العدد:4714 :2006-09-07
الاقتصادية
الاقتصادية
يعتقد بعض المساهمين في سوق المال أنهم يعرفون اتجاهات الأسهم التي تحددها حجم التداولات دون معرفة أي من الأسس التحليلية إما عن جهل بالتحليلات أو أنهم يفضلون أن تسيطر عليهم العوامل النفسية والشائعات التي لا تحمد عقباها لكي يصبحوا خارج حلقة الصراع متفرجين على صراع الثيران والدببة دون سابق معرفة بما سيؤول إليه سعر الإغلاق والافتتاح في اليوم التالي. إذن على المساهم أن يضع خطه شراء وبيع ومعدل الربح الذي يرغب فيه وكذلك الحد الأعلى من الخسارة التي يستطيع أن يتحملها في حدود إمكاناته المالية ضمن جدول زمني قد يكون يوما أو أسبوعا, وأن يكون البيع أو الشراء تلقائيا وفي أي لحظة. إن معرفة تكلفة السهم والأهم من ذلك قيمته السوقية أمر في غاية الأهمية قبل قرار الشراء أو البيع لأحد الأسهم. فهناك سعران هما سعر العرض ( سعر البيع) والطلب (سعر الشراء) والفرق بينهما هو الهامش الذي ستكسبه أو تخسره, فعندما يكون هذا الهامش كبيرا جدا بين سعري العرض والطلب فإنك سوف تخسر لو اشتريت سهما ثم بعته، وهكذا فكلما انخفض الهامش كان الاستثمار أفضل وكذلك المكاسب لتدني عامل الخطر. إن دراسة الأسعار على امتداد 25 يوما تعطيك فكرة جيدة عن مسار الأسعار في المستقبل على الأقل لتتبلور لديك رؤية تستطيع من خلالها أن تبني عليها قراراتك الاستثمارية. ولكن تذكر أن معرفة سعر ماهي إلا معلومة محدودة ينبغي عليك أن تعززها بالاطلاع على معلومات إضافية, فلا تعتقد أن سعر السهم الذي قيمته عشرة ريالات هو أفضل من سعر السهم الذي قيمته 120 ريالا لأنك قد تشتري بسعر جيد بضاعة رديئة بدلا من أن تشتري بسعر أعلى بضاعة ممتازة فأنت لا تريد أن تكون من هؤلاء المساهمين الذين يستهلكون وقتهم في حساب نسب الأسعار على الأرباح P/E حتى يعرفوا السعر المناسب, فهم يعتقدون إنهم يعرفون كل شي عن الأسعار ولكنهم لا يعرفون قيمة أي شيء في سوق المال.
إن شراء الأسهم وبيعها يحتاج إلى استراتيجية دقيقة ومدروسة تاريخيا حتى تصيب كثيرا وتخسر قليلا. إن استراتيجية الشراء عندما تنخفض أسعار الأسهم كانت مشهورة في التسعينيات في الأسواق المتقدمة حيث تشتري عندما ينخفض سعر أحد الأسهم الذي ترغب في شرائه عندما تتوقع أن يكون هذا الانخفاض مؤقتا. إنها استراتيجية تعتمد على اتجاه السوق دائما إلى الارتفاع مع الوقت, فالسهم الذي تم شراءه بسعر منخفض سوف يعاود ارتفاعه بعد فترة من الزمن وقد يحقق الكثير أرباحا طائلة ولكن من يعرف ذلك, فقد ينخفض السعر مرتين أو ثلاث مرات قبل أن يصل إلى القاع. ففي عام 2000 في بورصة ناسدك استثمر معظم الأمريكيين مدخراتهم في شراء الأسهم التي اعتقدوا حينئذ إنها صفقات ناجحة ولكن أسعارها السوقية فعلا كانت متضخمة ما أدى إلى انخفاضها بما يزيد على 80 في المائة, يا لها من كارثة, وما أشبه اليوم بالأمس في سوقنا. أخي المساهم قارن هذا الحدث بما يدور في سوقنا عندما تقول إن سعر شركة ما منخفض وإنه غير عادل, دقق النظر وتمعن في ماضي الشركة ومستقبلها ولا تدع التحليل الأساسي يفوت عليك أي فرصة استثمارية انظر إلى اقتصاد الشركة والصناعة والاقتصاد ككل. تعلم كيف تصطاد الأسهم غير المرغوب فيها ذات الأسعار المنخفضة كثيرا إذا كنت محترفا وتجيد الصيد في قاع البحر, عليك مراقبة الأسهم دائما حتى تجد أسعارا منخفضة وسوف ترتفع بعد حين, لكن عليك أن تدرك أن نقطة الارتداد التي سوف تنخفض أسعار تلك الأسهم عندها أكثر مما توقعته، لن يكون من السهل تحديده ما قد يكون صيدك مكلفا وصيد غيرك رخيصا. تذكر أن الأسهم المرغوب فيها تستغرق وقتا طويلا بل سنوات حتى تستعيد عافيتها، فعليك أن تتحلى بشيء من الصبر حتى تكون صيادا ماهر تلتقط الصيد عند القاع وبأقل أقل تكلفة ممكنة.
