستهلك تتكلم عن ارتفاع الإيجارات؟ ))
    و هذا موضوع مفصلي حقيقي يحتاج وقفة من الدولة تجاه التجار و طريقة تعاملهم مع المستهلك...
  • 9
    ما دام التاجر صابه الجشع والطمع على ابناء بلده فليس فهو من شوه سمعته وليس غيره وهذا حال التجار في السعوديه جشع وطمع ولا همه مصلحة بلده ولا مصالح المواطنين اذاً لماذا تدافع عن سمعته
    abomohamd (زائر)
    UP0DOWN
    09:30 صباحاً 2010/03/29
  • 10
    يعلم الله أن حماية المستهلك أيام زمام في وزارة التجارة لم ولن تؤدي رسالتها وكذلك حماية المستهلك حاليا. السبب أنه لم يتم وضع منهجية عمل تفيد وتلبي متطلبات المستهلك. إرتفاع الأسعار ليس قضية مقابل الخدمة أو البضاعة أو العين المراد الإستفادة منها من لا يهتم بأمر المسلمين ليس منهم وطرق الإهتمام واضحة
    سعيد عبدالرحمن ابو عبدالله (زائر)
    UP0DOWN
    09:36 صباحاً 2010/03/29
  • 11
    شور نت اختلف معاك وبقوه..نحن للاسف نعيش ثوره جشع التجار السعودييين وبالله ايش المنافسه اللي تحكي عنها اللي نعرفوه تنافس في حدود المعقول مش اللامعقول وبعدين الحل بنظرك بعد طرح هالقضيه الكبيره انو على حمايه المستهلك ترشيد المستهلك للسلع البديله :S , باختصار من امن العقوبه اساء الادب
  • 12
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الغلاء هو نفسه في جميع البلاد العربية والاسلامية السبب عدم تناسب الدخل مع المصروف ولعل فرنسا وجدة حل وسط باعطاء التجار فترة لرفع اسعارهم ثم ترفع الدولة دخل المواطن وللحديث بقية
    طارقالحواصلي (زائر)
    UP0DOWN
    10:22 صباحاً 2010/03/29
  • 13
    قف؟ فيما يخص جانب المستهلك فأنت تنفخ في قربه مقطوعه انت تتحدث الى (الموستهلك) السعودي وليس للمستهلك الاجنبي صاحب الثقافات المتعددة التي اكتسبها من مناهج تعليميه (محترمه)وحياة اجتماعيه تآزريه و قد يعتقد( الموستهلك) ان البحث عن بدائل لسلع التجار تدخله النار لانه تعلم ان الاعتراض الجماعي اثم وعدوان
    واقعي ومنطقي (زائر)
    UP0DOWN
    10:24 صباحاً 2010/03/29
  • 14
    اناء اقول من بدايتهاء المفروض يسكرونهاء لانهاء مالها فايده في هذا الزمن 0والتجار مير ماضنيت يبي يردون عليهاء اصلاً التجار كلواحد يحط السعر الي يبية بدون حسيب ولارقيب 00الحين لوتروح تشتري السكر مثلاً تلقاه عند البقاله بسعر وعند البقاله الثانيه بسعر ****
    0000000000000000000000والمفروض ان الدوله تتبع نضام الجمعيات في الاحياء ويريحون المواطنين من جشع التجار الي مايشبعون ابد وبذالك تكون الفايدة للدوله والمواطن 00
  • 15
    جيتك ياعبدالمعين تعين
    اي بدائل للحديد الصيني والتركي اغلي من الوطني والوطني سعره ثابت ولكن مافيش
    عبدالله (زائر)
    UP1DOWN
    01:32 مساءً 2010/03/29
  • 16
    حماية المستهلك كذب في كذب ورواتبهم اصلاً ح،،، استغفرالله ماني قايلها
    لو فعلاً هي حماية كان فروض عقوبات على كل محل تصلهم شكوى منه او من خلال جولاتهم التفتيشيه هذا اذا كان يسوون جولات تفتيشيه
    عبدالمجيد الدوسري
    UP-1DOWN
    01:58 مساءً 2010/03/29
  • 17
    أؤيد كلامك 200% المستهك يضر نفسة بنفسة ويريد إيجاد الحل من خلال تدخل الجهات المسؤولة والله لو عندنا نظام إشتراكي ما كان رح يدخل بهذه الصورة.
    nhar (زائر)
    UP0DOWN
    06:40 مساءً 2010/03/29
  • 18
    حماية المستهلك يفترض ان تكون :
    جمعية ( هيئة ) اهلية 100%
    اما ان يتم احداث وكالة لها فهذه مدعاة للعجب
    واستشهد بقول المتنبي :
    فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
