11/20/2010

الجمارك السعودية تعيق تدفقات البضائع وتناقض نفسها

جريدة يومية تصدر عن مؤسسة اليمامة الصحفية

الاثنين 9 رجب 1431 هـ - 21 يونيو 2010م - العدد 15337

المقال

د. فهد محمد بن جمعة*
    إن الاقتصاد السعودي في أمس الحاجة إلى قرار حاسم من المجلس الاقتصادي الأعلى الذي يرعى دائما مصالح الاقتصاد والمجتمع السعودي العليا، فكان من آخر قراراته عدم التدخل في آلية سوق الاسمنت، وعدم التأثير على أسعاره التي تحددها قوى العرض والطلب والتي أثمرت عن خفض أسعار الحديد، إن التجار السعوديين يعانون ويطالبون بتدخل المجلس في الإجراءات التي تطبقها الجمارك بخصوص الازدواجية في شهادة المطابقة والمواصفات، إذ لم تقم وزارة التجارة بإلغاء تلك الازدواجية التي تتمحور في إعادة اختبار البضائع المستوردة والتي تم اختبارها في مختبرات خارجية معتمدة من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس من بلد المصدر وتصدر بذلك شهادات مطابقة يتم تصديقها من السفارات السعودية وبتكاليف مرتفعة تشمل تسجيل المنتجات والتجديد السنوي، فعندما تصل تلك البضائع إلى الجمارك يتم أخذ عينات مرة ثانية واختبارها بتكلفة عالية تصل إلى آلاف الريالات تجير لصالح المختبر الخاص الموجود في جدة والوحيد في المملكة، هل الهدف هو رفع مكاسب هذا المختبر؟ هل تتصور أن بضاعتك تدخل جمرك الدمام أو الرياض ثم يتم إرسال عينات منها إلى ذلك المختبر وتكتب تعهدا بعدم التصرف فيها حتى يصدر لك الفسح بعد شهر أو أكثر. هنا يتحمل التاجر تكلفة الاختبار الخارجي والداخلي وعلى نفس المنتجات وتتعطل بضاعته طول تلك المدة وتنقص من مدة صلاحية المنتج التي تعتبر تكلفة إضافية مع خسارة عملائه، مما يدفعه إلى رفع أسعاره لكي يعوض تلك التكاليف المتراكمة.
إن نتيجة تلك الإجراءات التعسفية والمتناقضة ينتج عنها خسارة للاقتصاد والتاجر والمستهلك وكذلك الجمارك بتحمل تكاليف مهدرة تسببت فيها تلك الازدواجية التي لا تحمل بين طياتها أي مبدأ حماية أو تطبيق نظام، وإنما طريقة تعيق تدفقات السلع وتزيد من بيروقراطية الإجراءات وتدفع إلى التحايل والفساد بدلا من أن تكون إدارات الجمارك فاعلة وتطبق الأنظمة بدون ازدواجية من أجل خدمة الاقتصاد والمواطن. إن تعقيد الإجراءات الجمركية بدلا من مرونتها وتسهيلها لا يعني بأي صورة ما إنه حرص على تطبيق الأنظمة بل على العكس يزيد من التعقيدات الإجرائية ويرفع من التكاليف الإدارية وتراكم حاويات البضائع في تلك الموانئ وتمديد فترة التخليص الجمركي حتى تلتهم حرارة الطقس الشديدة تلك البضائع.
لماذا يتم إعادة اختبار البضائع المصحوبة بشهادة مطابقة معتمده ومصدقة؟ إذا لم يكن هناك ثقة في تلك المختبرات فلماذا يتم اعتمادها من البداية ويتم فقط اختبارها داخليا مع ان ذلك سوف يزيد من الاحتفاظ بالبضائع لمدة أطول قبل أن يفسح لها. إن الحل الأمثل أن يكون هناك مختبر في السعودية يتعاقد مع مختبرات معتمدة من قبل هيئه المواصفات والمقاييس يقوم بعمل الاختبارات في بلد المصدر، ما سوف يزيد من تدفقات السلع بكل يسر ويسهل من عملية التخليص الجمركي. إن القضية لا تكمن في الاختبار نفسه بل انه ضرورة ولكن في تكراره ورفع التكاليف وإطالة عملية الإجراءات فقط لا غير.
إن الدولة دائما تقدم العون والدعم لتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة فنراها تسهل الإجراءات لها وتقدم القروض الميسرة، بينما نرى إدارات الجمارك على النقيض والشكاوى كثيرة ومن يتصفح الصحف المحلية أو يعمل استبياناً للمستوردين سوف يعرف حقيقة الأمر. ألم تعتمد الدولة الحكومة الالكترونية من اجل تسهيل الإجراءات وتشجيع المنشآت والاستثمارات الأجنبية على الاستثمار داخل الاقتصاد السعود، لماذا هذا التناقض غير المبرر وتعطيل معاملات المواطنين الذي يتنافى مع توجه الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
إن على مجلس الاقتصاد الأعلى أن يتخذ قرارا حاسما كما عودنا من اجل تذليل العقبات التي يواجهها التجار نتيجة تلك الازدواجية في شهادات المطابقة، مما يسهم في زيادة الحركة التجارية ويعظم فائض المستهلك.

