أعداد: د/ فهد محمد بن جمعه عدد الكلمات: 1557
التاريخ: 10-2 –2002
أن الخطر الاقتصادي المقبل حسب ما تمليه علينا معلومات السوق النفطية والذي يحمل تهديدا لاقتصاديات النفط مع احتمال وقوعه في مده قصيرة قد لا تتجاوز 10 سنوات عندما يكون هناك فائضا في إنتاج النفط العالمي نتيجة لتقدم التقني المتطور الذي يخفض تكاليف الإنتاج إلى حدا بعيدا في الحقول ذات التكاليف المرتفعة في بحر قزوين وغيره من مناطق العالم.بينما نمو الطلب العالمي سوف يكون متواضعا للغاية في السنوات القادمة وسوف تتسع الفجوة فيما بين العرض الطلب إلى أعلى درجه لضغط على الأسعار العالمية لتصل إلى اقل مستوياتها تاريخيا. وهذا يجعل المحافظة على 18 دولار للبرميل حلما لن يتحقق مره أخرى و سوف نرى ميزانية الدولة تقدر عند سعر قد لا تتعدى 10 دولار للبرميل بدلا من عند سعر 14 دولار للبرميل أي أن النقص في إيرادات النفط سوف تبلغ 28% تقريبا. فان الخطر ليس فقط في انخفاض أسعار النفط وتدني دخله بأكثر من أن يكون في عدم أيجاد البدائل الاقتصادية التي سوف تعوض اقتصادنا قيمه ما فقده. فان الخيار المتوفر لدينا هو زيادة مساهمة القطاع الخاص بمقدار ذلك النقص على الأقل والذي يعني رفع مشاركة القطاع الخاص خلال 10 سنوات القادمة في أجمالي الناتج المحلي من 48% إلى 76% لكي يصبح الاعتماد على سلعه النفط فقط 24% في أجمالي الناتج المحلي عند نهاية تلك المدة. فهل اصبح خيار السياحة المفتوحة والاستثمارات الاجنبيه من افضل الاختيارات المتاحة لتأثيرها المباشر والغير المباشر على القطاعات الاقتصادية بشكل سريع وفعال؟.
السياحة العالمية:
بلغ معدل النمو في قطاع السياحة العالمية 7.4% في عام 2000 والذي يعتبر أعلى معدل وصل أليه في العقد المنصرم وكان ضعف معدل النمو في عام 1999م طبقا لتقرير منظمه السياحة العالمية. فقد وجد السائحين في العالم أسباب جديده دفعتهم إلى السياحة خارجه عن الأسباب التقليدية منها الألعاب الالومبيه وكرة القدم العالمية وزيارة الأماكن المقدسة. فقد بلغ دخل السياحة العالمية 476 مليار دولار في عام 2000 مما يؤكد على مدى أهميه قطاع السياحة في التنمية الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل. كما برزت أهميه السياحة في الشرق الأوسط والتي جذبت عدد جيدا من الزوار بمعدل نمو بلغ 10% بينما حققت بعض البلدان العربية نموا جيدا يوضحه الجدول التالي:
السائحين قي يعض الدول العربية لعام 2000 | ||
"(1000) | ||
الدولة | القادمين | التغير % |
تونس | 6108 | 4.7 |
مصر | 5150 | 14.7 |
الاردن | 1256 | -7.5 |
لبنان | 751 | 11.6 |
المصدر: منظمه السياحة العالمية | |
وقد توقعت منظمة السياحة العالمية أن يبلغ عدد السائحين في العالم 1 مليار قي عام 2010 و 1.56 مليار قي عام 2020. وهذا يشير إلى أن السياحة العالمية مصدرا اقتصادا لا بد لكل دوله لديها مقومات سياحية أن تستقطب اكبر قدرا منها.