الآن تتوافر لديك بعض الأموال في إطار دخلك المحدود، تريد أن تشتري بها أسهما فما رأيك في شراء أسهم بشكل منتظم بناء على متوسط التكلفة على أن تنفق مبلغا من المال وليكن ألف ريال كل فترة زمنية أسبوعية أو شهرية على شراء عدد من الأسهم التي انخفضت أسعارها ومتوسط سعرها تبعا لذلك. فعلى سبيل المثال, لو إنك اشتريت 50 سهما من شركة الكهرباء بسعر 20 ريالا وفي الشهر التالي انخفض سعرها إلى 15 ريالا ثم اشتريت 20 سهما إضافيا فإن متوسط التكلفة أصبح 17.5 ريال فما دام السوق سوف يعاود نشاطه فإنها استراتيجية جيدة تقلل من مخاطرك وتعطيك فرصة استثمارية مريحة. استخدم التحليل الأساسي لاختيار الأسهم الجيدة وذات القيمة الجيدة التي تقل أسعار أسهمها عن قيمتها الحقيقية, وتكون نسبة سعرها السوقية إلى ربحها منخفضة وتنمو أرباحها بشكل بطيء مثل البنوك والتأمين وتحتاج إلى صبر طويل ولعدة سنوات. أما إذا كنت ترغب في أسهم الشركات النامية التي تنمو قيمتها بشكل سريع عن قيمة الأسهم الأخرى في سوق تنافسية, فبحث عن نسبة نمو تزيد على 15 في المائة سنويا على المدى الطويل إذا ما كنت تبحث عن دخل متنامي رغم أن تلك الشركات عادة لا توزع أرباحا لأنها تستثمر أرباحها في مشاريعها التوسعية والاستثمارية. هنا قد تتحمل نوعا من المخاطرة عندما تكون قيمة العوائد التي من المفروض يتم توزيعها أكثر من قيمة عدد الأسهم الممنوحة في الأجل الطويل, إذا لم تجد قراءة أعمال الشركة الآن ومستقبليا. فعلى ذلك ابحث عن النمو المعقول إذا لديك الاستعداد أن تنتظر حتى تتمكن من شراء أسهم تلك الشركات بسعر معقول. وفي بعض الأحيان قد تشترى أسهم الشركات المتنامية القيمة عندما توشك أسعارها على الارتفاع وتسمى بـ (ذي القوة الدافعة) لأنه من المتوقع أن ترتفع أسعارها مرة ثانية، فأنت لا تهمك قيمة ما دفعته لشراء تلك الأسهم. وإنما تستخدم التحليل الأساسي لتقييم فترة الانتعاش الاقتصادي وتوافر السيولة في السوق لأجل اختيار الوقت المناسب لشراء الذي يتبعه انتعاش في أسعار تلك الأسهم. ولكن اختيار استراتيجيه القوة الدافعة ليس بالأمر الهين لأن السعر قد يتحرك في الاتجاهين هبوطا أو صعودا فهي تحتاج إلى المزيد من الدقة الاحترافية.
إنه لمن الحماقة بعض الأحيان أن تختار استراتيجية استثمارية معاكسة ( المعاكسون) لما يقوم به الآخرون, باستخدامك التحليل الأساسي لمعرفة الشركات ذات الكفاءة والجودة التي تكون فيها نسبة السعر على الأرباح منخفضة، وقد عزف عنها معظم المستثمرين لأن أسهمها أصبحت غير مرغوب فيها, وهذا يحتاج إلى شجاعة مفرطة بأن تشتري شيئا لا يريد شراءه الغير. إنك فعلا تحتاج إلى مهارة بارعة حتى تجد تلك الأسهم التي انخفضت أسعارها وتتوقع أن ترتفع مرة ثانية فيما بعد, وهذا قد يدفعك إلى الاستعانة بالتحليل الفني لمعرفة متى تصل الأسعار إلى قاعه.
وما أفضل كانسليم Canslim كأسلوب منظم لاختيار الأسهم الجيدة حيث إنه يجمع بين التحليل الفني والأساسي ما يجعل اختيارك هو الأفضل, على أن يشمل السهم المختار الخصائص التالية: الأرباح ربع السنوية لكل سهم, نمو الأرباح, منتجات وإدارة جديدة وارتفاع متواصل, العرض والطلب, متقدم أو متقاعس, التعهد والإشراف من قبل المؤسسات والإفصاح والشفافية, تجاه السوق. إنه نظام يشمل كل شيء عند اختيار السهم الجيد وعليك أن تقرر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق