12/05/2010

نمو الاقتصاد الأمريكي والنفط

د. فهد بن جمعة

 .. اليوم الإلكتروني الثلاثاء 3 نوفمبر 2009 9:47 ص


أوضحت إدارة التجارة الأمريكية ان الاقتصاد الأمريكي نما 3.5% في الربع الثالث، بأكثر مما توقعه المحللون والأعلى منذ سنتين، مع ارتفاع الانفاق على السيارات ( النقد مقابل كلينكر) والمنازل المدعوم بالمحفزات الحكومية. هذا أعطى إشارة على ان الاقتصاد الأمريكي قد تجاوز مرحلة الركود بالتعريف الأكاديمي مع تواصل ارتفاعات نموه لربعين متتاليين, وإذا ما حقق نمواً أعلى في الربع الثالث فإن ذلك سوف يؤكد على تعافي الاقتصاد الأمريكي من نظرة المستثمرين، رغم ارتفاع طلبات إعانة البطالة من 525 إلى 530 الأسبوع ما قبل الماضي، ومعدل البطالة الذي وصل إلى 10%، والذي سوف يتقلص مع استمرار النمو وخلق فرص عمل جديدة، حيث تحدث (قايذنر) رئيس الخزانة الأمريكية أن على الحكومة المحافظة على استقرار النمو حتى تجنب المؤسسات المالية أي مخاطرة قد تلحق بها. لكن الحكومة مازالت تعاني من عجز في ميزانيتها بلغ 1.4 تريليون دولار في عام 2009, ومن المتوقع أن تحقق عجزا قدره 1 مليار دولار في عام 2010.

ففي أعقاب ذلك الخبر ارتفع سعر نايمكس لعقود ديسمبر إلى فوق 80 دولارا الخميس الماضي بعد تراجعه من أعلى مستوى له هذا العام عند 82 دولارا، مع توقعات ارتفاع الطلب على النفط في أكبر بلد مستهلكة له ترابطا مع ارتفاع نموه الاقتصادي، لكنه عاد وتراجع إلى 77 دولارا الجمعة الماضية. فمازال ضعف الدولار وارتفاع البورصات الأمريكية الداعم الأساسي لارتفاع الأسعار في الشهور الماضية, حيث اتجه المستثمرون إلى شراء الأصول تحوطاً ضد التضخم.

فقد أثار ارتفاع مخزون النفط والبنزين وضعف مبيعات المنازل الجديدة قلق السوق، بأن الطلب على منتجات النفط لم يأخذ مسار الانتعاش، حيث واصل مخزون النفط الأمريكي ارتفاعاته للأسبوع الثالث 0.8 (م.ب) إلى 339.9 (م.ب) في الأسبوع المنتهي أكتوبر 23، مقارنة بالأسبوع الذي سبقه، بينما ارتفعت الواردات طفيفاًً 191 (أ.ب) عند متوسط 8.9 (م.ب.ي)، وقفز مخزون البنزين بشكل كبير 1.7 (م.ب)، بينما هبط مخزون الدستلت 2.1 (م.ب). كما خفضت المصافي طلبها على النفط مع تدني الطلب على الوقود من الخطوط الجوية، الشاحنات, السيارات، حيث ارتفعت مدخلات المصافي بشكل طفيف 133 (أ.ب.ي) إلى متوسط 14.2 (م.ب.ي)، لتستمر طاقتها التشغيلية عند 81.1%، مما نتج عنه زيادة في إنتاج البنزين إلى متوسط 8.8 (م.ب.ي), بينما انخفض إنتاج دستليت إلى متوسط 3.8 (م.ب.ي)، كما أوضحه تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

لكن تحقيق أكبر دول مستهلكة للنفط معدلات نمو جيدة ومن المتوقع أن تكون أفضل في العام القادم, يجعل هذا القلق يتلاشى في الأجلين المتوسط والطويل. فإنه من المتوقع أن تحقق الصين والهند نموا هذا العام 8.9% و8.9%, وأسرع في 2010 بنسبة 9% و5.57% على التوالي، نتيجة للتحفيز الحكومي الإنفاقي وارتفاع معدلات التصدير, كما أوضحه صندوق النقد الدولي. ورغم إن اليابان سوف ينكمش اقتصاده 5.5% هذا العام إلا انه سوف يحقق نمواً 1.75% مع استمرار انخفاض معدل البطالة التي انخفضت في سبتمبر إلى 5.3% من 5.5% في أغسطس.


ليست هناك تعليقات:

الطلب على النفط.. يحدد الاستثمارات

  الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446هـ 17 يونيو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة صرّح هيثم الغيص، الأمين العام لأوبك، خلال معرض الطاقة العالمي...