2/18/2011

مؤشرات تخلف المجتمع



 د/ فهد محمد بن جمعه 


التاريخ: 13-6–2003

إننا نسمع دائما إن هناك مجتمع متقدم ومجتمع متخلف فماذا تعني تلك المسميات التي تميز بين المجتمعات
في انظمنها التي تحكمها وسلوك أفرادها وتصرفاتهم. وانه من السهل إن تفرق بين المجتمع المتقدم والمتخلف فقط عند زيارتك لواحدة من تلك البلدان المتقدمة مثل أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا وأنا لا أتكلم هنا عن المجتمع الصناعي الذي يميز الاقتصاد المتقدم عن المتخلف ولكن عن المؤشرات الاجتماعية التي تشاهدها عندما تزور تلك المجتمعات. فان مؤشرات تخلف المجتمع عديدة ولكن من أهما والتي يستطيع الفرد إن يلاحظها حتى ولو لم يكن على مستوى من الذكاء والعلم:

1-     حركة المرور ومدى التزام السائقين بأنظمة المرور وقدرة المرور على تطبيق تلك الانظمه على جميع المخالفين لها.

2-    عدم التمتع بالحرية الشخصية بما لا يخالف الشريعة والقوانين المتبعة محليا ودوليا.

3-    بروز ظاهرة التمييز بين الرجل والمرأه إلى درجه يتم فيها إلغاء دور المراه من كثير من المجالات.

4-   تدني مستوي تعليم أفراد المجتمع بشكل عام وعدم إجادتهم لما تعلموه.

5-   ضعف معدل انخراط أفراد المجتمع في العمل وعدم حبهم له فلا تجدهم يعملون في كل مكان تذهب إليه.

6-    تجول سيارات الأجرة في الشوارع العامة دون تنظيم وعدم وجود مواقف خاصة لها مما يركب الحركة المرورية.

7-   عدم ارتقاء جودة الخدمات الصحية مع توفرها.

8-   رمي السجاير والمخلفات في الشوارع والأماكن العامة دون مبالاة أو انظمه رادعه.

9-   صعوبة وتعقيد الإجراءات الرسمية سواء كانت سياحية أو تجاريه.

إن تلك المؤشرات حقيقية وهي منتشرة في مجتمعنا بشكلا تكاد تمزقه فلم يكن الوازع الديني أو الانظمه المتهاونة في ذلك قوه مساعده على تقليص حدة تلك المؤشرات. وهذا يؤكد إن مجتمعنا أمامه طريق طويل وشائك يحتاج إلى
تغييرات سلوكية واجتماعيه تدفع به نحو التقدم الحضري والمدني الذي يضعنا قريبا من ما يدور في البلدان المتقدمة ويبعدنا عن ظاهرة العنف والتشدد. فلا سيما إن هذه المؤشرات مره أخرى تؤكد مدي استعدادنا لمواجه المتغيرات الاجتماعية والعالمية والتي تضعنا في المؤخرة إذا لم نبدأ في تغيير تصرفاتنا وسلوكياتنا لمواجه المستقبل والتعامل بكل عناية مع تلك المتغيرات السريعة من حولنا. وأنا لا اقصد إن التغيير هو التركيز فقط على تلك المؤشرات التي قد يعتقد البعض إنها ليست الأهم ولكن الذي اقصده اشمل واعم من تلك المؤشرات ليشمل التغيرات الاقتصادية والتجارية والنظامية والقانونية والاجتماعية وما يرتبط بذلك. إن أصوره الحقيقية لمجتمعنا تبدو واضحة من تلك المؤشرات التي تبطل تلك أشعارات التي يروجها بعض المغرضين لزعزعة الأمن والاستقرار باعتقادهم إن ما يناسب البلدان الأخرى قد يناسبنا. إن تركيبه المجتمع السعودية وخلفيته تحتاج إلى فهم
عميق وتفصيلي لأجل تحقيق التغيرات والإصلاحات التي تتناسب معه.

فعندما يكون المجتمع على مستوى من التقدم المدني تصاحبه الكثير من التغيرات والتنازلات الاجتماعية الطبيعية فيصبح ما هو غير صالحا سابقا صالحا الآن وهكذا. إن التقدم المدني يعني تغير جذري في تركيبه المجتمع كما حصل في كثير من المجتمعات من قبلنا وكما هو حاصل في مجتمعنا عند مقارنته بفترة زمنيه سابقه. فانه من المفروض ان تكون عقدة التغيير الاجتماعية مؤقتة و لا بد إن تزول في اتجاه ما هو أفضل ومناسب لمستقبل مجتمعنا.ان التغييرات تأتي مصاحبه لزمن الذي تفرض على الدولة ان تسرع من قراراتها لمواكبه تلك التغييرات الهيكلية في تركيبه المجتمع من خلال الترغيب وتعديل الانظمه والقوانين التقليدية التي لا تتفق مع تلك الحياة المعاصرة.ان الآثار السلبية للقرارات وتخطيط السيئ بدأت تطفح على سطح مياه المجتمع مما يتطلب إجراءات نظاميه وقانونيه تصفي تلك المياه التي أصبحت عكرة. انه غير مستحيل ان نبهر العالم من حولنا كيف نستطيع ان نغير اتجاه مجتمعنا خلال فتره قصيرة ونجعل كل فرد في المجتمع السعودي يسعد بمزيد من الرفاهية والحرية الشخصية التي هي حقا له.إن محاولة فئة معينه من المجتمع على الوقوف في وجه المتغيرات الاجتماعية لن يبؤ إلا بالفشل ويجعل تلك المتغيرات جارفه وخطيرة إذا لم يكن التجاوب معها بالمعرفة وواقعية العصر الحديث.

ليست هناك تعليقات:

الطلب على النفط.. يحدد الاستثمارات

  الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446هـ 17 يونيو 2025م المقال الرياض د. فهد محمد بن جمعة صرّح هيثم الغيص، الأمين العام لأوبك، خلال معرض الطاقة العالمي...