مقارنه:
وبما إننا نتحدث عن السياحة العالمية التي لا بد أن نكون جزءا منها فانه من الأفضل أن نلقي نظره على قدره دولة الإمارات كواحدة من دول الخليج على جذب عدد جيد من السائحين كلا حسب جنسيته كما هو في الجدول التالي:
نزلاء الفنـــادق وليالي أقامتهم حسب الجنســية | |||||||||
2000م | |||||||||
الإمارات | البيان | دول مجلس | دول عربية | دول أفريقية | دول اوربيه | دول امريكيه | الاوقيانوسيه | الجملة | |
التعاون الخليجي | أخرى | وأسيوية أخرى | | ||||||
جمله | نـــزلاء | 1286513 | 426366 | 941378 | 1076813 | 139474 | 36001 | 3906545 | |
| ليالي | 2459978 | 1113817 | 2350333 | 3933469 | 372269 | 83633 | 10313499 | |
| المصدر: وزارة التخطيط , الإمارات | ||||||||
حيث بلغ حجم السياحة الخارجية 3.9 مليون سائح في عام 2000.وإذا ما قمنا بحساب الآثار المضاعفة على القطاعات الاقتصادية الأخرى فان الدخل سوف يكون مضاعفا. وانه لا بد أن أشيد بان وزاره التخطيط في الإمارات قد قامت بإنجاز جيدا لتوفير إحصاءات تفصليه عن السياحة في دوله الإمارات مما يدل على أن هناك تخطيطا سليما وحرصا على توسيع نطاق السياحة بها. وقد حاولت أن اعمل بعض المقارنة التفصيلية عن تشغيل الفنادق في السعودية وعدد النزلاء ولكني لم أجد ألا عدد الفنادق في المملكة وأحجامها ونوع الدرجة فقط كما سوف تراه في الجدول التالي:
مقارنه الفنادق والحجرات والأسرة ومتوسط ونسبة الأشغال بين الإمارات والسعودية | ||||||
1998 - 2000م | ||||||
| السنة | الفنادق | متوسط عدد | متوسط عدد | الحجرات المشغولة | |
الإمارات | الحجرات | الأسرة | متوسط الأشغال | نسبة الأشغال | ||
في الليلة | ||||||
| 98 | 339 | 26,487 | 44,378 | 15,286 | 58 |
جملــة | 99 | 339 | 28,343 | 45,847 | 16,331 | 58 |
| 2,000 | 353 | 30,241 | 49,301 | 18,710 | 62 |
وزارة التخطيط ,الإمارات | | | | | | |
السعودية | 99 | 425 | 41,028 | | | |
الفرق | | (86) | (12,685) | | | |
المصدر: وزارة التخطيط السعودية: مصلحه الإحصاءات العامة, الكتاب الإحصائي السنوي 1419ه.
فمن تلك المعلومات نستطيع أن نقول أن الإمارات قد أدركت مدى أهميه السياحة لاقتصادها في مرحله متقدمة فاعتنت بمقومات السياحة وما يجعل راحه السائح ممتعه له. فأقامت الفنادق الضخمة من الدرجة الأولى وذات التصاميم التي لا تقارن بفنادق المملكة. وإذا ما قارنا أيضا عدد الفنادق في الإمارات فان السعودية تزيد عليها فقط ب 86 فندقا مع أن حجم الاقتصادي السعودي والسكاني لا يقارن بما في الإمارات.
و أني لأشعر بحاله من الأسى اتجاه وزارة التخطيط في السعودية وما قدمه هؤلاء الوزراء الذين تخالفوا عرشها وما قدمته وزارة التخطيط حتى الآن. أن على المجلس الاقتصادي الأعلى أن يدقق في الأمر ويتخذ الإجراءات ألازمه من اجل النهوض باقتصاد هذا البلد.
الاقتصاد السعودي:
أن الاقتصاد السعودي يحتاج إلى حركه دفع إماميه وخلفيه تزيد من تشغيله وترفع من إنتاجيته ضمن استراتيجيات الاقتصادية التي تدفع إلى أيجاد مصادر دخل بعيده عن مصدر النفط من خلال تنفيذ عمليات التخصيص وتوسيع مجال السياحة والاستثمارات الاجنبيه. و انه إذا ما أردنا أن نقيس قوه الاقتصاد السعودي فان المؤشرات الاقتصادية التالية توضح الوضع الراهن:
1- تدني مؤشر القوه الشرائية للمستهلك فقد وصلت إلى أدنى مستوياتها في توقعاتنا في ظل غياب الأرقام التي تحدد ذلك المستوي بدقه وهذا له انعكاسات سلبية على مبيعات السلع الانتاجيه والخدمات التجارية ثم بالتالي على أجمالي الناتج المحلي.
2- تدني معدل تشغيل الفنادق في المدن الرئيسية.
3- تدني مبيعات المحلات والمطاعم والخدمات التجارية.
4- تدني معدل مبيعات الصناعات اليدوية والتقليدية مقارنه بما يتم إنتاجه لغياب السياحة الاجنبيه التي عادة ما يتلهف أفرادها لشراء مثل تلك الصناعات.
5- ضعف حركه المواصلات مما يجعل قطاع المواصلات يفقد ميزه اقتصاديات الحجم الكبير.فما زالت الحركة البرية والبحرية والجوية والحديدية متدنية من حيث عدد الرحلات وازدحامها بالركاب وعدم قدرتها على استغلال كل ما لديها من طاقات متوفرة. وهذا أمرا يخيف المستثمرين من الاستثمار في قطاع المواصلات.
6- عدم ازدحام المحلات السياحية في معظم فصول السنه حيث أن السعودية تتميز بمناخ صحراوي تشع فيه الشمس في معظم أيام السنه وهذا يعشقه السائحين الأجانب ويمكن تكييفه ليتلاءم مع متعه هؤلاء السائحين.
أن المؤشرات السابقة تؤكد على أن اقتصادنا في حاجه ماسة لجرعه اقتصادية قويه لكي يستعيد عافيته ويواصل مشوار نموه وتوسعه الاقتصادي.