*عضو جمعية اقتصاديات الطاقة الدولية
عضو الجمعية المالية الأمريكية
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الرياض" الإلكتروني ولا تتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر، وللإبلاغ عن أي تعليق مخالف يرجى الضغط على زر "التنبيه" أسفل كل تعليق

عدد التعليقات : 9
(جديد) ترتيب التعليقات : الأحدث أولا , الأقدم أولا , حسب التقييم
عفواً تقييم التعليقات متاحة للأعضاء فقط...
سجل معنا بالضغط هنا
  • 1
    والله انك صادق عندنا انظمه مدري من وين جايه
    جدة (زائر)
    UP0DOWN
    06:50 صباحاً 2010/06/21
  • 2
    ياخي يمكن بعد ما تطلع البضاعه من البلد المصدر يصير تلاعب
    ويا كثر التلاعب
    وخاصتنا انه الكميه كبيره
    وبعدين ايش مزعلك ع كم الف ع قولك
    وين المنطق في الموضوع حقك
    ولا لازم ثغره تحتاجها بالنظام
  • 3
    الله يرحمنا وهل نتكل على من ينتج ويختبر منتجه ثم يرسله لنا0 هل سوف يراعي المواصفات طالما انه المنتج وهو المقرر للمواصفات0الى متى نحن متخلفين
    ابوعبدالعزيز (زائر)
    UP0DOWN
    11:25 صباحاً 2010/06/21
  • 4
    كلام صحيح والله ان الجمارك معقده يطلبون شهاداة مطابقه للمواصفات السعوديه من شركات دوليه ومعترف بها وبعد ان تصل البصاعه يقولون يجب ان تفحص من جديد وسوف نرسل عينه الى احد الشركات السعوديه او المحتبرات التي انشئت حديثا وتدفع مبالغ كبيره لهذه المختبر وتجلس تنتظر اقل شيئ 40 يوم مع المتابعه
    ابوخال (زائر)
    UP0DOWN
    12:35 مساءً 2010/06/21
  • 5
    طيب لماذا لا نستفيد من تجارب الغير في هذا المجال نطلع على اجرءاتهم ونطبيقها عندنا لان الدول المتقدمة لديها خبره كافيه ومتقنه اكثر مما عندنا ولا تواجه السصادرات والواردات عندهم اي تأخير
    ابو مازن (زائر)
    UP0DOWN
    12:58 مساءً 2010/06/21
  • 6
    ولماذا فقط هذا ألمختبر عموما ألعاملين فيه من جنسية ألشريك ألاجنبي أرجوك لا تسأل عن ألشريك ألسعودي أحسن لك ولأعصابك
    عبدالله (زائر)
    UP0DOWN
    01:34 مساءً 2010/06/21
  • 7
    الجمارك تقوم بعمل جبار لحماية المواطن من غش ضعاف النفوس من التجار عديمي الضمير واعتقد انهم ليس من الوطن ولكن استامنهم المواطن وخانوه للكسب السريع انظروا إلى السلع المقلده اكيد دخلة بشهادة مزيفه من يكون المسؤل الجمارك ام التاجر ولولا يقضة الجمارك ورجالها لشفتوا العجب العجاب الله المستعان.
    ابوقطيم (زائر)
    UP0DOWN
    02:06 مساءً 2010/06/21
  • 8
    ليماذا لا يتم إنشاء مختبرات في الرياض و الدمام ؟
    ليماذا لا يتم نطوير ألية الفحص و زيادة الفاحصين ؟
    ليماذا لايتم وضع ضوابط و غرامات في حالة التأخير في الفحص ؟
    لاماذا لايتم وضع غرامات على الجمارك في حالة التأخير في إنهاء إجراءات الفحص و الفسح ؟
    عموما تكاليف المعوقات يدفعها المسكين المستهلك وحده.
    منصور عبد الرحمن (زائر)
    UP0DOWN
    02:55 مساءً 2010/06/21
  • 9
    رجال الجمارك يشكرون علي جهوده بصراحه ونعم جنود الوطن فهم الدرع الاول
    ابوصالح سلمان العنزي (زائر)
    UP0DOWN
    12:56 صباحاً 2010/06/22

ليست هناك تعليقات:

الطلب على النفط.. يحدد الاستثمارات

  الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446هـ 17 يونيو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة صرّح هيثم الغيص، الأمين العام لأوبك، خلال معرض الطاقة العالمي...