
العدد:4523 old الموافق:2006-02-28
الميزاني مستغربا تحامل د. جمعة على المزارعين:
الوطن سيتضرر قبل المزارعين من دعوات إيقاف الدعم عن القمح والنخيل
إلى رئيس التحرير:
تألمت كثيرا وأنا أقرأ مقال الدكتور فهد محمد بن جمعة في العدد 4504 من جريدة "الاقتصادية" في صفحة الرأي ،الذي عنوانه " العولمة والزراعة واستنزاف المياه " الذي حمل كثيرا من التجني على شريحة واسعة من المجتمع هم شريحة المزارعين الذين سماهم الدكتور "حفنة من المزارعين" وفي الوقت الذي كنا ننتظرفيه دعم الكتاب ومنهم الدكتور فهد للمزارعين وتناول مشاكلهم والصعوبات التي يعانون منها فإنه تحامل عليهم وتجاهل مشاكلهم.
وسأتناول الرد على مقال الدكتور في النقاط التالية :
- قال الكاتب بتمتع 148 دولة دخلت في منظمة التجارة بمزايا هائلة لحماية منتجاتهم المحلية قد تصل أحياناً إلى مئات مضاعفة بينما حصلنا نحن في المملكة في أحسن الأحوال على 40في المائة من الحماية لبعض المحاصيل الزراعية بعد أن قبضنا بمؤخرة العولمة وقدمنا تنازلات كنا في غنى عنها لضعف قوتنا التفاوضية, وأقول إنه جميل أن يعترف الكاتب بهذا الخطأ, ولكن المشكلة أنه صبّ جام غضبه على المزارعين الذين هم أول ضحية من ضحايا عدم سن القوانين الحمائية أو سن بعضها وتعطيل تطبيقها, فعدم صدور قانون الحماية من الإغراق جعل فرنسا والبرازيل تغرقان السوق المحلية بإنتاج الدواجن رغم وجود المشاريع العملاقة التي تغطي جزءاً كبيراً من السوق وبالمناسبة مشاريع الدواجن لديهما مدعومة بأكثر من نسبة 100في المائة رغم أنهما دولتان ضمن منظومة العولمة، وعدم تطبيق نظام الروزنامة الزراعية جعل المزارع السعودي هو الطرف الخاسر في دائرة التسويق المحلي لإغراقه بالمنتجات الخارجية طوال العام.
- طالب الكاتب بعدم التوسع في زراعة القمح التي تؤدي إلى استنزاف مصادر المياه ، ووقف الدعم الحكومي عنها وعن أشجار النخيل لأن لدينا 25 مليون نخلة .. إلخ" وأقول: يبدو أن الكاتب لديه نقص هائل في ظروف وإحصائيات زراعة القمح وتكاليف المزارعين ، فئة مزارعي القمح 25 ألف مزارع وهم الذين يحق لهم زراعة محصول القمح الموسمي بموجب بطاقات صوامع الغلال ومطاحن الدقيق، أما استنزاف المياه الجوفية فالكاتب محق بأنها تستنزف بشكل هائل سنوياً ولكن ما البديل؟ ثم إن القمح سلعة استراتيجية لا غنى عنه لأية دولة, إضافة إلى أن أسعار الطن الآن في الخارج زادت على سعره المحلي رغم ارتفاع تكاليف إنتاجه لدينا ويعد أعلى تكلفة في العالم ، ومن خلال دعوة الكاتب لوقف الدعم الحكومي عن زراعة القمح أشار الكاتب إلى استنزاف المياه وعجز الميزاية وأغفل أو تغافل عن الجانب الإنساني، أليس 25ألفا من مزارعي القمح ضمن شريحة كافة المزارعين الذين سماهم الكاتب حفنة من المزارعين الذين يصرون على استنزاف المياه عن الأجيال المقبلة ؟
– أشار الكاتب إلى أن فئة المزارعين هم "المصرون على التوسع لاستنزاف المياه بمعنى أن القوانين لا تستطيع إيقافهم عن الغي الذي يسيرون فيه"! وأتمنى لو يطلع الكاتب على التكاليف التي أتحملها من واقع الفواتير وكشوف المواسم لكي يقتنع أن المزارع ليس في وضع يمكنه من التوسع لسببين، الأول الكمية التي يزرعها محددة من قبل الصوامع بموجب البطاقات أضف إلى ذلك صعوبة التمويل نظير ارتفاع التكاليف وقد صدر تقرير من صوامع الغلال ومطاحن الدقيق ورفع إلى المقام السامي مفاده أن المزارع بسعر الكيلو الحالي (ريال) وارتفاع تكاليف المواسم من المحروقات والكيماويات وخلافه يكسب إذا قيض له أن يكسب في الطن 80 ريالا. تصور يا دكتور بعد الموسم والجهد الجهيد أن مكسب المزارع 80 ريالا في الطن هذا إذا كسب لأن معظم المزارعين يخسرون خلاف الشركات الزراعية التي ربما تكسب أكثر من المزارعين الفرديين, من جانب آخر لو سألت صوامع الغلال لأفادوك بأن المزارعين المسموح لهم زراعة القمح سنوياً لا يغطون الاستهلاك المحلي في الموسم وهو يزيد على مليوني طن، بل ستجد النقص في الموسم الاستهلاكي لأن الكميات محددة مع صعوبة التمويل .