السياحة الاجنبيه والعربية:
أن الوقوف في وجه التيارات الاقتصادية والاجتماعية الجارفة خطرا يهدد كل ما تم بنائه ضمن الخطط الخمسية السابقة و ما يتوفر لدينا حاليا من بنيه تحتية جيده.فضلا انه خطأ يتعارض مع أي خطه اقتصادية أو اجتماعيه تهدف إلى قياده تلك الظواهر إلى ما هو افضل والتحكم في اتجاهاتها تدريجيا لتعظيم الإيجابيات وتقليص السلبيات. فالسعودية يوجد بها العديد من مراكز الجذب التي تستطيع أن تجذب نسبه كبيره من العرب والأجانب وقد تفوق جميع نسب السياحة في دول الخليج والبلدان العربية الأخرى. فلا شك أن السياحة الدينية في السعودية تتفوق على أي دوله في العالم لوجود مكة المكرمة والمدينة المنورة في ظل عالم إسلامي يتراوح عدده إلى ما فوق المليار. ولكن هنا سوف اعدد بعض العوامل التي تجعل من السعودية دوله سياحية تستطيع جذب الأجانب لغير الأسباب الدينية:
1- أن فتح السياحة أمام الأجانب لأول مره في تاريخ السعودية هو بنفسه قوه جذب فهناك الكثير من الأجانب المتعطشين لرؤية السعودية والاطلاع على ما لديها من تراث ومعالم تاريخية ومدن حديثه. فضلا أن هناك فكره عند الأجانب عن ما تتمتع به السعودية بصفتها اكبر منتج ومالك احتياط نفطي في العالم.
2- رغبه الأجانب أن يتعرفوا على ملامح الدولة التي تطبق القوانين الاسلاميه وكيف يتم التعامل معها وكيف أفراد المجتمع يتعايشون معها.
3- تمتع السعودية بكثير من الآثار التاريخية العريقة والصحاري التي يعشقها الأجانب.
4- تمتع السعودية بالسواحل الجبلية والبحرية في الشرق والغرب والتي تطلع عليها الشمس في معظم فصول السنه وهو ما يرغبه هؤلاء الأجانب.
5- وجود الصناعات التقليدية واليدوية التي تشتهر بها السعودية منذ أجيال قديمه ووجود العديد من المهرجانات التراثية وما مهرجان الجنادريه ألا شاهدا على ذلك.
6- توفر المواصلات الجوية والبريه بشكل يسهل تنقل السائحين من مكان إلى آخر.
7- وجود مزارع النخيل في الاحساء والآبار الطبيعية التي يمكن استعمالها من اجل ترويج السياحة.
8- توفر المرافق السياحة من فنادق ومكاتب سياحية ومطاعم والتي يمكن تطويرها.
9- استغلال موسم الشتاء الدافئ في السعودية وشديد البرودة في البلدان الاجنبيه لجذب اكبر عدد من السائحين.
الإجراءات المطلوبة:
أن المطلوب عمله لجذب هؤلاء العرب والأجانب تنفيذ الخطوات التالية:
1- وضع أنظمه سياحية متطورة ومرنه تلائم تلك الفئات من السائحين ووضع حلول وسطيه لكسب اكبر عدد من الأجانب.
2- السماح لسائح الأجنبي والديني بتجول بين مناطق المملكة لفترة كافيه دون قيد أو شرط. وانه ليس هناك فائدة اقتصادية من بقاء المعتمرين أو الحجاج في مناطق معينه بل أن انتشارهم بين مدن المملكة سوف يكون له فوائد اقتصادية اعظم من مشكله المتخلفين التي حاصلة على كل حال.
3- وضع برامج سياحية وترفيهه مشابهة لنموذج أبها في جميع أنحاء السعودية لجذب السائحين العرب.
4- إنشاء خدمات سياحية متطورة موجهه لصناعه السياحة.
5- التركيز عل برامج الأعلام والدعاية.
6- التركيز على التدريب والتعليم في مجال السياحة مع تعلم اللغات الرئيسية.
الهيئة العامة للسياحة:
أن المطلوب من الهيئة السياحية التي تم إنشاءها في 17 أبريل عام 2000 أن لا تكرر أخطاء وزارة التخطيط بل تجعل من السياحة مصدرا اقتصاديا مثمر من خلال وضع الخطط المستقبلية ونشر المعلومات الضرورية لتنميه ذلك القطاع. وان لا تركز فقط على السياحة المحلية وكيف تستعيد هؤلاء السائحين السعوديين الذين بلغ عددهم 3 ملايين سائح وإنفاقهم اكثر من 31 مليار دولار في عام 2000 بل تتجه نحو السياحة المفتوحة في محاولة تنشيط القطاع السياحي المحلي وتعزيز القوائم التي تسانده في توسعه. فهؤلاء السائحين السعوديين إلى الخارج شيئا طبيعيا وسوف يستمر رغم جميع المحاولات ولكن الأجدى إحلال السياحة الاجنبيه والعربية مكانهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق