
العدد:4427 old الموافق:2005-11-24
التكاليف الاقتصادية والاجتماعية لاختناق شوارع الرياض (2 من 3)
كل مجتمع يوظف ميكانيكية الاختيارات العامة والخاصة توظيفا أمثل من أجل تحقيق المزيد من الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية لمواطنيه. وهذا يحدده فعالية القرارات الحكومية التي تتوقف على قدرتها على وضع الحلول المناسبة للقضايا المتنوعة والمعقدة في المدى القريب والبعيد وتقليص الأضرار الجانبية للحياة المدنية. فإن اختيارات القطاع الخاص يتم تنفيذها من خلال ميكانيكية السوق التي لا بد للحكومة الذكية والحريصة على أفضل الاختيارات العامة أن تتفهم ميكانيكية تلك السوق والمشاكل التي تؤدي إلى فشلها حتى يتسنى لها من وضع الحلول التي تراها مناسبة وفي الوقت الملائم. وعلى ذلك لا تقتصر الحاجة للحكومة على تطبيق القوانين وحماية الأمن القومي وحقوق الفرد والملكية فقط, بل لا بد أن تتدخل عند الحاجة إلى تصحيح فشل السوق وما ينتج عنه من أضرار جانبية Externalities مثل ما هو حاصل في سوق الخدمات العامة من عدم فعالية الطرق السريعة وما تسببه من اختناقات مرورية وتلوث للبيئة ما يقلص من رفاهية المجتمع ككل. فإنه ليس من المتوقع أن تجد الاختناقات المرورية حلا لها من خلال عمليات السوق دون وجود تسعيرة تضيق من الفجوة الواسعة بين التكاليف والأسعار المجانية حتى يتم تصحيح فشل ميكانيكية الطلب على الطرق السريعة من قبل المسافرين مع ما هو موجود من عرض الطرق السريعة. إن فرض ضريبة على الطرق السريعة يمكن الأفراد المنتفعين من تلك الخدمات العامة رغم ما ينتج عنها من أضرار سلبية من حصولهم على أكبر منفعة منها من خلال تشجيعهم على استعمالها مقابل تلك الضريبة ومنحهم حرية الاختيار في استعمالها قليلا أو كثيرا إذا ما أرادوا الحصول على أقصى منفعة ممكنة. فعندما تكون الطاقة الاستيعابية للطريق السريع كبيرة, حيث لا يتسبب استعمال سائق ما للطريق نفسه في رفع تكلفة السائق الآخر Nonrivalry, فإننا نستطيع أن نقول إن ذلك الطريق يعمل بكل فعالية ولا يحتاج إلى تسعيرة تقلص من الأضرار الخارجية. فقد تعتقد الحكومة أن عدم التدخل في فشل سوق الخدمات العامة هو الاختيار الأفضل مع احتمالية أنه سوف تصحح السوق نفسها لكن هذا لا يحصل عندما تكون أسعار الطرق السريعة مجانية يتحمل المجتمع تكاليف أضرارها الخارجية ما يستدعي أن تصدر الحكومة قرارا يحدد أسعار الطرق السريعة التي قد تزيد أو تنقص حسب طول الطريق وأوقات الذروة للحد من تكاليف المجتمع والأضرار التي تنتج من زيادة عدد الرحلات في تلك الطرق دفعة واحدة وفي وقت واحد. إن حساسية الطلب على الطرق السريعة لا بد من اختبارها وتقييم تلك الشبكة من الطرق اقتصاديا وتحديد معدل الرحلات بكل دقة وهذا ليس من السهل لتشابك الطرق وتنوعها. وإذا ما أخذنا في الاعتبار توصيات البنك الدولي من خلال تجربة المكسيك, فإنه لا بد من التنبؤ بحجم المكاسب التي سوف تعود من أي طريق في شبكة الطرق الموجودة وتقييم الدخل الذي سوف يترتب على فرض أقصى ضريبة ممكنة على تلك الطرق "صافي تكاليف الدخل" وحصول الحكومة على عائد اقتصادي يحقق أهدافها ويكون مصدر تمويل فاعل للصيانة وبناء الطرق. وبناء على ذلك فإن طول الفترة الزمنية لفرض الضريبة يرتبط بطول المدة اللازمة لتغطية تكاليف بناء طريق ما وعند ذلك يتم إلغاؤها Toll Free مثل ما قامت به الحكومة اليابانية بإعفاء 61 طريقا من الضرائب بعد تغطية تكاليفها أو قد تطول تلك الفترة إذا ما كان الهدف تقليص الازدحام المروري في الطرق الرئيسية. أما إذا ما أرادت الحكومة تغطية تكاليف تشغيل الطرق وصيانتها فإنها تفرض ضريبة متواضعة ويستمر تحصيلها بصفة مستمرة. فلا شك أن الضريبة تتنوع طبقا للوقت وطول الطرق وعدد الشاحنات لتصبح بمثابة تكلفة تصليح الطرق التي تتآكل مع تكرار رحلات تلك الشاحنات. ولذا فإنه من الممكن سرد بعض أنوع الضرائب كل حسب حالته:
- الفترة الزمنية من اليوم من الذروة إلى ما دون ذلك من أجل تقليص حجم الازدحام المروري Congestion في الطرق الرئيسية وقد تم اختبار ذلك في فرنسا ولوحظ أن الازدحام قد انخفض بنسبة 10 في المائة عندما يتم زيادة الضريبة بنسبة 50 في المائة في أوقات الازدحام.
ـ اختلاف تكاليف بناء الطرق من منطقة إلى منطقة فعلى سبيل المثال الطرق التي تتسلق الجبال تكلفتها أعلى وبالتالي فإن الضريبة سوف تكون مرتفعة.
ـ الاعتبارات الاجتماعية فبعض الحكومات تشجع قراراتها السياسية على زيادة عدد الركاب في المركبة الواحدة carpooling مثل ما تقوم به ماليزيا بفرض ضرائب أقل على الحافلات.
ـ حسب المنطقة مثل ما هو معمول به في سنغافورة التي تفرض ضرائب على هؤلاء الذين يأتون إلى وسط المدينة.
ـ الازدحام المروري في الطرق الرئيسية مثل ما هو معمول به في ولاية كاليفورنيا.
ولكن فرض تلك الضرائب لا بد أن يكون له مبررات اقتصادية واجتماعية لتحقيق أهداف حكومية معينة قد يكون بعضها التالي:
ـ مصدر جديد ومستقر لتمويل الطرق الذي عادة يستقطع من ميزانية الدولة. فإنه من الطبيعي أن تكون هناك ضغوط ضد فرض مثل تلك الضرائب ولكن هناك دول نفطية مثل النرويج تفرض مثل تلك الضرائب والتي بلغ دخلها 32 في المائة من إجمالي ميزانية شبكة طرقها ودول غير نفطية مثل إسبانيا التي بلغت تلك النسبة 46 في المائة.
ـ تقليص الاختناقات المرورية وعلاج سلبيات استخدام الطرق البيئية.
ـ تحقيق العدالة الاجتماعية وذلك أن فرض ضريبة على طريق ما في منطقة ما قد تستعمل في تنمية الطرق في منطقة أقل تنمية.
ـ تنمية استثمارات القطاع الخاص الذي يرغب في بناء الطرق بأن يتم تمويل جزء من تكلفة المشروع أو إدارته بواسطة تلك الضرائب والجزء الآخر بواسطة الدولة.
- الفترة الزمنية من اليوم من الذروة إلى ما دون ذلك من أجل تقليص حجم الازدحام المروري Congestion في الطرق الرئيسية وقد تم اختبار ذلك في فرنسا ولوحظ أن الازدحام قد انخفض بنسبة 10 في المائة عندما يتم زيادة الضريبة بنسبة 50 في المائة في أوقات الازدحام.
ـ اختلاف تكاليف بناء الطرق من منطقة إلى منطقة فعلى سبيل المثال الطرق التي تتسلق الجبال تكلفتها أعلى وبالتالي فإن الضريبة سوف تكون مرتفعة.
ـ الاعتبارات الاجتماعية فبعض الحكومات تشجع قراراتها السياسية على زيادة عدد الركاب في المركبة الواحدة carpooling مثل ما تقوم به ماليزيا بفرض ضرائب أقل على الحافلات.
ـ حسب المنطقة مثل ما هو معمول به في سنغافورة التي تفرض ضرائب على هؤلاء الذين يأتون إلى وسط المدينة.
ـ الازدحام المروري في الطرق الرئيسية مثل ما هو معمول به في ولاية كاليفورنيا.
ولكن فرض تلك الضرائب لا بد أن يكون له مبررات اقتصادية واجتماعية لتحقيق أهداف حكومية معينة قد يكون بعضها التالي:
ـ مصدر جديد ومستقر لتمويل الطرق الذي عادة يستقطع من ميزانية الدولة. فإنه من الطبيعي أن تكون هناك ضغوط ضد فرض مثل تلك الضرائب ولكن هناك دول نفطية مثل النرويج تفرض مثل تلك الضرائب والتي بلغ دخلها 32 في المائة من إجمالي ميزانية شبكة طرقها ودول غير نفطية مثل إسبانيا التي بلغت تلك النسبة 46 في المائة.
ـ تقليص الاختناقات المرورية وعلاج سلبيات استخدام الطرق البيئية.
ـ تحقيق العدالة الاجتماعية وذلك أن فرض ضريبة على طريق ما في منطقة ما قد تستعمل في تنمية الطرق في منطقة أقل تنمية.
ـ تنمية استثمارات القطاع الخاص الذي يرغب في بناء الطرق بأن يتم تمويل جزء من تكلفة المشروع أو إدارته بواسطة تلك الضرائب والجزء الآخر بواسطة الدولة.
لا يوجد تعليقات