    المستهلك يريد من يدافع عنه
    اما مطاردة المتضررين خلف سراب
    وسلطات يتم التنازل عنها بين فترة واخرى
    مرة لهيئة التحقيق والإدعاء العام ومرة للبلديات !
    وكله كوم ووكالة عاجزة عن معرفة مالها وما عليها !
    رالف نادر بدأ مجتهدا وكون مؤسسة لحقوق المستهلك
    اما وظائف ليترزز بها فلان وعلان،،،!
    فليستمر اللهاث خلف السراب اذا
  • 19
    كثير من المنتجات لم يرتفع سعرها بسبب غلاء الإيجار
    الرز - السكر - الحديد - الأدوية - المعادن التي تستخدم في البناء من ألومنيوم وأسلاك الكهرب - الأسمنت
    حماية المستهلك ليس لها أي دور فعّال، مدري شنو جالسين يعملو الموظفين اللي فيها
    يوسف (زائر)
    UP0DOWN
    09:37 مساءً 2010/03/29
  • 20
    يا جماعه لا تظلمون جمعيه حماية المستهلك
    يمكن ما يدرون وش هدفهم في الحياه !
    ما يدرون ان عليهم اصدار نشره اسبوعيه عن اسعار المواد الغذائيه في مختلف المناطق و تحديد الارخص للزبون
    ما يدرون ان عليهم تشكيل جماعه ضغط على التجار
    ما يدرون ان عليهم عمل دراسات و احصائيات عن مختلف السلع و اتوقع انهم ما يدرون ان فيه مثل هذه الجمعيه في بلدان متقدمه و لها تجارب ناجحه... فلنبدأ حيث انتهى الاخرون
    ولكن من يعلق الجرس يا حماية المستهلك؟
    مازن مازن
    UP0DOWN
    11:11 مساءً 2010/03/29
  • 21
    أنا ارا ان المستهلك هو المسجون والتاجر هو السجان مثلا
    لو ان الحديد لا يقتصر على تجار معروفين ويسمح لعدم الاحتكار وفي حالة الغلاء يسمح للمقاول بمدة ايقاف كي يعلم التاجر
    قيمة سلعته بعدما تقاطع من المقاول مثلن انا مقاول باقي على مشروعي 4 اشهر وهنا ارتفع الحديد الحل الوحيد ان اكمل وباي سعر كي لا اتعرض للغرامه بينما لو كان لي الحق ان اطلب مدة ايقاف كي لا اتعرض للخساره هنا سوف تكون صفعه لكل تاجر جشع والسبب الرئيسي لرفع الحديد هو كثر الطلب وكثر الطلب من المشروعات وليس من المواطن..
  • 22
    التاجر اذا لم يضع مخافة الله نصب عينيه فانه ابتزازى ويهمه الحصول على المال والثروه ولو تكبد فى سبيل ذلك كل شى ان الكثير منهم يحتالون ويحتكرون البضائع والارزاق وقد يحلف ان البضاعه لايوجد عنده منها شيئا وهى مكدسة فى مستودعات خاصه لارقيب عليها ولاحسيب وحسبى الله انهم لايخافون الله سبحانه وتعالى وان غدا سيحاسبون امام الله فى الاحتكار حيث ان الاحتكار امر منهى عنه نهى كبير حيث ان من احتر فا ن الله يحبط عمله اربعون عاما انتصور هذا العقاب الدنيوى والتاجر الذى يخاف الله جزاءه الفردوس لانه يوفر السل
  • 23
    اما حماية المستهلك فماهذا الا اسم بلا مسمى اين حماية المستهلك التى تنادى به وتتزمل وزارة التجاره ماذا فعل هذا القسم من احد فروع الوزاره الاسعار كما نراها لان الراقبه شبه غائبه من مسرح الواقع والتجار الذين يهمهم جمع المال على حساب هذا المستهلك البسيط وخاصة ذوى الدخول البسيطه كما حدث الان فى قيمة الحديد حتلى ان المواطن الذى يرغبفى ايجاد سكن ولو بسيط وجزئى كبناء غرفة او ماشابه ذلك ماذا عساه ان يفعل وهذه اسعار الحديد فى ازدياد بينما يمكن ان بعض التجار لمواد البناء يخفون فى مستودعاتهم كميات كثيرة
  • 24
    ما اعتقد تفشل اكثر من كذا
    في الحضيض
    ولد بلادي (زائر)
    UP0DOWN
    02:45 صباحاً 2010/03/30

ليست هناك تعليقات:

الطلب على النفط.. يحدد الاستثمارات

  الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446هـ 17 يونيو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة صرّح هيثم الغيص، الأمين العام لأوبك، خلال معرض الطاقة العالمي...