- قال الكاتب إن الأعلاف تستنزف المياه أضعاف القمح، وهذا صحيح ونتفق مع ما أشار إليه الكاتب ولكن يقابل ذلك تأمين أعلاف الثروة الحيوانية الهائلة في المملكة، أكثر من مليون من الإبل وأكثر من عشرة ملايين من الأغنام كذلك الأبقار بعشرات الألوف في مشاريع الألبان وغيرها، هذه الثروة كيف يتم تأمين الأعلاف لها إذا أوقفت زراعتها في المملكة؟ هل يتصور الكاتب أنه من السهل تأمين هذه الكميات الهائلة بالاستيراد وممن سوف نستورد؟ أو الاعتماد على الشعير الذي نستورد منه الآن في حدود ستة ملايين طن ولم يغط استهلاك الثروة الحيوانية لدينا ونحن بلد صحراوي قليل الأمطار.
أما النخيل فهي شجرة مباركة تعتبر جزءاً من تراثنا وهي عنوان علمنا ويمكن التحكم في سقياها بالطرق الحديثة عن طريق التنقيط ،ولذلك فإن دعوة الكاتب للحد من زراعتها ليست في محلها ولا تستهلك كميات كثيرة من المياه الجوفية، وليس من المعقول إعدام 19 مليون نخلة لمجرد رأي كاتب يعيش في برج أكاديمي يتصور الأمور من واقع علو هذا البرج العاجي .
- قال الكاتب: "حتى ترجّح كفة المصلحة الوطنية على كفة "حفنة من المزارعين" الذين يصرون على الاستمرار في التوسع في زراعة تلك المنتجات وهم يعلمون جيداً مدى خطورة استنزافهم المياه على الأجيال المقبلة، وأردف الكاتب، وإنهاء الدعم الحكومي الذي دائماً يشجع تلك المنتجات الزراعية على توسعها واستهلاك للمياه ، ليس بقصد الإنتاج ، إنما بقصد تحصيل الإعانة؟! ، وأن تضع الحكومة تسعيرة على الاستهلاك الزراعي للمياه حتى تبرز عوامل السوق التكلفة الحقيقية للماء..إلخ" وأقول إن ما ذهب إليه الكاتب ينم عن خيال وسطحية في تبسيط الأمور، فمثلاً : هل يليق بكاتب ودكتور أكاديمي مرموق وصف شريحة المزارعين بـ"حفنة من المزارعين" .. إلخ ، وكأن الكاتب يصور هذه الحفنة كما أشار بمافيا مصرّة على استنزاف المياه بالطرق التي أشار إليها بقصد الضرر . هؤلاء ليسوا حفنة يا دكتور، هؤلاء شريحة مهمة من المواطنين نحو 100ألف مزارع في البلد أثروا اقتصاده بالجهد والعرق وتكبد المشاق والخسائر حتى أصبحت المملكة في عداد الدول المتقدمة زراعياً واكتفت بفضل الله ثم فضل الدعم الحكومي وجهد هؤلاء المزارعين في كثير من المنتجات الاستراتيجية المهمة مثل القمح والدواجن والألبان والبيض وبعض أنواع الخضراوات وخلافه . إذن هؤلاء ليسوا حفنة من العابثين إنما شريحة مهمة في البلد لهم حقوق وعليهم واجبات.
محمد الميزاني
الرياض
تألمت كثيرا وأنا أقرأ مقال الدكتور فهد محمد بن جمعة في العدد 4504 من جريدة "الاقتصادية" في صفحة الرأي ،الذي عنوانه " العولمة والزراعة واستنزاف المياه " الذي حمل كثيرا من التجني على شريحة واسعة من المجتمع هم شريحة المزارعين الذين سماهم الدكتور "حفنة من المزارعين" وفي الوقت الذي كنا ننتظرفيه دعم الكتاب ومنهم الدكتور فهد للمزارعين وتناول مشاكلهم والصعوبات التي يعانون منها فإنه تحامل عليهم وتجاهل مشاكلهم.
وسأتناول الرد على مقال الدكتور في النقاط التالية :
- قال الكاتب بتمتع 148 دولة دخلت في منظمة التجارة بمزايا هائلة لحماية منتجاتهم المحلية قد تصل أحياناً إلى مئات مضاعفة بينما حصلنا نحن في المملكة في أحسن الأحوال على 40في المائة من الحماية لبعض المحاصيل الزراعية بعد أن قبضنا بمؤخرة العولمة وقدمنا تنازلات كنا في غنى عنها لضعف قوتنا التفاوضية, وأقول إنه جميل أن يعترف الكاتب بهذا الخطأ, ولكن المشكلة أنه صبّ جام غضبه على المزارعين الذين هم أول ضحية من ضحايا عدم سن القوانين الحمائية أو سن بعضها وتعطيل تطبيقها, فعدم صدور قانون الحماية من الإغراق جعل فرنسا والبرازيل تغرقان السوق المحلية بإنتاج الدواجن رغم وجود المشاريع العملاقة التي تغطي جزءاً كبيراً من السوق وبالمناسبة مشاريع الدواجن لديهما مدعومة بأكثر من نسبة 100في المائة رغم أنهما دولتان ضمن منظومة العولمة، وعدم تطبيق نظام الروزنامة الزراعية جعل المزارع السعودي هو الطرف الخاسر في دائرة التسويق المحلي لإغراقه بالمنتجات الخارجية طوال العام.
- طالب الكاتب بعدم التوسع في زراعة القمح التي تؤدي إلى استنزاف مصادر المياه ، ووقف الدعم الحكومي عنها وعن أشجار النخيل لأن لدينا 25 مليون نخلة .. إلخ" وأقول: يبدو أن الكاتب لديه نقص هائل في ظروف وإحصائيات زراعة القمح وتكاليف المزارعين ، فئة مزارعي القمح 25 ألف مزارع وهم الذين يحق لهم زراعة محصول القمح الموسمي بموجب بطاقات صوامع الغلال ومطاحن الدقيق، أما استنزاف المياه الجوفية فالكاتب محق بأنها تستنزف بشكل هائل سنوياً ولكن ما البديل؟ ثم إن القمح سلعة استراتيجية لا غنى عنه لأية دولة, إضافة إلى أن أسعار الطن الآن في الخارج زادت على سعره المحلي رغم ارتفاع تكاليف إنتاجه لدينا ويعد أعلى تكلفة في العالم ، ومن خلال دعوة الكاتب لوقف الدعم الحكومي عن زراعة القمح أشار الكاتب إلى استنزاف المياه وعجز الميزاية وأغفل أو تغافل عن الجانب الإنساني، أليس 25ألفا من مزارعي القمح ضمن شريحة كافة المزارعين الذين سماهم الكاتب حفنة من المزارعين الذين يصرون على استنزاف المياه عن الأجيال المقبلة ؟
– أشار الكاتب إلى أن فئة المزارعين هم "المصرون على التوسع لاستنزاف المياه بمعنى أن القوانين لا تستطيع إيقافهم عن الغي الذي يسيرون فيه"! وأتمنى لو يطلع الكاتب على التكاليف التي أتحملها من واقع الفواتير وكشوف المواسم لكي يقتنع أن المزارع ليس في وضع يمكنه من التوسع لسببين، الأول الكمية التي يزرعها محددة من قبل الصوامع بموجب البطاقات أضف إلى ذلك صعوبة التمويل نظير ارتفاع التكاليف وقد صدر تقرير من صوامع الغلال ومطاحن الدقيق ورفع إلى المقام السامي مفاده أن المزارع بسعر الكيلو الحالي (ريال) وارتفاع تكاليف المواسم من المحروقات والكيماويات وخلافه يكسب إذا قيض له أن يكسب في الطن 80 ريالا. تصور يا دكتور بعد الموسم والجهد الجهيد أن مكسب المزارع 80 ريالا في الطن هذا إذا كسب لأن معظم المزارعين يخسرون خلاف الشركات الزراعية التي ربما تكسب أكثر من المزارعين الفرديين, من جانب آخر لو سألت صوامع الغلال لأفادوك بأن المزارعين المسموح لهم زراعة القمح سنوياً لا يغطون الاستهلاك المحلي في الموسم وهو يزيد على مليوني طن، بل ستجد النقص في الموسم الاستهلاكي لأن الكميات محددة مع صعوبة التمويل .
- قال الكاتب إن الأعلاف تستنزف المياه أضعاف القمح، وهذا صحيح ونتفق مع ما أشار إليه الكاتب ولكن يقابل ذلك تأمين أعلاف الثروة الحيوانية الهائلة في المملكة، أكثر من مليون من الإبل وأكثر من عشرة ملايين من الأغنام كذلك الأبقار بعشرات الألوف في مشاريع الألبان وغيرها، هذه الثروة كيف يتم تأمين الأعلاف لها إذا أوقفت زراعتها في المملكة؟ هل يتصور الكاتب أنه من السهل تأمين هذه الكميات الهائلة بالاستيراد وممن سوف نستورد؟ أو الاعتماد على الشعير الذي نستورد منه الآن في حدود ستة ملايين طن ولم يغط استهلاك الثروة الحيوانية لدينا ونحن بلد صحراوي قليل الأمطار.
أما النخيل فهي شجرة مباركة تعتبر جزءاً من تراثنا وهي عنوان علمنا ويمكن التحكم في سقياها بالطرق الحديثة عن طريق التنقيط ،ولذلك فإن دعوة الكاتب للحد من زراعتها ليست في محلها ولا تستهلك كميات كثيرة من المياه الجوفية، وليس من المعقول إعدام 19 مليون نخلة لمجرد رأي كاتب يعيش في برج أكاديمي يتصور الأمور من واقع علو هذا البرج العاجي .
- قال الكاتب: "حتى ترجّح كفة المصلحة الوطنية على كفة "حفنة من المزارعين" الذين يصرون على الاستمرار في التوسع في زراعة تلك المنتجات وهم يعلمون جيداً مدى خطورة استنزافهم المياه على الأجيال المقبلة، وأردف الكاتب، وإنهاء الدعم الحكومي الذي دائماً يشجع تلك المنتجات الزراعية على توسعها واستهلاك للمياه ، ليس بقصد الإنتاج ، إنما بقصد تحصيل الإعانة؟! ، وأن تضع الحكومة تسعيرة على الاستهلاك الزراعي للمياه حتى تبرز عوامل السوق التكلفة الحقيقية للماء..إلخ" وأقول إن ما ذهب إليه الكاتب ينم عن خيال وسطحية في تبسيط الأمور، فمثلاً : هل يليق بكاتب ودكتور أكاديمي مرموق وصف شريحة المزارعين بـ"حفنة من المزارعين" .. إلخ ، وكأن الكاتب يصور هذه الحفنة كما أشار بمافيا مصرّة على استنزاف المياه بالطرق التي أشار إليها بقصد الضرر . هؤلاء ليسوا حفنة يا دكتور، هؤلاء شريحة مهمة من المواطنين نحو 100ألف مزارع في البلد أثروا اقتصاده بالجهد والعرق وتكبد المشاق والخسائر حتى أصبحت المملكة في عداد الدول المتقدمة زراعياً واكتفت بفضل الله ثم فضل الدعم الحكومي وجهد هؤلاء المزارعين في كثير من المنتجات الاستراتيجية المهمة مثل القمح والدواجن والألبان والبيض وبعض أنواع الخضراوات وخلافه . إذن هؤلاء ليسوا حفنة من العابثين إنما شريحة مهمة في البلد لهم حقوق وعليهم واجبات.
محمد الميزاني
الرياض
لا يوجد تعليقات